ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  سمدار بيري – لبنان واسرائيل بين الفوضى والفرصة

يديعوت– بقلم  سمدار بيري – 8/11/2021

” المزيد فالمزيد من المؤشرات لاستعداد لبناني للسير مع اسرائيل، المزيد فالمزيد من الاسناد العربي والغربي، وحزب الله يتابع كل كلمة ويصمت “.

ماذا يمكن ان يحصل في لبنان اكثر ليؤدي به الى حرب أهلية مضرجة بالدماء، وينتهي بسيطرة الحرس الثوري الايراني؟ الحقيقة، ليس كثيرا. فالايرانيون بدأوا يقتربون من جديد، ينتظرون الفرصة. من المهم الايضاح بانهم مخطئون كل من اعتقدوا ان شؤون الدولة تدار من القصر الرئاسي او من مكاتب رئيس  الوزراء في بيروت. لبنان الحقيقي يدار من مبنى متواضع في الضاحية الجنوبية، مركز اعصاب تنظيم حزب الله. الامين العام نصرالله يعود ويوضح ان ليس لديه نوايا للسيطرة على لبنان. فهو لا يحتاج. مفاتيح الدولة توجد لديه على الطاولة وتنظيمه يقوده ويديره بالتشاور مع طهران. 

هذا الصباح سيسافر الى بيروت وفد رفيع من الجامعة العربية في القاهرة برئاسة نائب الامين العام حسام زكي، دبلوماسي لامع وذكي. سجل لنفسه غير قليل من النجاحات في العالم العربي. ولكن فرصه في أن يجلب الحل للبنان صفرية. حتى لو نجح في الحديث مع الاطراف (بدون حزب الله، لكن مع الوزراء المتماثلين مع التنظيم)، فان هذا التدخل سينتهي بتصريح نوايا في اقصى الاحوال، واحاديث عن الازمة غير المسبوقة: اكثر من 70 في المئة من بين 3.5 مليون نسمة في لبنان سقطوا دون نقطة الصفر في مداخيلهم. 40 في المئة من الاطباء هربوا بحثا عن طرق جديدة في العالم الكبير، واخذوا معهم 35 في المئة من الممرضات اللواتي عملن في المستشفيات على مدار الساعة في ذروة ايام الكورونا. لا توجد مياه للشرب. محلات الغذاء معروفة، لمن يمكنه أن يسمح لنفسه، بتعرفة ذروة، حتى الخبز والجبنة. عن اللحم لا مجال للحديث. في المدن الكبرى يعرض للبيع اثاث، ملابس، حلي – وما من مشترٍ. في نهاية الاسبوع اضطر قادة التحقيق في قضية مرفأ بيروت، طارق البيطار، الى وقف اعماله حتى اشعار آخر بسبب شكوى كدية لاحد المشبوهين بالانفجار. 

وزير الدفاع بني غانتس عرض الشهر الماضي مساعدة اسرائيلية – غذاء، ادوية ومياه – لسكان لبنان. ومع أن عرضه حظي بردود فعل عصبية، لكن اقواله تواصل التسلل. المزيد فالمزيد من المواطنين، بدء بابنة رئيس لبنان، كلودين عون، شخصية عامة كبيرة، يقترحون التوجه الى اتفاقات سلام مع اسرائيل حسب سابقة اتفاقات ابراهيم في الخليج. صحيح أن عون اسكتت بـأمر من علٍ، وابوها الرئيس تلعثم برد فعل غير ملزم في الموضوع، ولكن في شوارع بيروت، حيث تعلق الان صور نصرالله فيما أن حبل المشنقة يلف رقبته، يبدأون بالنظر الى “العدو الصهيوني” بشكل موضوعي اكثر. من تجرى معهم اللقاءات في البرامج التلفزيونية الرائدة لم يعودوا يخافون من ذكر اسرائيل بالاسم والتحدث عن التعاون التجاري في المستقبل المنظور للعيان. لبنان، لمن نسي، وقبل كل شيء دولة تجار ورجال اعمال. 

الان فقط كشف انه قبل عشرة ايام وقع حدث استثنائي في السفارة اللبنانية في باريس. السفير، رامي عدوان، جمع بشكل مفاجيء 50 شخصا من اصل لبناني وابناء الجيل الثاني كي يطرح على مسامعه الازمة الاقتصادية وان يطلب المساعدة “مثلما نطلب الان من كل دول العالم”.كان واضحا للسفير بان النبأ الصاخب سيصل الى القدس ويثير التساؤلات.

مبعوث امريكي، عاموس هوكشتاين، المقرب من الرئيس بايدن، يصل الى اسرائيل للبحث في استئناف المفاوضات مع اللبنانيين في موضوع الخلاف على الحدود البحرية المشتركة. ظاهرا، موضوع في اهمية من الدرجة الثانية، بعد أن اوقف اللبنانيون الخطة الاسرائيلية ان يبعثوا ليس فقط رجال جيش وخبراء لترسيم الحدود، بل وايضا مستشارين اقتصاديين ورجال تجارة. عمليا، يعمل هوكشتاين كنوع من الوسيط بين الدولتين، بعد ان اعلن بانه يأمل في التوصل الى اختراق ليس فقط في مواضيع ترسيم الحدود. المزيد فالمزيد من المؤشرات لاستعداد لبناني للسير مع اسرائيل، المزيد فالمزيد من الاسناد العربي والغربي، وحزب الله يتابع كل كلمة ويصمت. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى