يديعوت – بقلم د. راز تسيمت – ايران والنووي في طهران يتنفسون الصعداء، حاليا على الاقل
يديعوت – بقلم د. راز تسيمت ، خبير في الشؤون الايرانية من معهدبحوث الامن القومي – 3/9/2020
“ ان تخفيف الضغط الدبلوماسي عن ايران يسمح لايران في أن تجتازالاسابيع المتبقية حتى الانتخابات الامريكية، بأمل أن تسمح لها الظروفالناشئة بعدها ان تدير الامور في ظروف محسنة “.
يشكل بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنموافقة ايران على ادخالمراقبي الوكالة الى موقعين – مشبوهين بتنفيذ نشاطات نووية فيهما – يشكل تطورا هاما في مفترق القرارات الذي تقف فيه ايران.
في الاشهر الاخيرة تصدت طهران لسلسلة خطوات دبلوماسيةاستهدفت في نظرها، التقويض النهائي لما تبقى من الاتفاق النووي. ففيلقاء منتدى الامناء الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في 19 حزيران اتخذ قرار يطالب ايران بالسماح لمراقبي الوكالة في الدخول الىموقعين علم بوجودهما في اعقاب اقتحام الموساد لارشيف النووي الايراني،والرد على اسئلة بشأن موقع ثالث وجدت فيه بقايا يورانيوم طبيعي. وبالتوازي قادت واشنطن خطوة في مجلس الامن لتمديد مفهوم حظرالسلاح على ايران، والذي سينفد في 18 تشرين الاول. وانضمت هذهالتطورات الى سلسلة احداث، على رأسها الانفجار الذي وقع في 2 تموز في المنشأة لتركيب اجهزة الطرد المركزي المتطورة في نتناز، والذي شكلضربة للمخططات الايرانية للانتقال الى مراحل متطورة اكثر في المشروعالنووي.
يبدو، مع ذلك، ان الخطوات الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدةتصطدم حتى الان بمصاعب هامة. ففي منتصف آب رد مجلس الامنباغلبية ساحقة الاقتراح الامريكي لتمديد حظر السلاح. وفي اعقاب ذلكفعلت الولايات المتحدة آلية العقوبات التي في الاتفاق النووي والمسماة “سنابباك” بحجة أن ايران تخرق الاتفاق. غير أن 13 من أصل 15 دولة عضوفي مجلس الامن اعربت عن معارضتها للخطوة بدعوى ان ليس لواشنطنالحق في تفعيل الالية لانها انسحبت من الاتفاق النووي في ايار 2018.
تصر الولايات المتحدة على ادعائها بانه يوجد لها اساس قانونيصلب لتنفيذ اعادة العقوبات، وأن كل عقوبات الامم المتحدة على ايران – بمافيها حظر السلاح، ستعود في غضون 30 يوما. على الرغم من ذلك، فانالتوافقات التي توصلت اليها طهران مع ا لوكالة الدولة للطاقة الذرية تسمحلها بان تعطل بقدر كبير نية واشنطن شق الطريق لاتخاذ قرار في اجتماعالامناء التالي في الوكالة في ايلول بنقل ملف ايران الى مجلس الامن وتهيئةالارضية السياسية لاعادة العقوبات.
ليس مفاجئا أن في طهران يرون في هذا التطور انجازا سياسيا هامايشدد العزلة الدبلوماسية التي علقت فيها الولايات المتحدة. في مقال تحليلينشر في صحيفة “اعتماد” الايرانية الدولية كتب بان طهران نجحت في سد“المسار المناهض لايران في فيينا وفي نيويورك“. لقد أمل الرئيس ترامبورئيس الوزراء نتنياهو، بزعم الصحيفة، في أن يجعلا ايلول شهر صعباعلى ايران من خلال نقل ملف النووي الى مجلس الامن، تمديد حظر السلاح واعادة العقوبات – غير أنه ليس فقط نجحت ايران في احباط هذه النية، بلمنعت اسرائيل من العودة الى أن تستخدم في المستقبل الارشيف النوويكي تطلب حق وصول للوكالة الى مزيد من المواقع المشبوهة. وذلك بعد اناتضح في ختام زيارة رئيس الوكالة رفائيل غروسي الى طهران بان ليسللوكالة اسئلة وطلبات اخرى بشأن حق الوصول الى مواقع اخرى غير تلكالتي أعلنت عنها طهران.
ان تخفيف الضغط الدبلوماسي عن ايران كفيل بان يكون مؤقتا، وفيكل الاحوال فانه لا يحل الازمة الاقتصادية الحادة وضائقة الكورونا التيجبت حتى الان حياة اكثر من 21 الف شخص. ومع ذلك فانه يسمح لايران في أن تجتاز الاسابيع المتبقية حتى الانتخابات الامريكية، بأمل أن تسمحلها الظروف الناشئة بعدها ان تدير الامور في ظروف محسنة.
في آب 2018 قدر مصدر اسرائيلي رفيع المستوى بانه في اعقابانسحاب لولايات المتحدة من الاتفاق النووي واستئناف العقوباتالاقتصادية “يوجد احتمال جيد بان تنزل ايران على ركبتيها. ايران الانضعيفة، مستضعفة وفي حالة هستيريا“. غير أنه حتى بعد سنتين من ذلكورغم الضربات القاسية التي انزلت عليها، تصر ايران على رفضها العودةالى طاولة المفاوضات الا بشرط رفع العقوبات، فما بالك ان توافق على اتفاقنووي محسن. وبعد الانتخابات في الولايات المتحدة كل شيء مفتوح.