ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  سيفر  بلوتسكر- بانتظار المعجزة ..!

يديعوت – بقلم  سيفر  بلوتسكر- 1/12/2021

” الحكومات في ارجاء العالم لا تقاتل السلالة الجديدة خوفا من نقمة الناخبين “.

حكومات في العالم الديمقراطي تقف امام جولة جديدة من وباء كوفيد 19، امام سلالة تسمى اوميكرون، وهي اسيرة في ايدي الاقلية. فازالة القيود، التشوش في موضوع حقنة التحفيز ورفض الاعلان عن التطعيم الالزامي للموظفين العموميين وللاطفال، كل هذا ادى الى اصابة مرتفعة، والى الموت الذي يأتي بعدها.  

في الاسبوع المنصرم باتت الارقام مقلقة للغاية، والتوقعات اكثر اقلاقا. ولكن كانت للحكومات صعوبة  اساسية في الاعلان عن انعطافة في السياسة الصحية بسبب الخوف من رد “الشارع” – اقلية هامشية نحو ثمن السكان، تعارض بصخب القيود، التطعيم، الاغلاق. تريد الفوضى.

هذه الأقلية تؤثر على أنظمة ديمقراطية لدرجة تقييدها. وهذه الانظمة تحولت الى انظمة اقلية ليس بالمعنى الدارج لغياب الاغلبية في البرلمان، بل بالمعنى الجديد للخوف من حفنة من السكان ترفض بعنف لفظي واحيانا جسدي خطوات صحية ضرورية. هذا الاسبوع، مع ظهور الاوميكرون، نشأت امام الحكومات فرصة للتحرر من الاسر والاعلان: الواقع تغير، الوباء احتدم والرد يجب أن يتغير بما يتناسب مع ذلك.

هذه هي البشرى التي جاء بها رئيس الوزراء بينيت الى جلسة الطوارىء. جاء فيها، خرج بدونها. في ختام المباحثات قررت الحكومة اغلاق الدخول الى اسرائيل في وجه السياح، اعادة الحجر للعائدين من الخارج، ادخال الشباك الى الصورة – من على الاطلاق يخاف من الشباك؟ – وانتظار المعجزة.

احتفالات الحانوكا؟ ستستمر. مسابقة ملكة جمال العالم ستستمر. ندوات، مؤتمرات، عروض؟ ستستمر. كل شيء  كالمعتاد ولكن مع “التشديد على الشارة الخضراء. التشديد، بالطبع. اطفال حتى سن 12 لا يسمح لهم بالدخول الى المناسبات دون عرض نتيجة فحص سلبية. عمليا الاف الاطفال، الالاف فوق الالاف، يدخلون الى قاعات المناسبات دون أن يكون المنظمون والمنظمات في المداخل قادرين على ان يفحصوا اذا كانت توجد لهم نتائج فحص سلبية رسمية.

مفهوم من تلقاء ذاته انه لا ينبغي أن نتوقع من جموع الاطفال المنحشرين في قاعة ان يجلسوا لساعتين في عرض من الضحكات، الرقصات والاغاني بينما الكمامات على وجوههم. لماذا مناسبات الاطفال بالذات هي الاكثر اشكالية؟ لانهم ليسوا مطعمين. حسب معطيات وزارة الصحة فان 97 في المئة من الاطفال ابناء 5 – 11 غير مطعمين، و 42 في  المئة من الاطفال في اعمار 12 – 15 غير مطعمين. الاطفال عرضة للعدوى ولنشر الفيروس، بكل تطوراته. بالتوفيق لمن يؤمن بالمعجزات. 

ليس فقط رئيس وزراء اسرائيل هرب من البشرى. رئيس الولايات المتحدة بايدن ظهر اول امس في خطاب دراماتيكي للامة كله استجداء للمواطنة الطيبة مع صفر قرارات عملية. الى جانبه، منحرجا، وقف د. انطوني باوتشي، الذي شرح كيف العيش الى جانب الوباء. الحقيقة العلمية، شدد، لم تتغير. نصد الفيروس – ولا يهم اي متحور منه – بالتطعيمات، الكمامات على الوجوه، فرض شارة خضراء متشددة وتقييد التجمهرات في الاماكن المغلقة. وصفة جد غير معقدة، لا تتطلب تضحية بحقوق المواطن ولا تمس بخاصة في الاعمال الاقتصادية – التجارية الجارية. 

وفقا لكل حساب الكلفة مقابل المنفعة، الفرصة مقابل المخاطرة، هذا هو الخيار اللازم. ولماذا لا يطبق في ارجاء العالم الديمقراطي؟ بسبب الحسابات السياسية. الحكومات تخاف اغضاب الناخبين كارهي التطعيمات والقيود بسبب قدرتهم على الانتقام في الانتخابات وتغيير الميزان الانتخابي. من هنا ترددها المتملص الذي يوجد له الف عذر وعذر. على شفا انفجار سلالة الاوميكرون، فان الحكومات الديمقراطية، بمن فيها حكومة اسرائيل، ينبغي ان تعود لتفعل ما انتخبت لاجله: ان تحكم في صالح الرفاه العام. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى