ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر – لنتخلى عن المساعدة

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر – 14/10/2021

” بايدن يجد صعوبة في اقرار مساعدة المليار دولار. ونحن لا ينقصنا المال بل نتخلى عن هذه المساعدة ونقدمها هدية عيد ميلاد  الـ 79 لبايدن. فمثل هذه الهدايا لا تنسى “.

الوضع الاقتصادي لاسرائيل افضل بكثير من وضع الولايات المتحدة. وان كان بنك اسرائيل لا  يطبع الدولارات، لكن احتياطاته تصل الى 200 مليار دولار، مبلغ هائل بالنسبة لحجم واحتياجات الاقتصاد الاسرائيلي. الشيكل يبدي اداء قويا، النمو مبهر، النسبة بين الدين الحكومي والناتج المحلي متدنية جدا، والفوائض السنوية في ميزان المدفوعات السنوية تضخ بين 15 الى نحو 20 مليار اخرى الى اسرائيل. 

في ضوء هذه الحقائق واضح ان ليس لنا حاجة حقيقية لان نطلب من الولايات المتحدة مساعدة خاصة من مليار دولار لشراء عناصر لمنظومة القبة الحديدية. العكس هو الصحيح: نوصي جدا بالتبليغ الفوري للبيت الابيض بان اسرائيل تتنازل عن المليار دولار آنفة الذكر، تدخل اليد الى الجيب وتدفع. وهذا دفع لن يحك بالاحتياطات، الميزانية ومستوى المعيشة. 

ان التخلي عن المليار دولار مطلوب جدا لادارة بايدن، التي يصعب عليها الايفاء بتعهدها لاسرائيل (وتعهداتها بالعموم). فقد كان مطلوبا تصويت خاص في مجلس النواب للتغلب على العوائق السياسية والتشريع عالق الان في مجلس الشيوخ ويتسبب بوجع رأس زائد للرئيس بايدن الذي يوجد في لحظة من درك أسف قاسٍ. الرضى عنه كرئيس تردى في احد استطلاعات الرأي العام الى 38 في المئة. وفي اخرى يتراوح بين 41 و 47 في المئة، وحسب محللين امريكيين في هذه المرحلة من الولاية هذه شعبية اقل من كل الرؤساء الامريكيين بعد الحرب، باستثناء اثنين. 

معظم الامريكيين يمنحون رئيسهم علامات سلبية في كل المجالات، من مكافحة الكورونا وحتى سياسة الهجرة، من مأزق الميزانية المسدود وحتى التضخم المالي المستيقظ والبطالة العنيدة. بايدن يعتبر ضعيفا، يترنح بين الاطراف، غير قادر على ان يطرق الطاولة ويفرض رأيه. وللامتناع عن الحرج فانه لا يعقد مؤتمرات صحفية ولا يلقي كلمات علنية دون نص مكتوب وجاهز. وحسب الاستطلاعات فانه لا يبث مرجعية والاسوأ من ذلك فانه في نظر الاغلبية لم يعد يبث نزاهة. 

ان الاغلبية الهشة للحزب الديمقراطي في مجلسي النواب خلق واقعا سياسيا يكون فيه كل بندوق ملك، كل كتلة فرعية تتباهى بحق الفيتو، والادارة مشلولة. الاقلية الراديكالية في  اليسار الديمقراطي التقت منذ الان، كما كان متوقعا، بالاقلية الراديكالية لليمين الديمقراطي والواحدة تعطل الاخرى. وقدرة اداء البيت الابيض والادارة الامريكية. ليس فقط في السياسة الداخلية، بل وفي السياسة  الخارجية ايضا. فما هي الخطة الامريكية بالنسبة لايران؟ بالنسبة لتهديدات الصين على تايوان. بالنسبة لسيطرة بوتين على توريد الغاز الطبيعي لاوروبا؟ لا نعرف. 

يسود كل شيء هزال غريب، تغطيه بيانات عبثية. نائبة الرئيس كاميلا هاريس، والتي هي حتى الان خيبة امل سياسية اخرى، إما ترتكب افعالا مشينة في كلماتها العلنية او تختفي لفترات طويلة وحاسمة عن الساحة الواشنطنية.

اسرائيل، التي توجد في مفترق طرق بمعان كثيرة، بحاجة الى ادارة امريكية تؤدي مهامها، الى اصحاب قرار في البيت الابيض قادرين على تنفيذ القرارات. بحاجة الى اجماع بين الحزبين تجاهها الى دعم الكتل المعتدلة في الحزبين. والمساومة ا لسياسية حول المساعدة  السياسية بمليار دولار تتناقض وهي الاهداف.

بالمقابل، فان بيان حكومة اسرائيل يقول انها تنازلت عن المساعدة سيسهل على الفور على ادارة بايدن وينقذه على الاقل من خلاف محرج واحد. كما أن هذه ستكون هدية يوم ميلاد مناسبة للرئيس نفسه، بعد شهر ابن 79، فمثل هذه الهدايا لا تنسى. 

يوجد لنا ما يكفي من المال ونحن يمكننا ان ندفع بسهولة مليار دولار للبنتاغون مقابل عناصر حيوية للقبة الحديدية؛ بل ولعلنا نحصل على ثمن افضل. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى