ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  ران أدليست – القمقم والجني ..!

يديعوت – بقلم  ران أدليست – 15/12/2021

” في الجيش الاسرائيلي فهموا انه يجب تغيير النمط الذي يعمل  بموجبه الجنود في المجال المدني، لكن الحل الحقيقي هو التغيير الشامل للسياسة في المناطق “.

أخيرا حسم الامر. الجيس الاسرائيلي غير قادر على أن يتغلب على جيش اليئور ازاريا الذي يعشعش في داخله، وواضح لهيئة الاركان أنه يجب عمل شيء ما. لا تحبسوا انفاسكم، فلا يوجد الكثير مما يمكن توقعه، فقد خرج الجني من القمقم، والسبيل الوحيد لاعادته هو التغيير بشكل كاسح السلوك السياسي في المناطق. 

في هذه الاثناء نجدنا ملزمين بتغيير النمط الذي يعمل فيه الجنود في المجال المدني، حيث يدور الحديث اساسا عن اعمال تنكيل واطلاق نار لا داعٍ له، وليس بالذات عن مخرب ينقض مهاجما او عن قنبلة موقوتة. بمعنى أنه ينبغي منع وضع يسمح للجنود في الجيش الاسرائيلي بالاساءة لباقي جنود الجيش الاسرائيلي ومواطني  دولة اسرائيل. ليست هذه استراتيجية او تكتيك لادارة المعركة بل منع اعمال التنكيل في الحياة اليومية، والتي هي المدخل لتحول الانسان الى بهيمة ناقلة العدوى.

 فمثلا، تلك القصة التي نشرت في “واي نت” عن معتقل فلسطيني ادخل الى مركبة  كتيبة نيتسح يهودا في اطار اعتقال اداري. فهو لم يشكل اي تهديد. وحسب الاشتباه، بينما كان في المركبة مقيدا ومعصب العينين، ضربه جنود الكتيبة. وحسب الاشتباه ايضا فانهم عندما وصلوا الى القاعدة واصلوا ضربه، بما في ذلك توجيه فوهة سلاح احد الجنود نحو ظهر المعتقل، وكل ذلك كما اسلفنا وهو لا يزال مقيدا، معصوب العينين وفي ظل تعرضه لوابل من الشتائم – الامر الذي يبدو لي مثل عملية فتك تحت رعاية البزات الرسمية انتظارا لمحققي الشباك. وعندما حقق هؤلاء معه، بلغوا عن الحدث، فنظم قائد الكتيبة تحقيقا، فكذب الجنود المشبوهون، واصر الشباك ففتحت الشرطة العسكرية تحقيقا جنائيا. اعتقل عشرة جنود. ومدد اعتقال أربعة منهم. لم ينشر الجيش تفاصيل الحدث لكن تفاصيله تسربت الى الخارج، وافاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي معقبا بانه “في الايام القريبة سترفع لوائح اتهام ضد المقاتلين الى المحكمة العسكرية”. 

استجاب القاضي لطلب الجنود لحظر نشر اسمائهم وصورهم، والسؤال هو لماذا. قاعدة اولى هي اذا كنت تريد ان تمنع حالات مشابهة، فانك تنشر اسماء المشاركين لغرض تكليلهم بالعار الذي يفترض أن يردع. وان كانت معظم الاحتمالات فيها ان يصبح هؤلاء الجنود ابطال شعبهم الذي هو ليس شعب اسرائيل، وجيشهم الذي هو ليس الجيش الاسرائيلي.

لا يتناول الحل الذي طرحه الجيش الاسرائيلي الا لواء كفير الذي هو لواء المناطق، وكتيبة نيتسح يهودا التي هي كتيبة حريدية  “في كل اعتقال لفلسطيني على ايدي قوة من اللواء قرر قائد اللواء العقيد شارون  الطيط، “فان الجهة التي ستكون مؤتمنة على حراسته في ساعات الفجر حتى اخلائه في الصباح في غداة عملية الاعتقال، سيكون ضابطا برتبة قائد حظيرة فما فوق من سرايا المقاتلين فقط وليس اي قائد ثلة او اي جهة قيادية اخرى”. السبب:  الرغبة في منع التنمر  او المس الجسدي بالمعتقلين في الفترة الزمنية الحساسة التي بين  اعتقالهم في بيوتهم وبين منشآت الاعتقال.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى