ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  سيفر بلوتسكر – الان بالذات، مسيرة سياسية

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر – 5/10/2021

” لبينيت فرصة نادرة لانهاء النزاع مع الفلسطينيين “.

زارت نائبة الرئيس الامريكي كاميلا هاريسمؤخرا جامعة جورج مايسون في ولاية فيرجينيا لاجراء حديث حر مع جمهور الطلاب. سألتها احدى الطالبات كيف يقر الكونغرس مساعدة امنية لاسرائيل بمليار دولار رغم انها تنفذ قتل شعب بحق السكان الفلسطينيين. “انا بكيت حقا حين اقرت المساعدة”، اضافت. 

وماذا أجابتها نائبة الرئيس؟ “يحق لكِ ان تحتفظي  بارائك”، قالت. “يسرني أنك اعربتِ عنها على الملأ، محظور قمعها. هذه عظمة الديمقراطية التي لا نستبعد فيها أي رأي، ولا نلغي اي فكر.  كلنا معا، امة واحدة”. 

جواب نائبة الرئيس ليس صحيحا وليس معقولا اخلاقيا. مؤكد انها هي نفسها تعرف جيدا ان ليس كل “رأي” جدير بان يشمل في الخطاب الديمقراطي والليبرالي، وليس فيه مكان  للاكاذيب الدعائية. هاريس، المثقفة اللامعة، مع صلة شخصية ذات مغزى باليهود وباسرائيل، ردت مثلما ردت لانها خافت من أن تدحض وترد علنا اتهامات الطالبة المناهضة لاسرائيل. فضلت التملص.  

ان الخوف السياسي – الانتخابي المشل هذا ينتشر اكثر فأكثر في اوساط الحزب الديمقراطي في امريكا، وينبغي أن يقلق ليس فقط رئيس وزراء اسرائيل. ينبغي له أن  يحرك بينيت لعمل سياسي مع الفلسطينيين قبل أن يفوت الاوان.  عمل، وليس  “دعاية”.  في البيت الابيض يتولى الان المنصب رئيس ديمقراطي انتخب ايضا باصوات اليسار الامريكي، بما فيه الراديكالي. هو عاطف بعمق على اسرائيل وسيسره ، كما يشهد رجاله، على أن يكون مشاركا بتوليد تسوية سياسية – فلسطينية جديدة. 

من سيحل أو ستحل محل بايدن، اذا ما حاكمنا الامور حسب سلوك هاريس، من شأنهما ان يتخذا مواقف مختلفة تماما. وبالتالي فان الزمن يضغط. ليس فقط هناك، بل هنا ايضا. فيأس السكان  الفلسطينيين يتعاظم والاضطراب يشتد. ان حقيقة  أن الجمهور الاسرائيلي ليس واعيا لذلك او أنه واع ولا يتأثر، لا تشهد على حصانة وطنية بل على عمى. على دحر الواقع كبديل للتصدي له.

في خطابه في الامم المتحدة  وفي الكنيست امس كانت لبينيت فرصة للدعوة لتحريك المسيرة السياسية  والتعهد باستئنافها، ولكنه اختار تجاهل النزاع. وشرح مقربو التجاهل بتعدد الوان السياسة بالحكومة وبعدم اكتراث الجمهور. خطأ جسيم. توجد هنا في الشرق الاوسط لحظة نادرة من الرحمة لاحداث انعطافة. فرصة لبداية جديدة. فالمعسكر العربي الذي يرفض وجود اسرائيل ضعف، والاصوات التي تدعو للاعتراف بها والتطبيع معها لم يسبق أن كانت قوية بهذا القدر.

اذا كان بينيت يريد أن يترك أثره على مستقبل اسرائيل فان عليه أن يتخلص من الاثقال الكبيرة المتعلقة بعدم الاكتراث بمصير السلام ورفع علمه امام الشعب. ان يقود لا ان يقاد من الاستطلاعات والاعتبارات الائتلافية. يمكنه أن يثبت كونه جديرا في أن يقف في صف واحد مع رؤساء وزراء محققي التاريخ فقط وحصريا اذا كان مستعدا لان يخاطر، بان يأخذ فرصة وان يفتح من جديد الطريق لتسوية اسرائيلية – فلسطينية. تسوية تؤدي الى نهاية النزاع وبالتالي منع التدهور الى دولة ثنائية القومية التي تعني عمليا نهاية الصهيونية  واتباع نظام الابرتهاد. ان تفويت فرصة نادرة كهذه بانعطافة وطنية مصيرية ستجبي منا اثمانا باهظة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى