ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر – فرضيات أساس قيد الاختبار

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر – 3/11/2020

اذا انتصر بايدن لن تكون ثورة لا في الاقتصاد ولا في السياسة. واذا انتصر ترامب فلن يكون بالضرورة استمرار للسياسة السابقة“.

في يوم الانتخابات في الولايات المتحدة مسموح  التشكيك ببضع حقائق تكونت في اثنائها.

1. الاستطلاعات في أمريكا اخطأت وتخطيء. لا. الاستطلاعات لا تخطيء. المستطلعون والمحللون يخطئون. الخطأ الاكبر يوجد في الانتقال من المعطيات الخام كما جمعت في الميدان في الاستطلاع الى نشرها كتوقع لنتائج الانتخابات. في الطريق تتراكم العوائق: المستطلع الجيد يزيل من الحساب المعطيات المتطرفة التي تبدو غير مصداقة، يضيف تقديرات عن انماط تصويت جماعات غير ممثلة كما ينبغي في العينات، ويحاول التقدير كيف سيصوت المترددون ورافضو الاجابة. كل المعالجات (الحيوية احصائيا) هذه من شأنها ان تتسبب بتحيز غير مقصود للمستطلع، ولا سيما عندما تكون الفوارق ضيقة جدا، 2 – 3 في المئة. بالنسبة لاستطلاعات الانتخابات الحالية، افترض أن الدروس من الاخفاقات في الماضي قد تم تعلمها واستيعابها. بعض من المستطلعين عدلوا انفسهم بفضل العدد الهائل للاستطلاعات: كلما كثرت الاستطلاعات كثر اليقين. وبالمقابل، عندما يكون 66 في المئة من الجمهور الناخبين المحتملين قد صوتوا، فان الاستطلاعات الاخيرة لا تتنبأ نتائج الانتخابات التي كانت، بل تعكس الانتخابات التي كانت، التي تمت. هذه ظاهرة لا يعرف المستطلعون حقا كيف يأكلوها.، وهي مدخل للمشاكل.

2. لن نعرف حتى منتصف تشرين الثاني من سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة. صحيح أنه توجد امكانية كهذه، ولكنها بتقديري غير معقولة على نحو خاص. وعلى فرض ان الاستطلاعات دقيقة وان بايدن سيفوز على ترامب بفارق نحو 10 في المئة، فان فوزه سيعلن في غضون وقت غير طويل. بدون رياضيات معقدة أشير الى أن احتمال الخسارة للرئاسة الامريكية للمرشح المتصدر في احصاء اصوات الناخبين قطريا بفارق واضح كهذا متدنٍ وقريب من الصفر. كيف تتحقق مثل هذه النتيجة ينبغي لتوزيع اصوات الناخبين عمليا في الخمسين ولاية التي تبعث بمندوبيها الى  المجمع الانتخابي ان يكون مشوه ومركزي مثلما لم يكن ابدا في امريكا. وحتى لو أخرت معارك قضائية في الهوامش انعقاد المجمع الانتخابي فستكون هوية الرئيس واضحة.

3. ستهتز امريكا بالمظاهرات والاضطرابات والفوضى ستسودها. صحيح أن الاجواء في ارجاء امريكا متوترة الان ولكن في اللحظة التي يكون فيها منتصر واضح فان الامة ستقف الى جانبه وتعطيه الفرصة لانه عندها “المنتصر يأخذ كل شيء”. والدليل: براك اوباما، سياسي “يساري” اسود، ادى اليمين القانونية مرتين رئيسا دون ظل اعتراض. واذا كان كذلك فان اضطرابات الاحتجاج قد تنشب بالذات اذا ما انتخب ترامب لولاية ثانية.

4. اذا انتصر بايدن، فانه سيقود ثورة اقتصادية اشتراكية. هذا هراء وانباء زائفة. فالخطة الاقتصادية التي طرحها بايدن براغماتية وملجومة؛ فقد تعهد بان ينفذ في اقرب وقت ممكن رزمة الحوافز والمنح لمتضرري الكورونا التي تقدم بها حزبه للكونغرس ولكنها واجهت اعتراضا  شديدا من المحافظين. هذه العلبة المالية تساوي واحد في المئة من الناتج المحلي، بعيد عن المطالب الثورية للكتلة الراديكالية في حزبه، والتي سينطفيء تأثيرها اذا ما انتصر. والاصلاحات المتواضعة الاخرى التي وعد بها – في الصحة، في الضريبة وفي المناطق – ستنتظر حتى السنة المالية القادمة التي تبدأ في تشرين الاول 2021.

5. اذا انتصر بايدن، ستكون ثورة في السياسة الشرق اوسطية للادارة الامريكية. تغيير في مواضع التشديد سيكون – اما التغيير الاستراتيجي فلا. بايدن، السياسي والديمقراطي الصهيوني المعلن، لن يغلق السفارة في القدس وسيفتح سفارة في طهران. لن يشطب عن جدول الاعمال صفقة القرن لتسوية اسرائيلية – فلسطينية برعاية واشنطن، لن يمنع تصدير السلاح الامريكي لدول اسلامية شريطة ان تطبع مع اسرائيل، ولن يشرع في حملة تقرب للسلطة الفلسطينية. العلاقات مع العالم العربي واسرائيل لن تتراجع الى الوراء الى عهد ولاية اوباما.

6. اذا انتصر ترامب، نتنياهو سيحتفل. ليس بالضبط. نتنياهو يختلف جدا عن ترامب، والاختلاف تعمق مؤخرا. فهو ليس ناكرا للكورونا، هو في فزع من الكورونا. وهو لا يستخف بالخبراء، بل محوط بالخبراء. هو واعٍ، بينما ترامب جاهل وسوقي. وبالاساس: ترامب منع تطلعات الضم لدى نتنياهو، لاستيائه، وفي ولايته الثانية سيطلب من اسرائيل تنازلات كثيرة – مطالب سيصعب على حكومات اسرائيل ان ترفضها بالذات لانها ستأتي على لسان صديق يغدق علينا بالدلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى