ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم سمدار بيري – الأزمة الاقتصادية في لبنان ، طريقة الكوكا كولا

يديعوت– بقلم  سمدار بيري  – 3/5/2020

في كتاب ادارة كوكا كولا لرؤساء الحكم في بيروت كـ: نحن لا نرى نهاية الازمة الاقتصادية في المستقبل القريب ولا حتى في المستقبل البعيد“.

لم تولد الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان الان في اعقاب الكورونا. فقبل خمسة اشهر خرج مئات الاف الشبان الى ميادين المدن، توجهوا الى مبنى رئيس الوزراء والى منازل الوزراء. تظاهروا ضد البطالة الواسعة، ضد عدم اكتراث المؤسسة الحاكمة، وبالاساس ضد انعدام القدرة على الدخول الى السوبرماركتات والتزود بالمنتجات الغذائية الاساسية التي ترتفع اسعارها فقط. كان رئيس الوزراء في حينه هو سعد الحريري، وكانت المؤسسة بالذات تريد جدا ان يبقى كي تحكم من فوق رأسه. ولكن الحريري، المتورط في قضية هائجة، فضل الرحيل.

تواصلت المظاهرات ايضا بعد تولي حسان دياب كرسي رئيس الوزراء وجلب معه وزراء جدد  – وبينهم ست نساء في مواقع اساسية. دياب، الاكاديمي، الى جانب وزيرة الدفاع ووزيرة الداخلية، خرجوا الى الشباب محاولة لتهدئة الخواطر في الشوارع. ولكن دون جدوى.

حين جاء الكورونا، ولم يكن ممكنا منع هبوط طائرات المرضى من ايران، تفاقمت خيبة الامل وعادت الجماهير الى الميادين. وحتى مسألة الموتى والمصابين من الكورونا لم تحل. فقد أعطى الحكم اعدادا (قرابة 300 وفيات، بينهم اجانب). ولكن الشارع اشار الى الالاف، اعلن بان الحكم يكذب ورفض التخلي عن الاحتجاج، بدعوى انه على اي حال لا يوجد شيء مجد آخر يمكن عمله.

والان، مع شهر الصيام في رمضان، سقطت قنبلة جديدة. شركة المشروبات الغازية كوكا كولا اعلنت عن اغلاق كل مصانعها في لبنان. 350 عامل تلقوا منذ الان كتب اقالة ومئات آخرون من العاملين المستقلين فقدوا مكان عملهم. وزيرة العمل، لمياالدويهي أكدت امس  بانها تلقت كتابا من ادارة الشركة في اطلنطا عن اغلاق اعمالها.

حسن خليل، خبير اقتصادي لبناني يحذر من أن هذه هي مجرد البداية. وهو يتوقع أن ينضم مئات الالاف من الطبقة الوسطى في لبنان الى دائرة الفقر. وبينما يتحدث، هبطت الليرة اللبنانية الى السعر السخيف للدولار الواحد مقابل 4 الاف ليرة لبنانية، هبوط بمعدل 55 في المئة. هكذا، تأتي ربة البيت الى رفوف السوبرماركت فتتمزق عيناها يأسا إذ ترى الاسعار الجديدة. في كتاب ادارة كوكا كولا لرؤساء الحكم في بيروت كـ: نحن لا نرى نهاية الازمة الاقتصادية في المستقبل القريب ولا حتى في المستقبل البعيد. وبالتالي، توضح الادارة في اطلنطا باننا “لن نكون  قادرة على احتمال خسائر الشركة في لبنان. وسارع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله هو الاخر الى التعقيب ، بتلميح شديد الوضوح، على قضية كوكا كولا. وكعادته، حاول التقليل من الاهمية والاقناع بشراء المنتجات المحلية فقط وتجاهل مئات العاطلين عن العمل الجدد. كما تعهد نصرالله بتكريس احد خطاباته القادمة للموضوع المستحب لديه: التهجم على اسرائيل وتهديد سكان الشمال. انظروا كي يدور الدولاب. من يتذكر اليوم المقاطعة العربية التي حظرت على شركة كوكا كولا اقامة المصانع في اسرائيل؟ في 1968 فقط نجحت الشركة، مع لوبي يهودي قوي، في ان تفتح مصنعا أول لها في بني براك. وكان لبنان  احد الدول العربية التي ادارت حربا شعواء ورفعت يافطات التأييد للمقاطعة. اما الان، بسبب الظروف، فمن المتوقع لشركات اقتصادية اخرى أن تتبنى  طريقة كوكا كولا في لبنان. الا اذا وقعت معجزة مفاجئة، لا تظهر حاليا في الافق، فتتجند صنادق دولية لترفع الظهر المنحني لملايين  اللبنانيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى