ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سيفر بلوتسكر – ارتباطات محتملة ، ليس كله بيبي

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر– 11/3/2021

لا يوجد اي يقين في ان هذا ما سيحصل بالفعل؛ ومع ذلك،  اسمح لنفسي أن افترض بان المسألة المصيرية التي سيقف امامها قريبا الليكود، يوجد مستقبل، أزرق أبيض والعمل لن تكون هل اعطاء يد لبيبي بل هل مد يد للجهود والتقدم نحو تسوية حل وسط مع الشعب الفلسطيني “.

لقد درج على توزيع الاحزاب المتنافسة في الانتخابات القريبة القادمة وفقا لمفتاح نعم بيبي أو لا بيبي، وللدقة وفقا لمدى استعدادها المحتمل للانضمام الى ائتلاف برئاسة نتنياهو. هذا توزيع معقول ولكنه ليس الوحيد الممكن. فاستخدام معايير فكرية، ولا سيما من حيث الموقف من النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، يؤدي الى توزيع مختلف للكتل.

الكتلة الاولى هي الوسط السياسي، جملة من الاحزاب التي لا تؤيد (او كفت عن التأييد) فكرة بلاد اسرائيل الكاملة، وبدلا منها اتخذت مفهوم “دولتين للشعبين”، مهما كانت حدودهما. وينتمي الى هذه الكتلة يوجد مستقبل، أزرق أبيض وكذا الليكود. نعم، الليكود ايضا ازاح نفسه، تحت قيادة نتنياهو، عميقا الى داخل الوسط، حين تخلى عن الضم مقابل اتفاقات سلام مع دول عربية بعيدة ليست على الاطلاق طرفا في المسألة الفلسطينية والدولة الفلسطينية. وينتمي الى كتلة الوسط شاس ايضا، طالما يقوده اريه درعي، وكذا احزاب اصولية لا تشارك فكر سموتريتش، بن غبير وامثاله.

على اليمين من هذه الكتلة الوسط، والتي تعد وفقا للاستطلاعات الجارية 66 نائبا على الاقل، توجد احزاب ترفض على الاطلاق فكرة “دولتين للشعبين”: أمل جديد، يمينا، اسرائيل بيتنا والصهيونية الدينية. يبلغ عدد هذه الكتلة، مرة  اخرى حسب الاستطلاعات، نحو 37 نائبا. أقلية كبيرة، ولكن بالتأكيد أقلية.

على يسار كتلة الوسط توجد، بالطبع، حزبا اليسار  الصهيوني اللذان يتقاسمان فيما بينهما نحو 10 مقاعد في يوم استطلاع جميل. لهذين الحزبين غير قليل من القواسم المشتركة مع الوسط: الاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين (التي عرفها وقررها مناحم بيغن، رئيس حيروت/الليكود، منذ اعوام 1978 – 1979 في اتفاقات كامب ديفيد) واستعداد مشترك لحل وسط في صيغة “الارض مقابل السلام”، حتى لو كان المقابل الجغرافي الذي يبديان الاستعداد لدفعه أوسع بكثير من احزاب كتلة الوسط. وبخلاف الوسط يستخدم اليسار اصطلاحات مثل “احتلال” و “مناطق”.

وفي الطرف اليساري – وللدقة في الطرف القومي العربي – توجد القائمة المشتركة المنقسمة وحزب القائمة الاسلامية التي انشقت عنها.

هل يمكن لهذا التوزيع ان يشكل مفتاحا لاقامة الحكومة القادمة، او التالية لها؟ يحتمل. دون أن نتنبأ بالمجهول المتوقع هذه السنة، يوجد مجال للتقدير بان الموضوع المنسي والمكبوت المتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين سيعود الى مكانه العالي في جدول الاعمال الاسرائيلي، الى جانب مواضيع اجتماعية – ديمغرافية اصبحت اخفاقا اقتصاديا: الفقر المتواصل في اوساط السكان العرب والحريديم ومعدلات التشغيل المتدنية في اوساطهما. هنا أيضا فان القرب بين الوسط واليسار أوضح من القرب بينه وبين اليمين.

ان التقدير بشأن عودة مسألة المناطق والفلسطينيين يستند الى التغييرات في الادارة في الولايات المتحدة، الى الانتخابات في السلطة الفلسطينية، الكفيلة بان تؤدي الى انتهاء الحياة السياسية الطويلة لابو مازن العجوز والى الضغط الذي ستمارسه الدول العربية المعتدلة على القيادة الفلسطينية الجديدة للشروع في حوار جدي مع اسرائيل. من يوم الى يوم  يتعاظم نفورها من رفض السلطة الفلسطينية في تشكيلتها الحالية. من غير المستبعد ان يقع تغير غير مرتقب آخر: انهيار نظام حماس في قطاع غزة. فقد كادت تنتهي قدرته على أن يوفر  الاحتياجات الاساسية للسكان هناك، ومن نواحٍ عديدة فانه يعيش على زمن مستقطع وعلى أموال الضرائب  التي يدفعها  للسلطة الفلسطينية السكان العرب الذين يسكنون في اراضيها.

لا يوجد اي يقين في ان هذا ما سيحصل بالفعل؛ ومع ذلك، اسمح لنفسي أن افترض بان المسألة المصيرية التي سيقف امامها قريبا الليكود، يوجد مستقبل، أزرق أبيض والعمل لن تكون هل اعطاء يد لبيبي بل هل مد يد للجهود والتقدم نحو تسوية حل وسط مع الشعب الفلسطيني.

اضافة الى ذلك، هل تتبلور سياسة اقتصادية على رأس جدول اولوياتها لا يوجد تقليص النسبة بين الدين الحكومي والناتج المحلي بل انقاذ الوسط العربي والحريدي من خلال التشغيل المتزايد وانتاجية العمل المرتفعة من العيش على شفا ودون شفا الفقر. ليس كل شيء بيبي؛ توجد لنا دولة ايضا لنعيش فيها بسلام مع أنفسنا ومع جيراننا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى