ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – سياسة الوباء فقدان الموضوعية

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر – 3/5/2020

يمكن أن نعزو بيقين قسما هاما من نجاح اسرائيل في مكافحة الكورونا الى ضعف القيادة السياسية وقوة القيادة المهنية. خسارة بعض الشيء ان يكون هذا النجاح لا يذكر في تقارير وسائل الاعلام العالمية. يحتمل أن تكون هذه ايضا سياسة “.

ان معالجة وباء الكورونا  واصدار  التقارير  عن  المعركة لصده مصابان بالسياسة ومتأثران بها. في  معظم الدول وفي معظم المستويات. فالحكومات تجد اسبابا للثناء على ذاتها،  والمعارضات تجد اساسا للتنديد. الهيئات الاعلامية التي تتمنى تغيير الحكم تبلغ بكثافة عن القصورات والتفاقم؛ اما الهيئات الاعلامية المؤيدة للحكومات فتبشر  بتراجع الوباء وبالنجاح في صده. وفي عقدة التضاربات يكون صعبا على المرء أن يعرف أين تنتهي الحقائق وتبدأ الدعاية.

لقد اصبح فقدان الموضوعية عاديا ليس فقط في  الانظمة الاستبدادية مثلما في روسيا، في الهند وفي هنغاريا. ففي الديمقراطيات ايضا تقع الحقيقة الاحصائية – العلمية غير مرة ضحية للرأي العام المنقسم. في الولايات المتحدة، كل تقرير عن الكورونا ملون بالسياسة. الديمقراطيون يتهمون بوفاة 67 الفشخص الرئيس ترامب وادارته ويتنبأون بمصيبة على مستوى تاريخي، اما الجمهوريون فيتهمون الصين، يشيرون الى الاصابة العالية في ايطاليا وفي اسبانيا ويتنبأون بصد التفشي. لكل طرف احصاءاته، التي تزرع الارتباك. ان الخصومة السياسية بين حكام الولايات ورؤساء البلديات، حتى من الحزب نفسه، تفاقم الاخفاء العلاجي. وقد كانت هي السبب للنبأ عن الحجم المأساوي للكورونا في نيويورك. وبسبب الانتخابات العامة في تشرين الثاني 2020، فان كل قرار للتسهيل أو عدم التسهيل في الحجر يحاكمه الرأي العام الامريكي بمعايير سياسية.

في بولندا قرر الحزب الحاكم المحافظ – القومي “القانون والعدل” ان يجري الاسبوع القادم انتخابات للرئاسة بالبريد، رغم وباء الكورونا وعدم الاعداد لتنفيذ  المهمة بشكل آمن، نزيه وسري.  ودعا سياسيون وشخصيات عامة رائدة الى مقاطعتها، ولكن الحزب لا يتنازل لان لمرشحه، الرئيس القائم آندجي دودا، فرصة طيبة للفوز من الجولة الاولى. وفي السويد تؤيد حكومة  الاغلبية الاشتراكية –  الديمقراطية بالذات سياسة الامتناع عن الحجر المتشدد والسماح بالنشاط الاقتصادي، الاجتماعي والتعليمي شبه الكامل.ويعرض الناطقون بلسانها معطيات تبين، بزعمهم، بان السويد لم تصب اكثر من دول اوروبا لانها اتبعت حجرا كهذا. أما المعارضة فتتهم الحكومة بالتسيب وتشير الى معدل الوفيات العالي (عشرة اضعاف عنه في اسرائيل) ومعدل المتشافين المتدني.

وعندنا؟ عندنا سياسة الكورونا تجد تعبيرها أساسا في نهج الحكومة من بؤر الاصابة في اوساط السكان الاصوليين والبدو. والذين كانوا ولا يزالون السبب لعدم أفول الوباء. والمقصود احياء معينة، محددة ومعروفة، التي برأي الخبراء وحده العزل والانفاذ للتعليمات بلا هوادة من حيث التباعد الاجتماعي يمكنه أن يقمع المرض في اوساطهم. التوصيات المهنية لا تطبق لاعتبارات سياسية – وعليه فعدد المصابين الجدد في اسرائيل لا يزال يبلغ اكثر من مئة في اليوم. وخطر التفجر المتجدد سيصبح مؤكدا اذا ما سمحت الحكومة باحتفالات يقوم بها المئات في جبل ميرون بمناسبة خراب الهيكل  الذي  يسمى “لاغ بعومر”. هذه الاحتفالات التي ليست لاغراض دينية بل نوع من الثقافة الجماهيرية.

بالمقابل، ولحظنا، فان الخلافات التي يبلغ عنها الاعلام بين الموظفية العليا في وزارات الصحة، المالية والتعليم، ليست سياسية. فهي مهنية صرفة، نتيجة لحقيقة انه على رأس الوزارات يقف وزراء انهوا عمليا ولاياتهم وبالتالي فان القوة الحقيقية انتقلت الى المدراء العامين والموظفين الكبار. لهم تعود الانجازات ولهم تعود الاخفاقات. ميزان القوى هذا سيتغير جذريا عندما ستتشكل حكومة جديدة. والاستنتاج السياسي الواجب هو أنه اذا كان أزرق أبيض معنيا بوزارة الصحة، فسيكون من الصواب من ناحيته ان يعين وزيرا للصحة شخصية سياسية معروفة وباعثة على الثقة تتمكن من التصدير لسياسيين آخرين والتأثير على قرارات الحكومة. لا عالما ولا بروفيسورا في الطب. ومن الافضل  ان يبقى حاليا في منصبه المدير العام الحالي موشيه بار سيمان توف الذي يتخذ لدى الجمهور صورة الشخصية الادارة القومية المصداقة والنقية من الاعتبارات السياسية.

يمكن أن نعزو بيقين قسما هاما من نجاح اسرائيل في مكافحة الكورونا الى ضعف القيادة السياسية وقوة القيادة المهنية. خسارة بعض الشيء ان يكون هذا النجاح لا يذكر في تقارير وسائل الاعلام العالمية. يحتمل أن تكون هذه ايضا سياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى