ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر – من خلف القرارات سياسة الكورونا

يديعوت– بقلم  سيفر  بلوتسكر – 7/7/2020

حكومة اسرائيل أدمنت على الفحوصات من أجل ذاتها بدلا من الادمان على استخدام وسائل ناجعة لصد الوباء، كانت معروفة ايضا قبل شهر. الشعبوية تغلبت، مرة اخرى، على المنطق “.

1. فتح الاتحاد الاوروبي السماء لرحلات جوية من عدة دول، ليس من اسرائيل. وشرحت محافل رسمية في القدس بان هذا قرار مهني صرف وليس فيه مؤشر على ما هو متوقع اذا ما وعندما ينفذ الضم الجزئي.

أحقا؟ طرح الموقع الاخباري الشائع “بوليتكو” تحقيقا صحفيا عن المساومة السياسية العسيرة من خلف كواليس القرار. فقد ضغطت حكومات اوروبية للسماح بدخول الاتحاد من الدول الهامة لعلاقاتها الخارجية. ففرنسا مثلا ضغطت ونالت اذون دخول للوافدين من الجزائر ومن المغرب. العملية التي كان يفترض بها أن تكون مهنية نقية، كما اقتبس عن خبير  بالامراض شارك في المداولات، “لوثتها واضرتها السياسة”.

في فترة المداولات في بروكسل، لم يكن وضع اسرائيل بعد يبرر تصنيفها كدولة “حمراء” – وبالتأكيد ليس مقارنة بالمغرب والجزائر، التي تعد حالة الاصابات الحقيقية فيها مجهولة. بقينا في الخارج لانه في تلك المداولات الحرجة لم يكن في المجلس الاوروبي حتى ولا موصٍ واحد بالاستقامة في صالح اسرائيل – بسبب التحفظ الجارف من نية الضم لدى حكومة نتنياهو – غانتس.

وهذه مجرد تذويقة واحدة مما ينتظر علاقات اسرائيل الخارجية عندما ينفذ نتنياهو تهديده – وعده “بسط السيادة الاسرائيلية” على هذه المناطق أو تلك من يهودا والسامرة.

2. نال البروفيسور فرانكو مودلياني الراحل، الاقتصادي اليهودي الايطالي الذي فر في أواخر الثلاثينيات الى الولايات المتحدة، جائزة نوبل في   1985 على مساهمته في العلوم الاقتصادية كباحث أصيل، مخترق للطرق وواسع الافاق. في الستينيات نشر، الى جانب زملائه، مقالات حلل فيها المبنى والقيمة للشركات التي يتم تداول اسهمها في البورصة. وكان احد الاستنتاجات للبحوث يتعلق بتوزيع الارباح في شركة بورصة من الارباح التي تراكمت في ميزانها: ويتبين ان ليس للتوزيع تأثير على الثراء المالي لاصحاب الاسهم. فقبل توزيع الارباح كانوا يحوزون اسهما اسعارها عكست الارصدة السمينة التي جمعتها الشركة، بعد التوزيع انخفضت اسعار الاسهم – وذلك لان راس مال الشركة تقلص – ولكن بقي في ايدي اصحابها المال النقدي من الارباح. لعبة مبلغ الصفر.

الرابح الاول من توزيع المرابح هو الدولة. فهذه تنطبق عليها ضريبة الدخل، بشكل عام بمعدل 30 – 33  في المئة. ضريبة ما كانت لتدخل الى صندوق المالية لو بقيت الارباح “حبيسة” في ميزانيات الشركة.

في حالة شركة الالبسة فوكس – فيزل كان المنطق الاقتصادي – التجاري لاصحابها، عائلة فيزل، استخدام الارباح (243 مليون شيكل في 2019) والمال الذاتي (نحو مليار شيكل) لتغطية الخسائر المتوقعة للعام 2020 – الا اذا وجدت الشركة سبيلا اكثر راحة وكلفة لتمويل هذه الخسائر. فوجدت: المساعدة من وزارة المالية. حسابيا، سمحت هذه المساعدة بتوزيع الربح. عمليا، ليس واضحا لماذا اصر اصحاب السيطرة في فوكس رغم ذلك على توزيع الارباح وعلى دفع الضرائب حتى بعد أن كانوا تنازلوا عن المساعدة؛ فهل ربما لانهم لا يتوقعون خسائر هذه السنة؟ اذا كان كذلك فان من شأنهم أن يخيب ظنهم وان يدفعوا الثمن على الخطأ في التوقع.

3. وفقا لتقديرات خبراء الاوبئة، فان 2.5 –3.5 في المئة من سكان اسرائيل يحملون الفيروس المسبب لوباء الكورونا. وبالتالي يوجد في اوساطنا ما لا يقل عن 300 الف حامل للمرض. القليلون جدا منهم في المستشفيات أو يعالجون في البيوت. أما الاغلبية فبلا اعراض او مع اعراض خفيفة.  

معنى الامر هو أنه اذا ما حصل في يوم صاف فحص كل  سكان اسرائيل لكشف الكورونا، فان عدد الحاملين (“المصابين”) المبلغ عنه كان سيرتفع عشرة اضعاف وعلى الاقل كان مليون اسرائيلي آخر سيتعين عليهم الدخول الى الحجر. هذا بالطبع لن يحصل. فليس واضحا اذن ما هي المنفعة من اجراء 24 الف فحص في اليوم.

واقل وضوحا من ذلك المنفعة في اجراء فحوصات دم لكشف مضادات الكورونا، حين لا تكون تعتمد على عينة احصائية معروفة مثلما اقترح الاحصائي القومي البروفيسور بني بابرمن. النتائج من الفحوصات لن تكون مصداقة والصورة قد تضلل وتضر.

الان، يكفيعشرة الاف فحص مسحات في اليوم حين تكون تتركز في الاماكن المرشحة لانتشار الوباء ووفقا لاساليب العينة العلمية. ولكن حكومة اسرائيل أدمنت على الفحوصات من أجل ذاتها بدلا من الادمان على استخدام وسائل ناجعة لصد الوباء، كانت معروفة ايضا قبل شهر. الشعبوية تغلبت، مرة اخرى، على المنطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى