ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سمدار بيري- العلاقات مع مصر على مرآى

يديعوت– بقلم  سمدار بيري– 6/7/2021

بالشكل الاكثر طبيعية يطرح الان السؤال متى سيحظى رئيس وزراء اسرائيل او وزير دفاع، رئيس اركان او اي قائد عسكري كبير من طرفنا باستقبال مصور، علني، في احد مراكز القوة في مصر“.

طفل  صغير، بالاجمال ابن خمس أو ست سنوات يدعى زيد، يرتدي جلابية بيضاء وكوفية، نجح في  مفاجأة تامة في سرقة العرض. مرت الكاميرات عن وجوه الوجهاء – وعلى رأسهم المضيف، الرئيس المصري السيسي، توقفت عند حاكم اتحاد الامارات في الخليج، الشيخ محمد، واصلت الى رئيس  مجلس الرئاسة الليبي محمد المنفي، وانتهت عند قائد القوات البرية لامارة قطر، اللواء سلطي.  وكان هناك بالطبع ايضا وزراء الحكومة، عصبة من رجال الاعمال البارزين، وقادة اسلحة الجو، البر والبحر المصريين.

ولكن في لحظة واحدة رفع فيها الجد، الحاكم الفعلي للامارات، زيد الصغير كي يتمكن من أن يرى بشكل افضل السفن  في القاعدة البحرية الجديدة في شمال غرب مصر، امسكت هذه الصورة بالجميع. الحفيد لم ينبس بكلمة بل فقط نظر بفضول، وما كان يمكن حتى تشخيص تعابير وجهه من خلف الكمامة، حتى خرج الجمهور عن طوره من شدة الانفعال. لا شك، الشيخ محمد جاء ليضفي على العلاقات المصرية مع امارات الخليج اجواء عائلية، وصورة واحدة قامت نيابة عنه بهذا العمل.

القاعدة البحرية الجديدة، قرب مرسى مطروح، على مسافة 170 كيلو متر من الحدود مع ليبيا جاءت لتحمي سفنا وتصونها وتحبط تهريب السلاح وتمنع تجارة المخدرات وسرقات عبر الحدود. وبالتوازي، لادخال عسكريين من مصر وحلفائها في مناورة عسكرية مشتركة. وليس صدفة ان تلقى هذا المكان الجديد الذي يقع في مساحة 1000 متر مربع اسم “الثالث من حزيران”.  لا حاجة لذكر اكثر دقة. ففي مصر استوعبوا على الفور التلميح شديد الوضوح: هكذا سيخلد اليوم الذي اطيح فيه بالرئيس محمد مرسي، مسؤول الاخوان المسلمين على ايدي وزير دفاعه في تلك الايام، الرئيس القائم بدلا منه، عبدالفتاح السيسي.

رغم المصاعب المالية، العجوزات الكبيرة في الوزارات الحكومية ومستوى المعيشة الذي هبط في سنة الكورونا، يواصل الجيش المصري  التعاظم. الاستقبال الحار الذي حظي به حاكم  الامارات يمكنه بالتأكيد ان يمثل ليس فقط دور الامارات بل وبالاساس مساهمة الخليج المالية الكبيرة والعلاقات الآخذة في التحسن.  من خلف الكواليس تنطلق الان تلميحات واضحة عن انعطافة حادة لعلاقات الامارات مع السعودية وفي علاقات السيسي مع الحاكم الفعلي  زايد على خلفية مساعي التقرب لايران. تحاول السعودية وتبذل جهودا ولكن ليس مؤكدا ان هذه القصة ستتحقق. اما المؤكد فهو أن السعودية صعدت الى بؤرة الاستهداف الامريكية، والامارات في اعقابها.

فضلا عن الزيارة الخاطفة للامير الصغير من ابو ظبي،  فان الاحتفال العسكري كان  شديد التنظيم: قائد عسكري كبير اصدر امر الانطلاق للسفن، اشرف على النشاطات المخطط لها، سلم الصولجان للسيسي، القائد الاعلى للقوات العسكرية المصرية. ووثقت الكاميرات كل حركة للرئيس وركزت عناوين الصحف على مستقبل القصة العسكرية.

لقد اتصل السيسي هاتفيا برئيس الوزراء بينيت، ووزير الخارجية المصري سامح شكري اتصل بنظيره يئير لبيد. انتبهوا للفرق: عندنا اختاروا التشديد على أنه قريبا ستعقد لقاءات. اما في القاهرة فاوضحوا فقط بان مصر اعلنت عن تأييدها والتزامها بالفلسطينيين. لقاء؟ ولا كلمة. بالشكل الاكثر طبيعية يطرح الان السؤال متى سيحظى رئيس وزراء اسرائيل او وزير دفاع، رئيس اركان او اي قائد عسكري كبير من طرفنا باستقبال مصور، علني، في احد مراكز القوة في مصر. يمكن لهذا ان يكون مركزا اقتصاديا، صناعيا، بالطبع امنيا. فبعد كل شيء العلاقات الامنية جيدة، ولكنها تخبأ خلف ستار سميك. والان، حين تبدلت الحكومة عندنا، حان الوقت لتحرير السدادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى