ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  رعنان  شكيد- مدينتي الغالية ..!

يديعوت – بقلم  رعنان  شكيد- 2/12/2021

” التل أبيبيون لا يحتاجون لقراءة الصحيفة كي يعرفوا بانهم يسكنون في المدينة الاغلى في العالم. هم يشعرون بذلك كل يوم في المقهى، في محل البيتزا، في الفواتير، في الارنونا، في مواقف السيارات وبالطبع في  السكن “.

مبروك تل أبيب. استثمرتِ، اجتهدتِ، لم تتنازلي، وفي النهاية هذا حصل: المدينة الاغلى في العالم. أترين؟ عندما تريدين – ونحن لا نريد –  انتِ يمكنكِ. ماذا نتمنى لك في يوم عيدك؟ دعكِ. ما نتمنى لانفسنا، نحن الاشخاص الذين نضطر حقا لان نسكن في المكان الاغلى في العالم؟ الاشخاص الذين لا  يحتاجون حقا لان يبشروا بهذا من “الاكونومست” لانهم يبشرون به كل يوم، عدة مرات في اليوم: في الميني ماركت، في البار المحلي، في المقهى، في المطعم، في محل  البيتزا، في الدخول الى اي مكان لا يهم اين، في الخروج من اي مكان ولا يهم اين، في الفواتير، في الارنونا، في الرسوم، في المواقف، في العلاوات، وبالطبع – في السكن. إذ انه من اجل أن تعيش في المكان الاغلى في العالم وكيف لا، عليك أن ترفق المبلغ الذي يبقي لك ما يقترب من اللاشيء في  العالم. 

إذن تفضلوا، تل ابيب، هذه السنة هي انتِ. شرف اسرائيلي مشكوك فيه. وكذا، بيننا، “الاكونومست”، لا يعرفون حتى نصف خطورة الوضع، إذ مثلما نعرف كلنا بالذات، فان الامور الهامة حقا في تل أبيب لا يمكن لاحد ان يشتريها: وقفة سيارة. ظل. هدوء ما. السفر في داخل المدينة دون أن تحظى بهدوء نفس في حجرة السائق. اما المشهد – فدعكم، ولكن حتى المشهد المديني أيضا، حسنا؟ – يستحق من اجله الخروج من البيت او ان ترى ويراك احد. كل هذه الأمور هي فوق غلاء المعيشة لتل  ابيب. لا توجد. ببساطة لا  يمكن الحصول عليها. تل ابيب لا  تنتج هذا. 

مما يفتح بالطبع السؤال الهام الوحيد: ليس كم هي تل أبيب غالية  بل هل تساوي الثمن. هي لا  تساويه. لم  تعد تساويه. المدينة التي ربطت معا من رقع طرق تحفر في آن واحد تبعث  على اليأس في شكل قوافل من سيارات الجيب المجنزرة في طريقها من مفترق مزدحم الى طريق مغلق، أبراج العشريات العليا والارصفة  الملوثة لكل من بقوا في مستوى الأرض – هذه المدينة بعيدة عن ان تعرض أي مواساة تعرضها كل  مدينة كبيرة واقل غلاء. نيويورك، باريس، زيورخ، هونغ كونغ، كوبنهاجن؛ كلها ارخص من تل  أبيب،  كلها ستعرض عليكم  زوايا هدوء،  لحظات من  الرأفة  وذخائر تحميها باجسامها في صالح السكان والسياح. اما تل ابيب فلا  يهمها. ليس لها أي شيء استثنائي لا تبيعه – للمقاولين على ما يبدو  – وهي ببساطة تعطيكم ضجيجا وتأخذ مقابله ثمنا في السماء. هي، بالطبع، المدينة العلمانية الأهم في إسرائيل، ولا تزال هي المكان الذي لا يعود اليه السياح لسبب واحد: الثمن. بيره بـ 10 دولار. ليلة في فندق سيء بـ 500. تل ابيب  نعم  هي على ما يرام، يمكن لك ان تأكل  فيها طعاما آسيويا ما كنت لتجربه في مكان آخر في البلاد ولكن بربك، اعطنا بعض التوازن. هي الاغلى في العالم؟ لماذا من انت؟ كلها تل أبيب. عندما تكبرين ستكونين أمستردام. حتى ذلك الحين، في خطاب الفوز لا تنسي ان تشكري سعر الدولار، انعدام الخجل والرب، الذي مجرد المحاولة للابتعاد عنه تهرب اليكِ لاجئي وسائحي القدس. وفي نهاية المساء، يا تل ابيب، ستعودين الى البيت، لن تجدي موقفا للسيارة. ستضطرين الى الدخول الى المواقف.  ربع ساعة أولى مجانا اما الباقي فافلاس. مثلك. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى