ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم دانييل فريدمان – في مواجهة ايران ، في مواجهة حماس

يديعوت – بقلم  دانييل فريدمان – وزير العدل الاسبق – 16/10/2019

رفع رئيس الوزراء مؤخرا المشكلة الايرانية على اعتبارها خطرا فوريا. ليس واضحا كم يرتبط الامر بالعقدة السياسية الحزبية، ولكن من الواضح أن ايران تشكل خطرا جسيما، تفاقم جدا في عهد ولاية نتنياهو. 

مع تسلمه مهام منصبه لم يكن الايرانيون في سوريا. اما الان فهم يتواجدون هناك. في بداية ولاية نتنياهو كان الحكم في غزة ضعيفا ومزودا بصواريخ لمسافات لم تكن قد وصلت الى مركز البلاد بعد، بينما كانت اسرائيل في حينه مزودة بالقبة الحديدية. منذئذ تعززت قوة حماس بقدر مقلق، وازداد عدد الصواريخ التي تحت تصرفها وتعاظمت قوتها، ومداها يصل الى تل ابيب، الى مطار بن غوريون بل والى أبعد من ذلك. فضلا عن ذلك، فعل نتنياهو كل ما في وسعه كي يعزز حكم حماس في غزة، اطلق سراح اكثر من الف مخرب مقابل أسير اسرائيلي واحد، حول دفعات خاوة لحماس وسمح لحماس والجهاد الاسلامي بان يطلقا على اسرائيل نحو 500 صاروخ في يوم واحد دون رد حقيقي. كما عمل نتنياهو على اضعاف ابو مازن في الضفة والحفظ والفصل بينها وبين حكم الارهاب المتعزز في غزة. 

والان يوجد لايران سلسلة من الامكانيات للعمل ضدنا: من قطاع غزة من خلال حماس والجهاد الاسلامي، من سوريا ولبنان بل ومن العراق. من كل هذه الاماكن يمكن اطلاق الصواريخ على اسرائيل. يمكن عمل ذلك ايضا من ايران نفسها، ولكن ليس واضحا اذا كانت حاجة للايرانيين بذلك. وبالتوازي، طرأ في عهد نتنياهو تدهور في علاقات اسرائيل مع محافل عظيمة القوة. فسفريات نتنياهو العاجلة الى بوتين وصداقته مع الرئيس ترامب، التي اصبحت تعلقا مطلقا بما يبدو اليوم كسند متهاو – لا يمكنها أن تغطي على الضربات التي تعرضن لها، وبقدر لا بأس به بسبب المشكلة الفلسطينية. لقد ضاع تأييد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، مثلما ضاع تأييد اجزاء واسعة من يهود أمريكا، وفي علاقاتنا مع اوروبا يوجد غير قليل من النقاط الحساسة. كما أن المقاطعة التي تفرضها علينا دوائر مختلفة في العالم بعيدة عن التبدد. 

نحن نقف إذن امام مشكلة مزدوجة: دونية على المستوى الدولي عقب العقدة مع الفلسطينيين، ومشكلة وجودية على المستوى العسكري مع ايران. هذا خليط خطير. المشكلة مع ايران هي في هذه اللحظة بلا حل. يحتمل أن تكون حاجة الى ضخ المال لشراء اسلحة حديثة وتطوير ادوات اكثر تطورا للدفاع ضد الصواريخ، ولكن الامكانيات المالية محدودة. وبالتالي، فان علينا أن نعمل كل ما في وسعنا كي نقلص المشكلة على المستوى الدولي. والسبيل الى ذلك يبدأ بالامتناع عن الاستفزازات مثل الضم او الاعلان عن الضم، مثلما انطلقت على لسان نتنياهو قبيل الانتخابات. ثانيا، علينا ان نصل الى تسوية مع الفلسطينيين، ولهذا الغرض يجب التوقف عن سياسة تعزيز حماس في غزة على حساب ابو مازن. الحل مع حماس في غزة هو عسكري، ولشدة الاسف من شأن الثمن ان يكون أعلى بكثير من الثمن الذي كنا مطالبين به قبل عقد لو أن نتنياهو حرس على أن يفي في الوقت المناسب بوعده اسقاط حكم حماس. وبالتوازي يجب السعي الى تسوية مع السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن. 

ان الفجوة بين الطرفين تمنع على ما يبدو تحقيق سلام كامل، ولكن التسوية، بل وربما لمدى بعيد، تبدو ممكنة.مثل هذه التسوية، اذا تحققت، ستفتح لنا الباب لحلف علني مع الدول السنية في المنطقة، ستسحب من الايرانيين احدى الذرائع التي لهم للعمل ضدنا، ستساعدنا على المستوى الدولي وتضعنا في المواجهة مع ايران في وضع افضل بكثير من الوضع الذي نوجد فيه اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى