ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – الاتفاق والنزاع ، خطر اليأس الفلسطيني

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر  – 19/8/2020

” من اجل منع اندلاع انتفاضة ثالثة قريبا مطلوب مبادرة اسرائيلية سريعة وشجاعة وليس تعال وتباهٍ”.

يعطى في العلاقات الدولية وزن كبير للتصريحات العلنية الموقعة؛ وفي وسائل الاعلام يتناولونها باستخفاف غير مبرر. في الفقرة الاولى للبيان المشترك للولايات المتحدة، دولة اسرائيل واتحاد الامارات العربية الذي نشر يوم الخميس الماضي في واشنطن كتب: “رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، امير ولي عهد أبو  ظبي  ونائب  القائد الاعلى لاتحاد الامارات الشيخ محمد بن زايد تحدثوا اليوم واتفقوا على تطبيع كامل للعلاقات بين اسرائيل واتحاد الامارات. ولاحقا اضافوا: “كنتيجة للاختراق الدبلوماسي واستجابة لطلب الرئيس ترامب ستعلق اسرائيل بسط السيادة على مناطق رسمتها رؤيا السلام للرئيس”.  

يبرز  النص  الذي اتفقوا عليه في البيان إذن  هدفه الرئيس: التطبيع. اما تعليق نية الضم  فتذكر فيه في  وقت لاحق  جدا. ولكن اهميته المبدئية هي في الفكرة الجديدة التي يرسمها للعلاقات بين اسرائيل وبين العالم العربي، والتي تبناها بشكل غير مباشر ايضا المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن. وتأتي  خطة القرن لترامب كما عرضت في البيت الابيض في كانون الثاني لتكون نقطة الانطلاق والحجر الاساس للفكرة الجديدة. فالخطة ترسم “حلا واقعيا” لدولتين لشعبين. اما نتنياهو  فاعتزم هذه السنة ان ينفذ من طرف واحد قسما صغيرا منها فقط،  الى أن تراجع عن ذلك. لا تطلب الخطة اخلاء للمستوطنات، لا تغيير في مكانة القدس وتبقي للفلسطينيين حكما ذاتيا على الحياة المدنية في جيوب مقطعة في الضفة. ان شاءوا يمكنهم أن يسموا هذا المنتج من الجزر الجغرافية “دولة”.  

واضح من الخطة نفسها أن تنفيذها ليس شرطا لتحقيق التطبيع الكامل في العلاقات بين اسرائيل ودول عربية واسلامية بل العكس. وفقا لعقيدة كوشنير، المستشار والصهر اليهودي للرئيس ترامب، فان التطبيع الاقتصادي العربي – الاسرائيلي هو شرط عملي للتقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين.

لقد رفضت قيادة السلطة الفلسطينية رفضا باتا خطة ترامب، والاوروبيون بغبائهم شجعوا رفضها المطلق، مثلما فعلوا دوما. اما نتنياهو فرحب بها وتبناها: فهذه خطة احلامه. تعبر بدقة شديدة عن افكاره للتسوية مع الفلسطينيين كما فصلها على مسمعي حين كان لا يزال رئيس حزب معارض صغير.

في اعقاب الاتفاق مع اتحاد الامارات ساد في البلاد جو من الرضى الذاتي منفلت العقال، يذكر بفترة ما قبل عشرين سنة عندما القى الرئيس  بيل كلينتون على الفلسطينيين الذنب في فشل المحادثات في كامب ديفيد، وارئيل شارون مع روبي ريفلين حجا الى الحرم.  اما النتائج المأساوية لتلك النشوى في صورة انتفاضة ثانية مضرجة بالدماء والقتل فنتذكرها جميعنا.

من اجل منع اندلاع انتفاضة ثالثة قريبا مطلوب مبادرة اسرائيلية سريعة وشجاعة وليس تعال وتباهٍ. مبادرة تتضمن، ضمن امور اخرى دعوة لمفاوضات سياسية على اساس خطة ترامب، استئناف المساعدة الامريكية والعربية المكثفة للفلسطينيين، تجميد بناء جديد في  المستوطنات، موافقة على توسيع سيطرة السلطة الفلسطينية الى مناطق نقية من الارهاب، ازالة القيود عن التنمية المحلية والتقدم التكنولوجي مثل منع نشر شبكات خلوية جيل رابع، وغيرها من الخطوات التي تحقق الثقة.

لديوان رئيس الوزراء ووزارة الدفاع قائمة طويلة من الخطوات المانعة للانتفاضة. تنفيذها حيوي لضمان بقاء وتوسيع اتفاقات التطبيع مع دول الخليج اولا، ومع باقي العالم العربية والاسلامي لاحقا. حذار ان نخطيء مرة اخرى ونستخف بالاستياء الفلسطيني العميق؛ لا نريد احداث تشري 2000 تعود في تشري 2020.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى