ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سمدار بيري – هكذا فقد الاردن السيطرة على الوباء

يديعوت – بقلم سمدار بيري – 13/10/2020

” عاد وباء الكورنا الى الاردن وعادت معه الاجراءات المتشددة التي اضافت تدهورا على الاقتصاد المأزوم اصلا “.

11 آذار، أعلنت الكورونا وباء عالميا. بعد يومين من ذلك جرى في الاردن عرس قصي طرفية وعروسه مريم. لم يصل الاعلان الى أذنيهما، وكانت النتيجة فتاكة: 85 من الضيوف مرضوا، 22 توفوا.

استخلص الملك عبدالله الدروس، اتخذ قبضة حديدية وقرر الاغلاق الذي فرضه الجيش. اغلقت المدارس والجامعات. واعطت السياسة ثمارها: في نهاية ايار، بينما كانت العديد من الدول تحصي ضحاياها الكثيرين، صنف الاردن، بـ 10.5 مليون من سكانه، في قائمة الدول الخضراء. “معجزة طبية”وصفه الخبراء.

لم يدر رأس الملك من النجاح وبدلا من التحرير – شد الحزام أكثر فأكثر كي يمنع امكانية التدهور. فرض اغلاق عام لمدة شهر وفي اثنائه اغلقت حتى السوبرماركيتات والبقالات. وزودت شاحنات الجيش السكان بالغذاء مع دفع ثمنه. وبخلاف الزعماء الاخرين في العالم حرص عبدالله على وضع الكمامة على وجهه عند ظهوره العلني كي يكون قدوة. اضافة الى ذلك ظهر في البزة العسكرية كي يبث لشعبه: نحن في حرب.  

في الاسبوع الاول من الاغلاق سجل تشدد، ولكنه خف في الاسبوع الثاني: في  اثنائه حررت في كل يوم نحو 500 مخالفة.

في نهاية حزيران، عندما كان عدد المرضى (على الورق على الاقل) هامشيا، اعلنت تسهيلات واسعة وفتح الاقتصاد. أمّت الجماهير المحلات، المطاعم والمقاهي، بعضهم، بسبب احساس النصر الوهمي، بلا كمامات. واصل الاردن لعب دور النجم في قائمة الدول الخضراء وكان يخيل انه يوجد على الطريق الصحيح.

ولكن تحت السطح كان المرض يعتمل على ما يبدو دون أن يكون احد على وعي بذلك. الناس الذين اكتظوا في بيوتهم في الاغلاق كانوا على ما يبدو مصابين فنقلوا العدوى الى الكثير من اقربائهم. في المدن البعيدة حيث انفاذ القانون اضعف، تحرك السكان بحرية اكبر.

قبل اسبوعين انقلبت الامور رأسا على عقب: من دولة خضراء اكتسى الاردن لونا أحمر مع الارتفاع الحاد في عدد المرضى. وعادت القبضة الحديدية: قيود شديدة على الحركة واغلاق الحدود البرية مع الدول المجاورة.

غير الملك رئيس الوزراء وعين آخر بدلا منه. اقيل الوزراء والان تقام حكومة جديدة كلفت بمهمة واحدة: اعادة بناء الاقتصاد. احد اسباب انهياره هو وقف المساعدة من جانب الدول العربية التي هي الاخرى علقت في المصاعب. في الايام الاخيرة اعلن اغلاق في نهايات الاسبوع – من يومالخميس وحتى يوم السبت. وعادت قوات الامن تُسير الدوريات في الشوارع وشددت العقوبات على المخالفين: اسبوعان سجن وغرامة 3.700 دولار.  الميزانية لتوزيع الغذاء في الشاحنات نفدت، والسكان يتلقون زمنا محددا للمشتريات في البقالة المجاورة.

أحد الاسباب للاصابة المتزايدة يعود ايضا الى مليوني لاجيء يسكنون باكتظاظ في اكواخ من الصفيح في  ظروف صحية متردية.  

السياحة، مصدر الدخل الاساس للاردن، اختفت. معدل البطالة هائل ويبلغ نحو 23 في المئة. ومع ذلك، يبدو ان العدد الحقيقي اعلى بكثير. صورة من موقع السياحة الشهير في المملكة، الصخرة الحمراء، تشير الى حجم المشكلة: فهو مقفر. “منذ نصف سنة لم نرَ سائحا”، يروي بيأس محمد ابراهيم، مرشد سياحي قديم، “الرزق رحل ولا يوجد خبز نحمله الى البيت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى