ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم راز تسيمت- بين طهران وواشنطن إعادة احتساب المسار

يديعوت– بقلم  راز تسيمت– 11/11/2020

نافذة الفرص الضيقة من دخول الرئيس بايدن الى البيت الابيض وحتى الانتخابات للرئاسة الايرانية ستجعل من الصعب جدا على الدولتين الوصول الى اتفاقات ذات مغزى“.

في خطاب القاه في بداية تشرين الاول 2018 أمام عشرات الاف اعضاء الحرس الثوري، سخر زعيم ايران خامينئي من تقديرات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بان النظام الاسلامي كفيل بان ينهار في غضون أشهر قليلة بفضل سياسته الحازمة ضد ايران. وقال خامينئي “منذ 40 سنة يكررون القول انه بعد بضعة اشهر توشك الجمهورية الاسلامية على السقوط. ولكن هذه مجرد تمنيات”. في كانون الثاني القريب القادم سيصبح ترامب الرئيس الامريكي السابع الذي ينهي ولايته منذ قيام الجمهورية الاسلامية في العام 1979، بينما يواصل النظام الايراني الصمود.

توجد الجمهورية الاسلامية اليوم في احدى لحظات الدرك الاسفل الاخطر في تاريخها. وفي السنوات الاخيرة تعرضت ايران لضربة إثر ضربة: من العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة في حجمها وحتى وباء الكورونا، من موجات احتجاج شعبية وحتى تصفية قاسم سليماني. واستراتيجية اقصى الضغوط للرئيس ترامي وان كانت تسببت لايران بثمن اقتصادي باهظ، الا انها لم تنجح في أن تفرض عليها العودة الى طاولة المفاوضات او تلطيف حدة سياستها، فما بالك انها لم تؤدي الى انهيار النظام.

لا غرو، إذن، في أن زعماء ايران يجدون صعوبة في أن يخفوا رضاهم في ضوء هزيمة ترامب. ومع ان قادة النظام كرروا في الاشهر الاخيرة موقفهم المعلن من أنه لا فرق حقيقي بين الديمقراطيين والجمهوريين في موقفهم المعادي تجاه ايران، سارع مسؤولون ايرانيون الى الترحيب برحيل ترامب. فقد صرح الرئيس الايراني حسن روحاني بان الادارة الامريكية التالية ينبغي أن تستغل الفرصة “للتعويض” عن الاخطاء التي ارتكبها ترامب.

لا شك أن انتصار جو بايدن ينطوي على امكانية كامنة لاحياء المفاوضات بين طهران وواشنطن لاستئناف الاتفاق النووي. وتحققه، مع ذلك منوط بقرارات زعيم ايران في الاشهر القادمة. فحتى قبل اعلان شبكات التلفزيون الامريكية رسميا عن انتصار بايدن، استؤنف الجدال الداخلي بين مؤيدي الرئيس روحاني ومعارضيه في المعسكر المحافظ – الراديكالي. فقد أعرب مؤيدو الرئيس في المعسكر الاصلاحي عن تفاؤل حذر بالنسبة لاستئناف الاتفاق النووي وتحسين الوضع الاقتصادي، مما هو كفيل بان يعزز قوتهم السياسية قبيل الانتخابات للرئاسة الايرانية المرتقبة في حزيران 2021. أما الراديكاليون بالمقابل، والذين تحفظوا منذ البداية من الاتفاق النووي ومن استعداد الرئيس للمساومة مع الغرب، فقد اتهموا خصومهم السياسيين بانهم لم يتعلموا شيئا من خرق ادارة ترامب للاتفاق ويواصلون تعليق آمالهم بالولايات المتحدة، التي أثبتت بانه لا يمكن الثقة بها وبالاتفاقات التي توقع عليها.

هذا الجدال هو الاخر سيحسم، في نهاية المطاف، من زعيم ايران، الذي سيتعين عليه أن يقرر هل يقر للرئيس العودة الى طاولة المفاوضات ام يواظب على نهجه الرافض رغم الازمة الاقتصادية المحتدمة والاصرار على مطلب رفع العقوبات، بل والتعويضات الامريكية، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات. ويتعلق قراره بعدة عوامل، ومنها الخطوات العملية التي سيتخذها بايدن، والذي وان كان اعلن عن نيته العودة الى الاتفاق النووي، الا انه اصر ايضا على الحاجة لتحسينه وكفيل بان يبقي العقوبات كورقة مساومة مع ايران؛ استعداد الزعيم الايراني للموافقة على استئناف الحوار مع الولايات المتحدة رغم حقيقة أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي اثبت، بنظره، ادعاءه بانه محظور الثقة بـ “الشيطان الاكبر”؛ واعتبارات سياسية في اساسها التأثير المحتمل للمفاوضات المتجددة على المكانة السياسية لمعسكر مؤيدي روحاني قبيل الانتخابات للرئاسة.

في كل الاحوال، فان نافذة الفرص الضيقة من دخول الرئيس بايدن الى البيت الابيض وحتى الانتخابات للرئاسة الايرانية ستجعل من الصعب جدا على الدولتين الوصول الى اتفاقات ذات مغزى. وبالتالي سيكون ممكنا على ما يبدو التوقع في اقصى الاحوال استئناف الاتصالات بينهما وخطوات لبناء الثقة كفيلة في المستقبل لان تشق الطريق لاستئناف المفاوضات، والتي من السابق لاوانه تقدير نتائجها في هذه المرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى