ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم سمدار بيري – صفقة المغرب ، الكل يربح ، تقريبا

يديعوت – بقلم  سمدار بيري – 13/12/2020

” هكذا، فان ترامب، بطريقته الغريبة، يخلق إرثا ايجابيا. ونتنياهو، بهدوء تام، يمكنه أن يرفع شارة النصر على الخريطة العربية، وهذه لم تنتهي  “.

ما الذي نعرفه عن مدينة العيون الكبرى او عن داخلة التي في الصحراء الغربية؟ الحقيقة –لا شيء. نبش في ويكيبيديا سيعرفنا على أن هاتين المدينتين الحميمتين – التي توجد السيادة فيهما قيد خلاف بين المغرب وحركة التحرر الوطني لسكانها – “جبهة البوليساريو” – تعتاشان اساسا على الصيد والسياحة البحرية. وحتى عدد السكان موضع جدال، بين 200 الف ونصف مليون، على الحدود مع المغرب، الجزائر وموريتانيا.

منذ اكثر من سنتين وملك المغرب محمد السادس منشغل بـ “شؤون افريقية” على حساب العلاقات مع العالم العربي. فقد حرص القصر الملكي غير مرة على أن يعتذر باسمه عن عدم المشاركة في مؤتمرات القمة او في اللقاءات مع الزعماء، لانه “غارق في شؤون حساسة ومعقدة في افريقيا”. عندما أعلن رئيس الولايات المتحدة ترامب عن العلاقات بين المغرب واسرائيل، انكشف الانشغال المركزي للحكم المغربي: الصحراء. ثماني دول افريقية وعربية اعلنت عن فتح قنصليات جديدة في العيون الكبرى، وسبع دول اخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بشرت بفتح قنصليات في داخلة. مشوق أن نعرف اذا كانت اسرائيل هي الاخرى ستنضم الى هذه القائمة. 

تجاه الخارج، فان الاتفاق الجديد بين المغرب وبين اسرائيل يبدو كترتيب اجراه الرئيس ترامب بواسطة صهره جارد كوشنر مع قصر الملك. اعطِ الملك محمد السادس موافقة امريكية على الملكية على الصحراء الغربية زائد صفقات طائرات زائد مساعدة اقتصادية سخية للتغلب على الكورونا – وخذ تسوية مؤقتة ضيقة في المرحلة الاولى بين  المغرب واسرائيل تؤدي  الى اتفاقات سلام وتطبيع بين الدولتين. لم  تكن القصة في الصحراء الغربية بسيطة. فمنذ الان يحذر زعماء جبهة البوليساريو من ان “المغرب مستعدة لان تبيع نفسها كي تحقق  السيطرة”، وبزعمهم لا توجد اي دولة في العالم ستعترف بالسلوك المغربي. كما أن هذه  القصة  تأخذ مؤسسات الامم المتحدة بالمفاجأة. ولكن المغرب، باسناد امريكي، تستعد لان  تصدر البضائع من افريقيا عبر ميناء حديث يبنى في داخلة باستثمار  مليار دولار  ويساعد في توثيق  العلاقات مع اوروبا. ومع ذلك، فان موريتانيا، الجزائر  وتونس تعارض، حين حذر رئيس  الاخيرة ايضا سكان بلاده من “اقامة علاقات مع اسرائيل” وهدد بعقوبات جسيمة جدا على من يمسك به “بالتطبيع”. 

وبالطبع، توجد ايضا القضية  الفلسطينية. فقد حرص ملك  المغرب على أن يهاتف ابو مازن في رام الله فور تغريدة ترامب عن اقامة العلاقات الجديدة – القديمة بين الرباط وتل أبيب، واوضح بان مسألة الدولتين عزيزة على قلبه. بالمقابل، كان حذرا من ان يتحدث مع نتنياهو. ابو مازن، في هذه  الاثناء، لا يتجرأ على الخروج ضد الملك. فهو يؤمن بان في  نهاية  المسيرة سيحصل  الفلسطينيون ايضا على شيء. 

الى اين يؤدي كل هذا؟ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يحرص على تربيع الدوائر. بداية قضايا المغرب والصحراء الغربية، وبعد ذلك المغرب والولايات المتحدة، وفي المرحلة الثالثة الموضوع  الفلسطيني، وفقط في النهاية – اسرائيل.  ولكن سبق أن كنا في هذه القصة مع المغاربة حتى الانتفاضة الثانية، واذا كان هذه  المرة الامر اكثر تعقيدا، فمن يهمه حقا. ها هو  وزير الاقتصاد والتجارة المغربي مولاي حافظ المغربي يعلن أمس بانه ابتداء من يوم الاثنين القادم، فان كل رجال الاعمال الاسرائيليين المعنيين بالاستثمار في المغرب  مدعوون لعمل ذلك. 

وهكذا، فان ترامب، بطريقته الغريبة، يخلق  إرثا ايجابيا. ونتنياهو، بهدوء تام، يمكنه أن يرفع شارة النصر  على الخريطة العربية، وهذه لم تنتهي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى