ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم حاييم رامون- قصور الكورونا ، انتخابات، الان

يديعوت– بقلم حاييم رامون– 13/10/2020

” اسرائيل بحاجة الى انتخابات كي توقف سور الكورونا لنتنياهو. وستكون هذه انتخابات تقرر كيف ستكافح اسرائيل الفيروس.اما المواضيع الاخرى – النزاع مع الفلسطينيين، الاصلاح في منظومة انفاذ القانون – فستضطر الى الانتظار. كلفة الانتخابات المبكرة اقل من كلفة اسبوع اغلاق “.

تصوروا ان ذات صباح تقع موجة من حوادث الطرق في حلم لاند. فيقتل العشرات ويصاب المئات. احد لا يفهم معنى الظاهرة. ترد الحكومة بفرض المنع التام على السياقة. وتكون الاضرار للدولة وللمجتمع هائلة. يطيع الجمهور الفزع فيهبط معدل حوادث الطرق الى الصفر. يقف رئيس حكومة حلم لاند امام الكاميرات ويعلن باحتفالية: “انتصرنا على وباء حوادث الطرق، رافقتكم السلامة، مفاتيح السيارات جاهزة فيها”. وفي غضون وقت قصير تتجدد موجة حوادث الطرق. وبالتوازي يتبين بان كل السواقين المشاركين في الحوادث هم شبان ابناء 24 فأقل وكذا سواقون يعانون من قصر نظر حاد. يكون واضحا للجميع بانه لو كانت الحكومة حظرت السياقة فقط على السواقين الذين يتسببون بالحوادث، لكانت المشكلة حلت. ليس في حلم لاند: هناك الزعيم مرة اخرى يفرض منع السياقة على كل مواطني الدولة.

حلم لاند هي هنا. وهذه هي عملية اتخاذ القرارات في الحكومة تحت نتنياهو. قراراته عديمة المنطق، متذبذبة، تحركها اعتبارات سياسية وليس وبائية وتفرض علينا المصيبة: في الصحة، في الاقتصاد، في المجتمع وفي التعليم. يستخدم نتنياهو قاعدة معطيات كاذبة، زائفة ومشكوك فيها، والنتيجة هي انه منذ قصور حرب يوم الغفران لم يكن انهيار بهذه الشدة في ثقة الجمهور بحكومته. ان الثمن الاقتصادي والصحي لسياسة نتنياهو الفاشلة يدفعه، بل وسيدفعه لفترة طويلة، ملايين الاسرائيليين – ضحايا فزع نتنياهو وقصوراته الادارية. يعد بالكثير وينفذ القليل.

لم تعد جائحة الكورونا مفاجأة غير معروفة. فقد تعلمنا غير قليل من مزاياها؛ الوباء لا يضر، على نحو شبه مطلق، بالشباب. تفيد المعطيات بان كل الوفيات الزائدة نسبيا في تلك الفترة من العام الماضي (نحو 940 شخص) كانت في اوساط ابناء 70 فما فوق، بينما في اوساط ابناء الاقل من 70 يوجد حتى انخفاض طفيف في عدد المتوفين. هذه اغلب الظن هي صورة الاعمار في اوساط المرضى الخطيرين ايضا. والاستنتاج مخيف: لقد تركت الحكومة للموت وللمرض اجدادنا وجداتنا. وعليه فان اكثر من 600 طبيب وطبيبة اسرائيليين انضموا لرأي 11 الف عالم وطبيب من كل ارجاء المعمورة ووقعوا هذه الايام على عريضة تقول: “يجب تركيز المقدرات والجهود لحماية السكان كبار السن والحساسين فقط”. بمعنى انه من الافضل فرض اغلاق على جماعات الخطر من الاغلاق الهدام على كل السكان. يجب السماح بالتعليم المنتظر في كل مؤسسات التعليم. ووقف الضرر الجسيم  بمستقبل ملايين الاطفال، ولا سيما من الطبقات الضعيفة. والسماح لكل الاعمال التجارية واماكن العمل والثقافة مواصلة العمل في ظل الحفاظ المتشدد على سياسة الخط البنفسجي، ومنع التجمهرات في الاماكن المغلقة. غير أن نتنياهو يمنع كل بحث جدي للبديل بطريقه والذي كان اقترحه الكثيرون جدا في الاسرة العلمية والطبية.  

لقد فرضت دول عديدة الاغلاق في اثناء الموجة الاولى من الكورونا. كلها، باستثناء اسرائيل تعلمت الدرس المر. الاغلاق الشامل هو غباء شامل. وعليه، فمع اندلاع الموجة الثانية من الكورونا لم يختار اي زعيم حبس شعبه في اغلاق آخر ومنع السفر. ورغم ان نتنياهو اتخذ الحل المتطرف، كان فشله هو الاكبر بعد الولايات المتحدة. السطر الاخير تقشعر له الابدان: جائحة الكورونا تمس بالسكان اقل مما تمس به الخطوات التي يتخذها نتنياهو ضدهم.

في ضوء الفشل الذريع على نتنياهو أن يرحل، مثلما استقال المسؤولان عن قصور يوم الغفران، غولدا ودايان. ومع ذلك فان على الجدال الجماهيري ان يجري حول نتائج سياسته وليس على شخصيته. فاولئك الذين لا يؤمنون بقوتهم على الانتصار عليه في صندوق الاقتراع يحاولون اسقاطه منذ خلال منظومة انفاذ القانون ومن خلال المظاهرات التي في ايام قصور الكورونا ايضا – موضوعها الفساد. نهجهم باطل وغير ديمقراطي بالضبط مثل نهج اولئك المتمسكين بكراسيهم والمحذرين من ان انتخابات مبكرة ستمس بالكفاح ضد الكورونا. العكس هو الصحيح: اسرائيل بحاجة الى انتخابات كي توقف سور الكورونا لنتنياهو. وستكون هذه انتخابات تقرر كيف ستكافح اسرائيل الفيروس. اما المواضيع الاخرى – النزاع مع الفلسطينيين، الاصلاح في منظومة انفاذ القانون – فستضطر الى الانتظار. كلفة الانتخابات المبكرة اقل من كلفة اسبوع اغلاق، هامشية مقارنة بالربح الذي في وقف الانهيار المتحقق. في هذه الانتخابات على كل حزب يرغب في ثقة الجمهور ان يطرح بديله  لمكافحة الكورونا واعادة بناء اسرائيل.  يجب اجراؤها بسرعة إذ ان كل يوم يمر يعظم المصيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى