ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  سمدار بيري  – لبنان يعتمل الوزير والعاصفة

يديعوت – بقلم  سمدار بيري  – 31/10/2021

” وزير الاعلام جورج قردحاي يثير زوبعة بتصريح ضد  دول الخليج فيدخل لبنان في ازمة  لا يحمد عقباها “.

بعد ان دعا رئيس وزراء لبنان، الملياردير نجيب نيقاتي  وزير اعلامه جورج قردحاي “لان يقوم بالخطوة الصحيحة”، دون أن يوضح بكلمات صريحة بانه يقصد استقالته – تجند ثلاثة رؤساء وزراء سابقون في بيروت، سعد الحريري، تمام سلام وفؤاد السنيورة، وانضموا الى دعوة قردحاي بوضع المفاتيح (في صالح لبنان). بل ان الزعيم الدرزي القديم وليد جنبلاط سار خطوة اخرى الى الامام، الى جانب مجموعة كبيرة من المحامين والقانونيين من بيروت وطالب باعتقال وزير الاعلام وتقديمه الى المحاكمة بتهمة الخيانة. 

قردحاي، حاليا، لا يحلم بالاستقالة. فلديه اسناد قوي من الرئيس الاسد في سوريا، من الحرس الثوري الايراني، من حزب الله في لبنان، شائعة قوية تصر على أنه عين اصلا وزير بفضل التدخل المباشر والضغوط الشديدة التي مارسها الاسد. والان، حتى بعد أن اعلنت السعودية، الكويت، البحرين واتحاد الامارات في الخليج عن طرد سفراء لبنان واعادة سفرائها من بيروت “للتشاور”، فان الوضع في دولة الارز عالق.الرئيس ورئيس الوزراء يفهمان بان حزب الله مصمم على ان يبقى قردحاي، وهكذا ايضا سوريا وايران. اذا اتخذوا خطوة حادة اكثر، فان المعادلة المترنحة على اي حال والتي بالكاد تمسك بلبنان من شأنها أن تنهار بين ايديهم، بضربة هائلة. 

المشوق هو ان اقوال قرداحي، التي اثارت السعودية، قيلت على الاطلاق حين كان قرداحي مقدم تلفزيوني شعبي في الصيغة المحلية لـ “من يربح المليون”. في حينه قال ان السعودية واتحاد الامارات “تخوضان حربا غير مبررة ضد الحوثيين – شيعة اليمن”. والان يدعي بان هذا القول يعبر عن رأيه الخاص كمواطن، ولا يعكس موقف حكومة بيروت، لكن هذا لا يجدي نفعا. فالاسرة المالكة السعودية- ووراءها ايضا الكويت، البحرين واتحاد الامارات – تريد على الاقل رأس قرداحي ان لم يكن استقالة حكومة لبنان كلها. اما قردحاي، من جهته، فقد اوضح امس بانه يرفض الاعتذار، لن يوافق على الاعلان عن استقالته ولكن يتراجع عن اقواله.

من يتصفح الان الشبكان الاجتماعية سيكتشف عالما عربيا منقسما. هناك من يؤيدون قرداحي ولكنهم يدعونه لان “يعرب عن الندم” كي يوقف الضرر الاقتصادي الشديد بلبنان، وثمة من يسمونه انتهازيا مستعدون لان يقسموا بانه تلقى الملايين من ايران ويعدون بان نهايته تقترب. شخصية كبيرة في لبنان لا تتردد في تسميته بانه “عبوة ناسفة” وهناك من يضيفونه الى مثلث الارهاب خامينئي، الاسد ونصرالله. والان يتبقى أن نرى اذا كانت السعودية والامارات ستتخذان خطوة أليمة حقا فتطرد من اراضيها مئات الاف العمال اللبنانيين – اذا ما حصل هذا، فلن يكون لحكومة بيروت مفر غير الاعلان عن استقالة كل الوزراء ورئيس الوزراء.

ونحن ايضا في داخل القصة: قرداحي لذع ولي العهد السعودي وحكام الامارات حين اعلن بان الرئيس الاسد هو الزعيم الوحيد في العالم العربي الذي  يخوض حربا حقيقية ضد اسرائيل. فقد اراد أن يمتدح الرئيس السوري وحزب الله على اصرارهما، على حد قوله، على الحفاظ  على جمرة النار “في الوقت الذي ينحني فيه زعماء آخرون في العالم العربي، وعلى رأسهم حكام دول الخليج امام الاسرائيليين”، ولكنه اضاف بعد ذلك تعديلا صغيرا: اذا ما وصلت القضية الفلسطينية الى حل متفق عليه لا يهمه ان تنضم بيروت الى خطط السلام العربي مع اسرائيل. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى