ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم رونين بيرغمان – من اصدر الامر

يديعوت– بقلم  رونين بيرغمان – 25/6/2021

لم يتهم احد إسرائيل بعد في الهجوم على مصنع أجهزة الطرد المركزي في ايران، ولكن هي المشبوهة الفورية – بسبب المصلحة وبسبب القدرة. اذا كانت إسرائيل تقف خلف العملية فلا بد انها كانت مخططة منذ زمن بعيد الامر الذي يشهد على خط حازم من بينيت وشركائه في القيادة، ولعله يلمح على ان نتنياهو كرئيس للوزراء لم يقر التنفيذ “.

اسرائيل تصمت، في كل القنوات. الولايات المتحدة تصمت (وربما لا تعرف)، وحتى الايرانيون الذين يسارعون لرؤية عميل موساد خلف كل زاوية ومن تحت كل سرير، لم يتهموا (حاليا على الاقل) اسرائيل في أنها تقف خلف الهجوم على مشروع “TESA“لانتاج أجهزة الطرد المركزي في ايران، ليلة أول أمس في مدينة قرطاج بواسطة الطائرة المسيرة “كودكوفتر” وربما بضع طائرات كهذه.

ومع ذلك، فان إسرائيل هي المشبوهة الفورية – وذلك لان لها مصلحة ولها قدرة لتنفيذ مثل هذه العملية المعقدة أيضا. وحسب ما قالته مصادر إيرانية مطلعة على التحقيق في الهجوم لـ “نيويورك تايمز” (في نبأ مذيل بتوقيعي أنا أيضا) تضمنت العملية اطلاق “الكودكوفتر” من الأراضي الإيرانية من ساحة توجد على مسافة غير بعيدة عن الهدف، اطلاق الطائرة وهجومها نفسه.

عندما ارادت الولايات المتحدة ان تمس بنائب قائد القاعدة الذي وجد ملجأ  في حي فاخر في طهران وفقا للمنشورات، فقد توجهت لإسرائيل. يمكن الافتراض بان هذا ليس لانها لم ترغب في أن تفعل هذا بنفسها – فقد كان لها حساب طويل معه – بل لان إسرائيل هي اليوم الدولة الوحيدة التي توجد لها قدرة للعمل سرا – برا في ايران.

وليس هذا فقط: فقد قالت مصادر أمريكية لـ “التايمز” بان الموقع الذي تعرض للهجوم يندرج في قائمة المواقع التي عرضتها إسرائيل في بداية 2020 على قادة كبار في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، رئيسة السي.اي.ايه جينا هسبل بل والرئيس ترامب نفسه، كاهداف محتملة للهجوم في اطار الحملة الواسعة التي خططتها إسرائيل ضد المشروع النووي الإيراني. في  السنة والنصف بعد ذلك نفذت بالفعل سلسلة هجمات كهذه نسبت لإسرائيل: في أيلول 2020 أصيب احد الأهداف الأساس للحملة – المنشأة لتوازن أجهزة الطرد المركزي في نتناز، حيث تصل الأجهزة من مصنع “TESA“وهي تركب هناك قبيل إدخالها الى العمل في تخصيب اليورانيوم؛ في نيسان 2021 انفجرت عبوة شديدة الانفجار في داخل قاعات تخصيب اليورانيوم ومست بشدة بقسم كبير من أجهزة الطرد المركزي التي ركبت فيها.

وهذا أيضا: الهجوم، كما وصفته المحافل الإيرانية، يشبه جدا الهجوم بواسطة طائرات صغيرة بلا طيار الذي نفذ ضد منشأة لحزب الله في بيروت في آب 2019، حين اتهمت المنظمة الموساد بالعملية.

اذا كان كل هذا صحيحا، فمن خلف الهجوم كفيل أيضا بان تختبيء دراما تتعلق بشبكة العلاقات المعقدة التي بين رئيس الوزراء بينيت وبين سلفه، نتنياهو. من المهم أن نفهم بان عملية من هذا النوع هي نتيجة تخطيط وإنتاج لاشهر طويلة، أحيانا سنوات. فهي لا تولد في يوم تشكيل الحكومة، وليس مفاجئا انها عرضت على الأمريكيين كامكانية (حسب المنشورات الأجنبية) قبل نحو سنة ونصف. وبالتالي اذا كانت المنشورات الأجنبية صحيحة،  فان هذه العملية خطط لها منذ زمن وكان يفترض بها أن تكون جزءا من سلسلة عمليات لإسرائيل ضد ايران في فترة حكم ترامب. يحتمل أن يكون جزءا من هذه العمليات تأجل لاسباب عملياتية وانتقل الى فترة بايدن، ولكن يحتمل ان تكون هذه العمليات تأجلت أيضا لاسباب أخرى. بكلمات أخرى، يحتمل أن يكون نتنياهو، حين كان رئيس وزراء، قرر الا يقر  هذه العملية، لسلسلة من الأسباب.

مثل هذه العملية التي من شأنها أن تكون لها تداعيات عسكرية ودولية واسعة تستوجب اقرارا مبدئيا للتنفيذ من رئيس الوزراء، ولكن أيضا اقرارا قبل التنفيذ، مثلا في حالة انه استبدل حاليا بشخص آخر وفي كل الأحوال من اجل فحص اذا كانت الظروف قد تغيرت. في مثل هذه الحالة يعقد رئيس الوزراء المحفل المسمى لجنة رؤساء أجهزة الامن الموسعة التي تضم رؤساء أجهزة الامن واضافة الى رئيس الوزراء نفسه، وزير الدفاع، رئيس هيئة الامن القومي وغيرهم.

في هذه الحالة يحتمل بالتأكيد ان يكون نفتالي بينيت، الذي لا بد انه لم يسمع من نتنياهو أي شيء تقريبا عن عمليات الموساد في النصف ساعة التي خصصت للتداخل بينهما، يبدو أنه تعرف بعد ذلك في الإحاطة التي تلقاها من رئيس الموساد دافيد برنياع عن المهر ثقيل الوزن – عملية جاهزة يمكنها أن تنطلق على الدرب في كل لحظة وتحتاج بشأنها لقرار. وهكذا اذا كانت كل هذه التقديرات صحيحة، فقد كان  نتنياهو بالذات هو الذي تخوف من العمل في ايران (ويحتمل أنه لاسباب مبررة تماما) وبينيت بالذات، ذاك الذي يدعي نتنياهو بانه لن يأخذ أي مخاطرة بهذا الشأن، هو الذي قرر الامر بالهجوم.

ليس واضحا بعد هل وكم من الضرر لحق بمصنع انتاج أجهزة الطرد المركزي. ولكن واضح ان امر بينيت بالهجوم عليه يعبر عن نهجا حازما تجاه الموضوع، ويشير الى أن هذا النهج مقبول على شركاء بينيت في القيادة، وعلى رأسهم يئير لبيد. اذا كانت إسرائيل مسؤولة عن الهجوم، في الوقت الذي يوجد فيه رئيس الوزراء في زيارة الى الولايات المتحدة، ليس معقولا ان تفعل هذا دون أن يكون اطلع مضيفيه على ذلك. والا فانه سيخاطر  بحرج كبير اذا ما فسرت العملية كزق اصبع في عين الأمريكيين، في ذروة المفاوضات الجارية مع ايران في فيينا. من جهة أخرى، فان الزمن حتى التوقيع على الاتفاق يبدو هو الأفضل، ان لم يكن الحصري الذي يتبقى لاجل تنفيذ عمليات كهذه. صحيح أن إسرائيل لن تكون موقعة على الاتفاق ولكن واشنطن، كما بات واضحا، تتعهد فيه الا تكون مشاركة في عمليات تخريب واغتيال في ايران، والايرانيون لا بد سيتوقعون من الولايات المتحدة أن تلجم إسرائيل.

ان سياسة الحكومة الجديدة، التي لم يتفق عليها بعد تراوح بين محورين أساسيين، بل هناك من سيكون متعارضين. الأول: بعد أن منع نتنياهو مندوبي إسرائيل من ابداء أي تدخل في تصميم الاتفاق النووي، فان الذين حلوا محله كفيلون بان يقرروا محاولة التأثير على الاتفاق وان يحددوا مع الأمريكيين ما الذي سيعتبر خرقا جسيما له من جانب ايران، بطريقة تجعل الولايات المتحدة تتفهم عمليات تخريب إسرائيلية ضد ايران. المحور الثاني: اذا كانت إسرائيل بالفعل تقف خلف الهجوم على مصنع أجهزة المرجد المركزي، فانه الى جانب تغيير الخط تجاه واشنطن في محاولة لتطوير أجواء جديدة وحوار بين الدولتين فان امر  بينيت للعمل في ايران يظهر  خطا صقريا وحازما تجاه المشروع النووي، اذ مثلما قال امس في طابور الطيارين، في نهاية المطاف – المسؤولية عن مصيرنا تبقى في أيدينا وليس في ايدي أي احد آخر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى