ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر- ذروة عالمية جديدة

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر– 20/12/2020

من المهم أن نذكر بان التطعيم هنا: حملة النجدة اتيحت بفضل خطوة شجاعة لادارةترامب “.

في اليوم الذي يبدأ فيه سكان اسرائيل (ولاحقا، كما ينبغي الامل، سكان السلطة الفلسطينية) تلقي التطعيم ضد فيروس الكورونا يجدر بنا أن نذكر بفضل ماذا تتاح حملة النجدة عظيمة الحجوم هذه: خطوة شجاعة من إدارة ترامب قلة اعطوها فرصة. اساسها: خلق شراكة وثيقة بين  صناعة الادوية الخاصة – التجارية وبين التمويل  والدعم من القطاع العام بحجوم غير مسبوقة.

في إطار الحملة المسماة “سرعة قصوى” ضخت الادارة الى شركات الادوية دعما حكوميا بمبلغ 18 مليار دولار على الاقل – دون الرهان المسبق على “تطعيم مظفر”. نسب كبيرة من المال “بذرت” بالتالي على محاولات تطوير مخيبة للامال، لم يكن منها مفر، حين يكون على جدول الاعمال انتاج سريع على نطاق واسع لدواء جديد. فقد تعهدت إدارة الولايات المتحدة اضافة الى ذلك، ان تشتري من منتجات الادوية مئات ملايين حقن التطعيم في ظل التجاهل لقوانين العطاءات التي تمنح تفوقا للمنتج الارخص. وبذلك اخذت الدولة على عاتقها معظم المخاطر وقسم هام من كلفة البحث والتطوير، والقطاع التجاري أخذ على عاتقه الانتاج، التخزين والتسويق للتطعيمات بالسرعة والكمية اللازمتين. لقد كان الجهد الصناعي لا يقل أصالة وحداثة عن الجهد العلمي.

ان سياسة صناعية تقوم على أساس شراكة عامة – خاصة ميزت الولايات المتحدة في عهد الحرب العالمية الثانية، في سنوات المنافسة التكنولوجية حيال الاتحاد السوفياتي ولاحقا حيال روسيا والصين. وبفضلها فان امريكا لم تنزل فقط رجلا على القمر بل وأخرجت من داخلها كُبريات الانترنت، العلم والتكنولوجيا، في جانب المادة وفي جانب البرنامج.

لقد كان يمكن لاسرائيل أن تستخلص درسا عمليا هاما من انجازات حملة “سرعة قصوى”، ولكن في الاجواء العامة السائدة في البلاد كان مشكوكا أن تكون فكرة الشراكة بين الصناعة الخاصة والمال العام ممكنة على الاطلاق. فالبيروقراطية، القضائية، الحسد الشعبويوالمحاسبات الحزبية ستصفي الشراكة وهي في مهدها. ففقط تحت ضغط نتنياهو ورؤساء وزارة الصحة تفضلت وزارة المالية بسحب معارضتها للتوقيع على الاتفاقات لشراء التطعيمات المبكرة من فايزروموديرنا.

ورغم النقد المبرر على اصحاب القرارات – دون استسلام الحكومة لاعتبارات حزبية – انتخابية كان يمكن ادارة الازمة بشكل افضل بكثير – منالمفرح ان نتبين بان اسرائيل تبرز ايجابا في المعالجة العامة للكورونا. فوكالة المعلومات الاقتصادية الرائدة، “بلومبرغ”، نشرت تصنيفا لنحو 50 دولة متطورة حسب مقياس نجاعتها في مواجهة الازمة، في الجوانب الصحية والاقتصادية معا. وتأتي اسرائيل خامسة، بعد سنغافورة، هونغ كونغ، تايوان وكوريا الجنوبية. قبل النمسا، هولندا، الدانمار، سويسرا، فرنسا، المانيا ودول اخرى كان مطلوبا منا “ان نتصرف مثلها”. في تصنيفات اخرى يأتي مكاننا اقل ارتفاعا، ولكنه لا يزال محترما.

بهذه النبرة المتفائلة، هيا نتوجه الى التطعيم.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى