ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر- لا شيء يقف أمام الضرورة

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر– 27/12/2020

اثبتت الانسانية في أزمة الكورونا ما يمكنها أن تقوم به بالمعنى المتفائل للكلمة  “.

بعد نحو مئة ساعة ستصل الىنهايتها احدى السنوات الاصعب للانسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وباء عالمي قضى على 1.7 مليون انسان، اوقع في المرض عشرات الملايين، شل فروع الاقتصاد، رفع مستوى البطالة، شل التلاميذ امام الشاشات البيتية وقطع العلاقات العائلية، الاجتماعية والتشغيلية.

كما عطل الكورونا الحياة الثقافية والفنية، زاد العنف داخل العائلة، دفع  مؤسسات الصحة والرفاه  وعامليها  الى اقصى حدود القدرة، عمق العجوزات المالية للحكومات وصفى السياحة الدولية. ومع ذلك محظور علينا أن نفقد المنظور العام. ففي شباط من هذه السنة توقع خبراء الامراض  المعدية اكثر  70 مليون  وفاة من  الكورونا في العام حتى نهاية 2020،  اضافة الى مليارات المرضى به. ولعموم الاسرة العلمية كان واضحا أن حقنة اللقاح الاولى ضد الكورونا لن تعطى قبل شباط 2022، في افضل الاحوال.

كما أن التوقعات الاقتصادية كانت أسود من السواد: الدرك الاسفل الاقتصادي الرهيب للثلاثينيات من القرن  الماضي  بدت شبه حالة مثالية امام توقع التحطم المتطرف للاقتصاد العالمي على الاقل حتى منتصف العقد القادم. الحكومات والبنوك المركزية لم تبدو جاهزة لاعطاء مساعدة سخية لمتضرري ازمة الكورونا، تقريبا دون حساب مالي.

نبوءات الخراب هذه لم تتحقق، وفي نظرة للسنة التي كانت يستوجب إذن استنتاج واحد: الانسانية بعمومها أثبتت في أزمة الكورونا ما يمكنها أن تحققه، بالمعنى المتفائل للكلمة. عندما يكون خطر رهيب كهذا يحوم فوقها، فانها قادرة على أن تغير بين ليلة وضحاها انماط حياتها. قادرة على أن تتغير، ان تبدي المرونة وقدرة التكيف، ان تتخلى عن المباهج وعن الاحتياجات التي كانت تعتبر حيوية. وما هو هام على نحو خاص، هو أنها قادرة على أن تفعل هذا بسرعة، بشراكة وفي ظل الحفاظ على الديمقراطية. في نهاية 2020 التزمت في تراجع، الديمقراطية الليبرالية باقية وتتعزز.

وفي اسرائيل؟ عندنا ايضا خابت توقعات الرعب. 0.035 في المائة من السكان رحلوا الى العالم الاخر بسبب تعقيدان الكورونا، الكثيرون منهم ابناء 85 فما فوق. ورغم السلوك الفضائحي للحكومة في مسألة الميزانية، فان آلية المساعدة لمتضرري الكورونا اتسعت، والدخل الوطني انخفض بنحو 2.5 حتى 3.5 في المئة فقط،  الفوائض في العملة الاجنبية تواصل الازدياد، النسبة بين دين الحكومة والانتاج المحلي معقول، الشيكل قوي ولا يوجد تضخم مالي. ووفقا للتصنيفات الدولية، فان معالجة اسرائيل لازمة الكورونا في جانبها الصحي والاقتصادي تعد احدى المعالجات الناجعة في العالم. وبفضل عدد التطعيمات الهائل، فان  الخلاص من الفروس قريب.

امام التيارات العكرة للمعلومات المغلوطة، الانباء الملفقة ونظريات المؤامرة انتصر هذه السنة في الرأي العام العلم، الحقيقة، البعد الاخلاقي والانصياع للسلطات الصحية. في صالح 2020 يمكن أن يقال إذن انه كان لها ان تكون اكثر سوء بكثير، من كل النواحي. وهذا بات قول متفائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى