ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم بن – درور يميني – نغمات جديدة في العالم العربي

يديعوت– بقلم  بن – درور يميني – 7/11/2021

” شيء مختلف يجري في لبنان وفي الدول المجاورة : رواد في الرأي العام العربي يؤيدون السلام مع إسرائيل. غير أنه بالذات في أوساط النخب في الغرب وحتى في قطاعات معينة في إسرائيل، يفضلون الترويج لمحور الكراهية “.

نشر صحافي لبناني، نديم قطيش قبل بضعة ايام مقالا في الصحيفة العربية الهامة “الشرق الاوسط” دعا فيه للمصالحة والسلام مع اسرائيل. كما اشار الى الضرر الاقتصادي الذي لحق بلبنان  بسبب حزب  الله. قبل ايام من ذلك كان زميله جان مري قصاب، الذي ظهر في قناة MTV اللبنانية ودعا للسلام مع إسرائيل في ظل المعارضة لموقف حزب الله في موضوع مزارع شبعا. ايران هي العدو، قال، وليس إسرائيل. الكاتب المغربي، سعيد نشيد، ظهر في “سكاي نيوز” بالعربية وادعى هناك بان الإسلامية هي “مرض وخراب روحاني”. هذه قائمة جزئية لتصريحات من الايام الأخيرة. وهي لم تظهر في الشبكات الاجتماعية، وليس بدون أسماء، بل في وسائل إعلامية رائدة باللغة العربية. 

فهل يحصل شيء ما في العالم العربي؟ بالتأكيد. هذه ليست فقط تصريحات. التجارة مع مصر ومع الأردن اجتازت في السنة الماضية نموا ذا مغزى، بعد سنوات من الجمود. ومظاهر التعاون مع دول الخليج باتت أمرا اعتياديا. ليست اخبارا، وبينما تكتب هذه الاقوال، يوجد الموقع أدناه في منطقة الخليج في كاليفورنيا مع وفد يضم امرأة اعمال ونشيطة سلام مغربية وصحافية من مواليد سوريا. والرسالة المشتركة هي: “نعم للسلام وللتطبيع. لا للتحريض ولا لـ BDS. التقرير عن اللقاءات المرتقبة، وقد يكون بعضها عاصفا، في الحرم الجامعي أيضا، لا بد سيأتي.  

كما يوجد محور معاكس. ناصر أبو بكر، رئيس رابطة الصحافيين الفلسطينيين، روى في نهاية الأسبوع بان “القيادة العسكرية الإسرائيلية تأمر الجنود بقتل صحافيين فلسطينيين”. في كل مرة يخيل لنا أنه توجد حدود لدعاية الأكاذيب، تأتي مسرحية أخرى. ويتبين أنه لا توجد حدود. كما روى أبو بكر عن شكوى رفعها ضد إسرائيل الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. شكوى أخرى في مسلسل الشكاوى. المشكلة هي انه حتى لو لم يخرج أي شيء من هذه الشكوى، فانها تحظى منذ الان بتعاون اتحاد الصحافيين الدوليين. 

ليس فقط في السياق الإسرائيلي، فان العالم العربي يعمل الان في محورين. محور واحد، الفلسطينيون ومؤيدو ايران والجهاد، في تحالف يشجع خطاب الكراهية والاكاذيب. ومن جهة أخرى المزيد فالمزيد من الأصوات المؤيدة للتطبيع مع إسرائيل. من يعتقد ان هذه أصوات قليلة – مخطيء. ففي أوساط الرأي العام العربي مثلما تبين من استطلاع لمعهد “زغبي”، بين الدول التي استطلعت، من الخليج وحتى السعودية، مصر والأردن، توجد منذ الان اغلبية تؤيد التطبيع مع إسرائيل حتى بدون السلام مع الفلسطينيين. فقط في لبنان، مع 51 في المئة، وفي أوساط الفلسطينيين، 61 في المئة، توجد اغلبية تعارض التطبيع.

المأساة هي أن اغلبية ساحقة من أوساط “القوى التقدمية” في الغرب، وقسم هام من أوساط النخب الاكاديمية  ورجال الاعلام – يختارون محور الكراهية. فهم لا يشجعون الفلسطينيين على التقدم نحو الحل الوسط والسلام، بل العكس. هذا التحالف، الذي يتضمن “منظمات الحقوق” يمنح تبريرا لحماس وللعنف، ويصف إسرائيل كمن ترتكب بلا توقف جرائم ضد الإنسانية. هكذا أيضا دول أوروبا والاتحاد الأوروبي، التي تضخ مالا طائلا لعدد لا يحصى من الجمعيات التي تقود محور الكراهية والرفض لمجرد وجود إسرائيل.

في إسرائيل ايضا – في الاكاديميا، في الثقافة، في الصحافة، في نشاط واسع للجمعيات – يوجد تمثيل للتحالف الظلامي. الكثيرون هناك يؤمنون بانهم يعنون بنقد شرعي. يخيل لهم بانهم يعملون “ضد الاحتلال” و/أو ضد مظالم الاحتلال. هذا تضليل ذاتي. هم الاغبياء الذين يستغلهم تحالف الكراهية. من يتراكض من حرم جامعي الى آخر كي يعرض جنود إسرائيل كمجرمين – لا يدفع السلام الى الامام، بل يعزز اللاسامية والرفض الفلسطيني. وبالذات عندما ينمو في العالم العربي معسكر يؤيد السلام مع إسرائيل فغريب وعجيب قليلا ان يكون هناك من يفضل محور الكراهية. هذه فرصة لحساب النفس في أوساط أولئك الذين يؤيدون السلام وحقوق الانسان ولكنهم يخدمون هدفا معاكسا. فهل ستكون لهم الشجاعة لعمل ذلك؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى