ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  دانييل فريدمان – حدود مشوشة ، إرث نتنياهو: دولة ثنائية القومية 

يديعوت – بقلم  دانييل فريدمان – وزير العدل الاسبق –  11/7/2021

” لن يذكر نتنياهو باتفاقات إبراهيم او التطعيمات او صفقة شاليط او أموال قطر لحماس في غزة بل في تشجيعه للاستيطان الذي ضخ اليهود الى الضفة وتعطيله قانون المواطنة الذي سيضخ الفلسطينيين الى الداخل وتسويغه العرب في إسرائيل كلسان الميزان مما سيخلق لاحقا وربما قريبا دولة ثنائية القومية وربما دولة فلسطين “.

ماذا سيكون إرث نتنياهو؟ هل سيكون هذا اتفاقات ابراهيم أم التطعيمات أم ربما سيذكر له تحرير أكثر من الف مخرب مقابل جندي اسرائيلي واحد، ودفع خاوة لحماس في غزة؟  من الصعب التخمين.  ولكن يحتمل ان  تغطي على كل هذا مساهمة نتنياهو في الاشهر الاخيرة في تحويل اسرائيل الى دولة ثنائية القومية. 

ليس المقصود التخوف من أن تفقد اسرائيل الاغلبية اليهودية، او ان يكون فيها عدد كبير على نحو خاص من السكان غير اليهود. فالصعوبة تنشأ عندما يكون في داخل الدولة جمهور واسع، ذو ايديولوجيا خاصة به،  لا يسلم بطابع الدولة وبخطوطها الاساس. جمهور كهذا، اذا ما جمع قوة وشكل عنصرا هامة في عموم السكان من شأنه ان يكافح ضد الاساس الذي تقوم عليه الدولة وضد المباديء  الاساس في قاعدتها. اعضاء فيه من شأنهم ان يعملوا بوسائل عنيفة ولكن يمكنهم ايضا أن يحاولوا تحقيق هدفهم في المسار السياسي. 

الخطوة الاولى في اتجاه الدولة ثنائية القومية تمت بعد حرب الايام الستة عندما قرر وزير الدفاع موشيه دايان شطب الحدود بين اسرائيل التي في حدود الخط الاخضر وبين المناطق. هكذا، التقى العرب الاسرائيليون فجأة اقرباءهم في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، بعد قطيعة قرابة 20 سنة. كانت هذه خطوة هامة لبلورة الشعب الفلسطيني، والتي أدت الى ضخ هام من السكان الفلسطينيين الى نطاق دولة اسرائيل – وضمن امور اخرى ساهمت في ظاهرة تعدد الزوجات التي نشهدها اساسا في اوساط البدو في النقب. 

جاءت المرحلة التالية مع الاستيطان في المناطق، الذي تطور بخطوات كبرى مع صعود غوش ايمونيم بعد حرب يوم الغفران. هذا الاستيطان، الذي يتواصل حتى اليوم، قام على اساس الفرضية في أنه سيكون ممكنا ضم المناطق بدون سكانها، او على الاقل  بدون منحهم المواطنة. هذا وهم: ما كان ممكنا عمله قبل سبعين أو مئة سنة ليس ممكنا اليوم، والاستيطان في المناطق، بالتأكيد خارج الكتل وفي قلب السكان الفلسطينيين يشكل حافزا هاما لخلق دولة ثنائية القومية. 

وهكذا نشأت حركة كماشة لاقامة دولة ثنائية القومية: مسيرة استيطان تضخ الاسرائيليين الى يهودا والسامرة، وبالتوازي ضخ سكان فلسطينيين الى داخل الخط الاخضر، والذي يتم بطرق مختلفة ومتنوعة. في بداية سنوات الالفين اتخذت خطوات عملت على لجم  هذه السياقات: القطيعة عن قطاع غزة، واحكام الطوارىء في قانون المواطنة والدخول الى اسرائيل والتي قلصت بشكل كاسح “حق العودة” الفلسطينية الى نطاق دولة اسرائيل بواسطة الزواج. 

اليمين، سواء في المعارضة أم في داخل الحكومة، يواصل تبني الاستيطان الاسرائيلي في المناطق في مواقع حيث الوجود الفلسطيني المكثف. قضية بؤرة افيتار تجسد ذلك. كما أن اليمين يواصل تبني ايديولوجيا منع حق العودة الفلسطينية الى داخل دولة اسرائيل – ولكن هذا الموقف  تلقى مؤخرا ضربة قاضية، بعد أن وضع نتنياهو امامه ايديولوجيا عليا، “الحكم فوق كل شيء”. لقد تسببت هذه الاسديولوجية له بداية بتسويغ ائتلاف مع حزب منصور عباس الخطوة التي لشدة المفارقة عملت كالسهم المرتد واتاحت إقامة الحكومة برئاسة نفتالي بينيت. الخطوة الثانية التي استهدفت ضعضعة حكومة بينيت، انعكست في  افشال التعديل لقانون المواطنة. كان هذا انتصارا اشبه بالهزيمة: الحكومة لن تسقط، ولكن فتح الباب لدخول فلسطيني مكثف الى نطاق إسرائيل. 

وبالتوازي فان عداء نتنياهو غير الملجوم للحكومة عزز مكانة الأحزاب العربية كلسان ميزان في الكنيست. لقد علمنا تاريخ الأحزاب الحريدية جيدا ما هي قوة لسان الميزان، ويمكن الافتراض بان الأحزاب العربية ستستخدم قوتها، ضمن أمور أخرى، لتعزيز حق العودة الفلسطينية الى إسرائيل. يمكن فقط ان نتخيل كيف ستبدو الدولة حين سيسعى اليهود لان يحافظوا على ارثها الصهيوني بينما سيسعى الفلسطينيون لتحويلها الى دولة كل مواطنيها. وفي المرحلة التالية ربما الى دولة فلسطين. 

هذه هي مساهمة نتنياهو الهائلة، ومن شـأنها ان  تذكر كإرثه المركزي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى