ترجمات عبرية

 يديعوت – بقلم  سمدار بيري – كل شيء على الطاولة ، الاختبار الاردني

يديعوت – بقلم  سمدار بيري – 15/3/2021

” في اسرائيل توجد مدرستان، واحدة تؤيد حكما ملكيا في الاردن والاخرى تقول ان عبدالله سيكون الملك الاخير وبعده حكم فلسطيني في الضفتين”.

استغرق لرئيس الوزراء نتنياهو زمنا اكثر مما ينبغي ليعترف بان الغاء الرحلة الجوية الى ابو ظبي سببه القصر الملكي في عمان وليس العملية الجراحية المفاجئة لعقيلته. بالكلمات الاكثر بساطة: بعد يوم من المناكفة على عدد الحراس المسلحين لولي العهد الاردني الامير الحسين شمر الملك عبدالله عن اكمامه واصدر امرا لا لبس فيه بمنع عبور طائرة نتنياهو في عمان، في الطريق الى الامارة في الخليج. وحرص وزير خارجيته ايمن الصفدي على أن يلمح، اضافة الى ذلك بما يفكرون به في النوافذ العليا عن نتنياهو. السعودية هي الاخرى نقلت رسالة مشابهة، في انها لن تسمح بعبور طائرة رئيس الوزراء في اراضيها. الملك عبدالله، بالمقابل، زار السعودية في منتصف الاسبوع الماضي، ونال استقبالا وديا. واذا ما صدقنا اقوال مصدر رفيع المستوى في عمان، فليس  لولي العهد السعودي – بخلاف ما يدعونه في محيط نتنياهو  – اي مخططات للسيطرة على المسجد الاقصى. هكذ، فان لقاء نتنياهو مع حاكم ابو ظبي محمد بن زايد، لاهداف الصورة لحملة الانتخابات، تأجل، على الاقل.

بقينا مع طعم مر واساسا لان الملك عبدالله لم يعد يبقي افكاره عن نتنياهو في السر. قبل خمس سنوات، في مقابلة مع صحيفة بريطانية، فاجأ الملك الاردني بالكشف لان الايام الاقسى في عهد مُلكي كانت، وبقيت حتى الان، هي الايام التي تعين فيها عليّ أن أتصدى لنتنياهو”. ويحاول نتنياهو منذئذ ان يحدد مواعيد للقاء، فيلقى الرفض. هاتف والملك اختار الا يجيب. غانتس واشكنازي دعيا للقاءات، والملك يعتزم العرض امام الرئيس بايدن خريطة العلاقات مع اسرائيل: تقريبا كل شيء، وبالاساس التعاون الامني، باستثناء نتنياهو.

في اسرائيل تعمل بصمت مجموعة من 30 – 40 جنرال، سياسي، اكاديمي ورجال اعمال كبار من أجل الحفاظ على العلاقات مع الاردن. ويتراكض رؤساء المجموعة بين المكاتب، لا يوفرون جهدا لان يشرحوا لماذا هي العلاقات مع الاردن هامة. سنوات طويلة، يشرحون، كان الاردن الشقيق الصغير، الفقير، الذي حرص (ولا يزال يحرص) على حماية الحدود الاطول مع اسرائيل من تسلل المخربين، الارهابيين ومهربي السلاح والمخدرات. وتعلمت اسرائيل كيف تثق بعيون مغمضة بالقوة الاردنية. حتى اليوم، بصمت، تجري اوجه تعاون مفاجئة على طول الحدود الطويلة.

وفي اطار ذلك تطورت عندنا مدرستان: الاولى تؤيد استمرار حكم عبدالله على افتراض ان حاكما اردنيا جيدا لاسرائيل اكثر من اي امكانية اخرى؛ الثانية خطت على علمها شعار ان “عبدالله سيكون الملك الاخير”، وبعده ستتحد ضفتنا الاردن، بحكم فلسطيني.

ما هو الافضل لاسرائيل؟ هل زعيم فلسطيني، كائنا من كان، سيتعاون مع الجيش الاسرائيلي وقوات الامن؟ تصوروا وضعا يكون فيه رئيس الدولة الفلسطينية الموحدة ممثلا من فتح، ولكن نائبه يأتي من حماس – وهذه الامكانية توجد بالتأكيد على الطاولة.

عبدالله، بالضبط مثل نتنياهو، يستعد للقاء مع بايدن. في السفارات الامريكية عندنا وفي عمان يجمعون كل فتات معلومات، ومن المنطقي الا يختفي التوتر عن عيونهم. عبدالله يحرص على ارسال رسالة الى واشنطن، بموجبها يواصل الاردن كونه شريكا للسلام وانه يرى بانسجام مع الرئيس بايدن الحل الفلسطيني. من ناحيته، اذا لم تقرأ انعطافة دراماتيكية، فان نتنياهو عالق كالشوكة في الحلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى