ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم رعنان شكيد – إصبع في العين

يديعوت – بقلم  رعنان شكيد – 26/4/2020

كم من الوقت سيصبر الجمهور على  سياسييه الفاسدين قبل ان يثور؟ “.

كم من الوقت برأيكم سيستغرق هذا؟ كم من كلمات التزلف الفارغة والمليئة بالقلق العقيم على سلامة اسرائيل وسلامتنا، الى جانب تصريحات الوحدة الزائفة التي كلها تغطية على مصلحة خاصة صغيرة، تماما بحجم كرسي – سنسمع؟

كم قرار تتمثل باصبع في العين سيتعين عليهم أن يتخذوه؟ كم حكومة منتفخة حتى التفجر بالوزراء، نواب الوزراء وميزانيات في الوقت الذي يفقد فيه مليون اسرائيلي عاطل عن العمل كل شيء؟ كم استجداء من المستقلين والاعمال التجارية الصغيرة للانقاذ؟ كم بيروقراطيا؟ كم انفتاح لشبكات الاثاث التي تبرع مالكوها ما يكفي للحكم، الى جانب اغلاق المقابر في يوم الذكرى؟ كم تملص من الاستعداد الجدي لمواصلة التصدي للكورونا من خلال مخزون كافٍ من الفحوصات وتعيين طاقم مهني عديم السياسة؟ كم بوست استنكاري، خنزيري، تهجمي، من ابن رئيس  الوزراء – شاب لم ينتخب أبدا لاي منصب، ولكن نفقات عيشه نحن نمولها من جيوبنا؟ كم وكم؟

كم من التأجيلات والتملصات والاحالات للقرارات الحاسمة التي يفترضها حكم القانون؟ كم من حلو اللسان الى جانب تهديدات صحية وأمنية تلوح بالآخرة. كم خطة انقاذ لن تتحقق؟ كم من الميزانيات لمنازل رئيس الوزراء، القائم باعمال وطائرته؟ كم من الالعاب النارية في يوم الاستقلال ستصر الحكومة عليها ونحن يتعين علينا أن نكون الراشد المسؤول الذي يقول: ليس الان، هذا ليس الوقت، هذا المجال يجب أن يصل الى عناوين اكثر الحاحا؟ كم من الوقت سيمر، برأيكم، الى أن نمل؟

لا تخطئوا: نحن الاغلبية. اغلبية مواطني اسرائيل. نحن نرى طريقكم – أيها السياسيون من اليمين، الوسط، اليسار، ممن سيتنازلون عن تعهداتهم وطريقهم كي يضمنوا، تحت غطاء رقيق ومكشوف من “الوحدة”، مكانهم، خلطاتهم وميزانياتهم الخاصة في  الحكومة الاكبر في تاريخ اسرائيل. كم الوقت سيمر الى أن يرفض معظمنا احتمال المزيد؟ الى أن نتفضل – او ببساطة لا نستطيع – ان ندفع؟ الى أن يعلن عن عصيان ضرائب؟ الى أن تخرج مجموعة من الاسرائيليين ليس لها ما تخسره الى الشوارع؟ فالخيام باتت تعود الى روتشيلد منذ الان، وذلك لان هناك مزيدا من معوزي السكن الجدد ممن باتوا يقيمون امام قطار الشمال في تل أبيب.

كم من الوقت سيستغرق هذا؟ فأنتم هناك فوق تراهنون.  ورهانكم هو أن  هذا لن يحصل. وانه لن يكون اي احتجاج دراماتيكي، اي  ثوران يهز الاركان. انكم ستتمكنون من مواصلة حلب الجمهور الاسرائيلي تحقيقا لاهدافكم الانانية بينما تذرون الرمال في عيونه. ان تتمكنوا من اخضاع القواعد، ان تدوسوا بقدم فظة كل تصويت ثقة حصلتم عليه ذات مرة، وأن كل شيء سيمر بشكل من الاشكال. الجمهور غبي وبالتالي سيدفع، أليس كذلك؟ ليتكم تكونوا محقين؛ إذ ان الامر الاخير الذي يمكن لاسرائيل أن تصمد امامه الان هو ثورة مدنية. وليتكم تكونوا مخطئين، إذ ان الامر الاخير الذي تحتاج اسرائيل لان توافق عليه الان هو هدم اساساتها الديمقراطية والاجتماعية. وفي هذه الاثناء يصمد رهانكم. كم من الوقت برأيكم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى