ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم بن – درور يميني – يخلدون الكذب

يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 15/12/2019

في السلطة الفلسطينية وفي حماس يحتفلون بالنصر. فيوم الجمعة الماضي اتخذت الجمعية العمومية للامم المتحدة قرارا بتمديد التفويض  لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” بثلاث سنوات. ولم  يتخذ القرار فقط بل جاء باغلبية ساحقة. 169 دولة صوتت في  صالحه، 9 دول امتنعت و 2 فقط، اسرائيل والولايات المتحدة صوتتا ضده. ولكن هذا كان انتصارا أشبه بالهزيمة.  

لقد اقيمت الاونروا قبل 70 سنة بالضبط، في كانون الاول 1949، بعد خمسة ايام بالضبط من اقامة مفوضية الامم المتحدة للاجئين. في حينه كان 711.000 لاجيء، وفي اعقاب تغييرات في تعريف اللاجيء، لغرض ضم الانسال، بات الحديث يدور اليوم عن 5.5  مليون. لماذا كانت حاجة لوكالة منفصلة؟ لان القيادة العربية ارادت شيئا واحدا: ان تستخدم معاناة اللاجئين في اطار الصراع ضد وجود اسرائيل. اما اللاجئون فيدفعون الثمن. اصبحوا جرحا مفتوحا. في الميزانيات الطائلة التي منحت للاونروا منذئذ كان يمكن أن يشترى لكل عائلة لاجئين بيتا فاخرا، تمويل اعادة التأهيل بل واقامة مصانع وبنى تحتية اقتصادية. يجدر بالذكر ان اكثر من 60 مليون  شخص فروا او طردوا من مطارح مولدهم في النصف الاول من القرن الماضي عقب صراعات واقامة دول قومية. ترحيل وتبادل للسكان كانا في حينه مثابة أمر طبيعي مقبول. نكبة لكل الشعوب. كانت ايضا نكبة يهودية: نحو 850 الف يهودي غادروا أو اجبروا على مغادرة الدول العربية، وصودرت املاكهم. أحد منهم ليس لاجئا اليوم. وحدهم عرب فلسطين خلدوا في وضعهم. اما الوسيلة الاساسية فكانت ولا تزال الاونروا، التي تطور “حق العودة” رغم أنه لا يوجد حق كهذا في قانون الشعوب.  

لا يوجد 5.5 مليون لاجيء. هذه ايضا خدعة. في لبنان، مثلا،  مسجل 4.75 الف لاجيء.  بحث نشر في 2011 وجد ان العدد هو نحو 270 الف فقط. واحصاء للسكان في 2017 وجد أن العدد هو 174 الف فقط، وهم يعانون من أبرتهايد بكل معنى الكلمة. مؤسسات الامم المتحدة تنشغل بشجب اسرائيل. لا  يوجد حتى ولا قرار واحد ضد الابرتهايد في لبنان. في الاردن نالوا حق المواطنة، الذيوفقا للتعريف المقبول ينفي مكانة “اللاجيء”. ولكن هناك تعريف واحد لكل لاجئي  العالم، وتعريف مختلف للفلسطينيين.

ان الحل لمشكلة اللاجئين يجب أن يكون مشابها لذاك الذي اعطي لعشرات ملايين اللاجئين منذ 1949: اعادة تأهيل في الاماكن التي يتواجدون فيها. لا حاجة لحل الاونروا فورا. ثمة حاجة لخطة من 3 حتى 5 سنوات يمنح فيها اللاجئون المواطنة في الدول العربية وتنتقل الميزانيات فقط لاغراض الاندماج. اما المتبقون بقدر ما يتبقى كهؤلاء، فينتقلون لمعالجة مفوضية الامم المتحدة للاجئين.

لقد قرر الفيسبوك التبرع بالاموال للاونروا. كان ينبغي لاحد ما ان يروي لتسوكربرغ بان كتل التعليم في مؤسسات الاونروا مليئة بالدعاية اللاسامية. الكراهية بدلا من الرفاه. وعليه فان القرار الذي اتخذته الجمعية العمومية للامم المتحدة هو قرار لتمويل التحريض  وتخليد المعاناة والنزاع.  ليس  هكذا تشفى جراح النكبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى