ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  سمدار بيري – انتبهوا للسعودية ، المثلث الحساس

يديعوت– بقلم  سمدار بيري – 8/2/2021

” قصة لجين الهذلول، نشيطة حقوق انسان المسجونة في السعودية، تمثل نسيح العلاقات الحساس بين امريكا والسعودية وكذا اسرائيل “.

من شبه المؤكد أن نشيطة حقوق الانسان السعودية لجين الهذلول ستتحرر أخيرا بعد ثلاثة اسابيع من السجن. قبل سنتين ونصف السنة القت قوات الامن القبض عليها وهي تقود سيارة في معبر الحدود بين دبي والسعودية، واخذت الى السجن. لم تكن هذه هي المرة الاولى. غير أنه في الحالة الاخيرة، اصرت السلطات على ان تلصق بلجين تهم التجسس لصالح ايران وامارة قطر، تلقي الاموال من منظمات دولية والمس المقصود بالامن القومي. مرت ثلاثة اسابيع منذ ادخلت الى العزل الانفرادي في المعتقل، وأعلن ولي العهد محمد بن سلمان السماح بقيادة النساء للسيارات. غير أنه بخلاف التوقعات فانه لم يحرر لجين بل العكس بعث الى السجن بفريق تحقيق خاص ضم مستشاره الشخصي، سعود القحطاني ليكون حاضرا في سلسلة التعذيب الذي اجتازته لجين في غرفة التحقيق.

وحسب كل المؤشرات، فان لجين، المرشحة لجائزة نوبل، جائزة زخروف، وسلسلة طويلة من الاوسمة الدولية التي نالتها حتى الان، ستخرج الى الحرية. وقد رفضت التوقيع على كتاب تحرير مسبق تنظف فيه مبعوثي الحكم من تعذيبها. واحتسبت منظمتا حقوق انسان في اوروبا الايام التي مكثتها في السجن والعفو وسجلت نهاية شباط كموعد لتحررها. ولكن هذه لم تكن حرية كاملة: كل جريمة تشتبه لجين بارتكابها ستعيدها على الفور الى سنوات سجن طويلة. اضافة الى ذلك محظور عليها السفر في السنوات الخمسة القادمة. زوجها، الذي بأمر من السلطات اضطر للانفصال عنها، رفض أن يتزوج باخرى. وهي نفسها تعهدت الا تنشغل بشؤون صديقاتها، نشيطات حقوق الانسان اللواتي تبقين خلفها.

يجدر بنا أن ننتبه الى أن وزير الخارجية الامريكي الجديد انطوني بلينكن هاتف أول امس نظيره السعودي فيصل الفرحان. وكانت المكالمة موضوعية وركزت على شؤون الامن. واكد الجانب الامريكي على أن السعودية ملزمة بان توقف على الفور الهجمات على الحوثيين في اليمن. من الزاوية الامريكية هذا ينسجم مع الجهد الجديد لاعادة ايران الى المفاوضات. فالحوثيون الذين ينفذون الاوامر الهجومية من طهران على طول الحدود المشتركة وبالاساس ضد حقول النفط ومرابض الذهب الاسود في داخل السعودية.

ان قصة لجين هي مثال يمكن من خلالها أن نفهم نسيج العلاقات الحساس بين واشنطن والرياض، ومن هناك ايضا مع اسرائيل. 

وبينما يتحدث وزيرا الخارجية بينهما (لاسرائيل لم تصل بعد المكالمة الامريكية حتى لحظة كتابة هذه السطور) بدأ الرئيس بايدن بتفصيل مخططاته حول السعودية. فقد أعلن عن وقف ارساليات السلاح التي تعهد سلفه بتوريدها. وستكون هذه ضربة جدية للجيش السعودي. وليس هذا فقط: فقد تحدث بايدن ايضا عن وضع حقوق الانسان الفظيع. وهو نفسه ذكر غير مرة لجين الهذلول واستدعى مستشاروه الى حديث هاديء، شقيقها، وليد.

هنا تدخل اسرائيل الى الصورة: رغم 40 سنة معرفة بينهما، يتلاعب بايدن برئيس الوزراء نتنياهو. وهو يتحدث بالتأكيد عن امكانية فتح حوار مع ايران، الى جانب الشرط الذي طرحه امس – وقف تخصيب اليورانيوم.

حتى التحول في البيت الابيض، خطط ولي العهد السعودي ابن سلمان للاعتماد على نتنياهو ليشق له الطريق. بل وكان مستعدا لان يتجاوز التسريب عن اللقاء السري في المدينة الصحراوية نيوم. والان، دفعة واحدة تغيرت الصورة. فقد أمر ولي العهد بصد التوجهات الاسرائيلية. ابتعد. ولكن خطاب رئيس الاركان أفيف كوخافي، اجتذب بالذات اهتمامه. فجـأة يوجد مع من يمكن الحديث في الموضوع الايراني. ابن سلمان يجلس على  الجدار، ينتظر ليرى اذا كان نتنياهو سينتخب مرة اخرى، بعد شهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى