ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  رونين بيرغمان – بعد قتل خاشقجي : سايبر اسرائيلي للسعودية

يديعوت– بقلم  رونين بيرغمان – 18/7/2021

” منذ 2017 تلقت أربع شركات إسرائيلية على الأقل رخصا لتسويق منتجاتها لوكالات الاستخبارات في المملكة السعودية “.

منحت وزارة الدفاع رخص لشركات سايبر هجومي لبيع اجهزة تجسس للسعودية منذ 2017، وواصلت منحها حتى بعد أن تبين أنها استخدمت لمهاجمة هواتف نشطاء حقوق انسان ومعارضة، وحتى بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي. وقد كشفت “نيويورك تايمز” اساس القصة في تقرير ذيله الموقع أدناه ايضا. 

حتى وقت أخير مضى كانت السعودية تصنف كدولة عدو، الدخول اليها محظور على المواطن الاسرائيلي ويشكل مخالفة جنائية خطيرة تعالج في مرات عديدة بتشدد من شرطة اسرائيل وجهاز الامن. تنبع هذه السياسة ضمن امور اخرى من التخوف من أن يختطف  أي من المواطنين أو يعتقل فتضطر اسرائيل لان تدفع ثمنا باهظا لتحريره.  

منذ 2017دخل عشرات عديدة من الاسرائيليين الى السعودية: خريجو أسرةالاستخبارات الذين في معظمهم خريجوا وحدات السايبر. ومع ان سلطات الدولة، بما في ذلك وزارة الدفاع واسرة الاستخبارات عرفوا بذاك القطار الجوي، ورغم الحساسية العالية للعلم الذي يوجد لدى بعض من الداخلين والخارجين، في جهاز الامن لم يفعلوا لهم شيئا، ولا حتى حديث تحذير. والسبب: فقد سافروا الى هناك بإذن خاص اصدره لهم جهاز الامن وبمصادقته الكاملة، ان لم يكن بتشجيع حقيقي منه. 

يعمل هؤلاء الشبان في ثلاث شركات على الاقل تعنى بتطوير، تسويق وبيع عتاد السايبر الهجومي. بمعنى، منظومات تعرف كيف تتسلل الى الهواتف والحواسيب وانتزاع المعلومات منها. 

وحسب منشورات اجنبية، تقيم السعودية علاقات  سياسية، استخبارية وعسكرية سرية مع اسرائيل، بل  وحاولت تحسين صورة ولي العهد محمد بن سلمان في واشنطن بعد قتل خاشقجي.  

كل الشركات الاسرائيلية التي تعنى بتطوير منتجات التجسس  والهجوم في عالم السايبر مطالبة بان تتلقى رخصة من قسم الرقابة على التصدير الامني في وزارة الدفاع. وهذه عملية طويلة ومتشددة. 

في نهاية 2016 كانت شركة NSO الأولى لبدء المفاوضات مع محافل استخبارية سعودية لبيع منظومات للدولة. مجرد وجود جهد تسويقي كهذا مع دولة معينة، حتى قبل البيع يتطلب الاذن من وزارة الدفاع، وقد اعطي هذا للشركة. في بداية 2017 باعت منظومتها المركزية لاقتحام الهواتف، بيغاسوس، للاستخبارات السعودية. بمنظومة بيغاسوس استخدم أيضا فريق سعد القحطاني، الذي كان في حينه المستشار الكبير لبن سلمان، والذي اتهم في نهاية 2018  بانه قاد عملية قتل خاشقجي. ومن اعتراض مكالمات  ونصوص قامت بها الاستخبارات الامريكية تبين انه في اثناء 2017  ادار القحطاني اتصالات متواصلة ومكثفة مع كبار مسؤولي NSO.  

اقام السعوديون  اتصالا مع ثلاث  شركات إسرائيلية على الأقل، كفدريم، كنديرو وفيرلند، وقد تلقت هذه رخصة من وزارة الدفاع للتسويق في السعودية. شركة خامسة، سليبرايت، التي تنتج منظومات اقتحام مادية للهواتف النقالة، باعت أيضا خدماتها للحكومة السعودية، ولكن بدون إذن الوزارة، وذلك حسب ما نشرته “هآرتس”.

تختص كنديرو باقتحام منظومات ويندوز. وفي الأسبوع الماضي نشرت مايكروسوفت تفاصيل عن نقاط ضعف نظام تشغيلها، والتي عبرها تدعي الشركة الكبرى بان زبائن كنديرو يتسللون الى الحواسيب. واتهم  مايكروسوفت كنديرو بانها ساعدت زبائنها الحكوميين بالتجسس على الصحافيين، السياسيين، معارضي الحكم ومؤيدي حقوق الانسان في ارجاء العالم. وباعت كنديرو منظومة واحدة على الأقل للسعودية، وفي أيار 2018 بدأت مفاوضات مكثفة بين كفدريم والمملكة. 

رفعت مجموعة من نشطاء حقوق الانسان في إسرائيل التماسا الى المحكمة العليا لتأمر وزارة الدفاع بإلغاء الرخصة التي أعطيت لشركة NSO للتصدير للسعودية. وطلبت وزارة الدفاع اجراء المداولات سرا ورفضت تسليم معلومات عن الصفقات. ردت القاضية الالتماس  وقضت بان عملية المعالجة لطلبات رخصة التسويق او التصدير من وزارة الدفاع “هي عملية حساسة ومتشددة، وفي اطارها تدرس طلبات التصدير بشكل معمق”.

من أحاديث مع جهات مطلعة على ما يجري في هذه الموضوع الان، فان بعض من منظومات لشركات أخرى توقفت عن العمل بعد أن انكشفت مواضع  ضعفها.  ومنظومة  واحدة على الأقل لا تزال نشطة وتخدم الاستخبارات السعودية. 

في  التعقب  الذي تقدمت به وزارة الدفاع جاء انها تراقب التسويق  والتصدير لمنتجات السايبر وذلك من  خلال ترتيبات دولية  متبعة في هذا الشأن، “بل واكثر تشددا”. وجاء في البيان: “في كل قرار اخذ بالحسبان  جملة  واسعة من  الاعتبارات الأمنية،  السياسي والاستراتيجية، بما في ذلك التمسك بالترتيبات الدولية والحفاظ  على حقوق الانسان”.  

الرقابة في  الوزارة لا تتوقف عند منح الرخصة ولا حتى بعد ذلك. إذ انها تجري “رقابة ومتابعة” دائمتين، وعند الحاجة، وبقدر ما يظهر انه تم  الاستخدام بشكل يتعارض وشروط الرخصة، ولا سيما عندما يكون مس بحقوق الانسان، تتخذ إجراءات الغاء او تعليق رخصة التصدير الأمني”. 

وجاء من شركة NSO التعقيب التالي: “مثلما صرحت شركة NSOمرات عديدة في الماضي، فانه لم يكن لها أي علاقة بالقتل الصادم لخاشقجي. وقد فحص الموضوع في الماضي وتبين ان تكنولوجيا NSO لم تكن ضالعة باي شكل او سبيل من قبل زبائنها المختلفين. لاعتبارات تجارية واعتبارات الامن القومي لزبائنها، فان الشركة تمتنع عن التاول لتفاصيل زبائنها. اما فيرينت وكنديرو فرفضتا التعقيب. ولم يكن ممكنا تلقي تعقيب من كفدريم.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى