ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم بن درور يميني – معاهدة طويلة المدى

يديعوت– بقلم بن درور يميني – 17/9/2020

” الاتفاق مع الامارات والبحرين يتجاوز اتفاقات اوسلو والدولة الفلسطينية، يقضي على المبادرة العربية، يثبت صفقة القرن، يتنكر للحقوق المشروعة ويكتفي بالاحتياجات المشروعة للفلسطينيين وينتصر لنهج السلام الاقليمي على حساب السلام الفلسطيني أولا “.

إن اتفاق السلام مع اتحاد الامارات، مثل الملحق نحو اتفاق السلام مع البحرين، هما وثيقتان تهب فيهما روح السلام من كل سطر. التعاون في كل مجال: السياحة، الصحة، السفارات، الكثير من النوايا الطيبة. عندما حلمنا بشرق اوسط جديد فان هذه بالضبط هي الوثيقة التي حلمنا بها.

موت المبادرة السعودية

ولكن لا يدور الحديث عن الروح فقط. فالجانب العملي  هام أكثر  بقليل. فمقدمة الاتفاق تتضمن، وان لم يكن بكلمات صريحة، اعلانا عن نهاية خطة السلام العربية. حتى وان كانت تظهر في اجتماعات الجامعة العربية كأمر اعتيادي بنوده تؤكد الخطة – فانها لفظت انفاسها.

لا شيء مصادف. اتفاق السلام مع الامارات، والذي على اي حال سيكون الاساس للاتفاقات القادمة مع البحرين، وربما مع دول اخرى  يذكر اتفاقات السلام مع مصر والاردن. ولكن لا ذكر  لاتفاقات اوسلو ولا لدولة فلسطينية ايضا. كما لا توجد كلمة عن خطة السلام العربية التي اقرت في  2002.

هذه ضربة قاسية للفلسطينيين. إذ انه عندما عرضت السعودية خطتها للسلام – والتي تختلف عن خطة السلام العربية – كان الفلسطينيون هم الذين صرخوا النجدة أساسا. “نحن نفضل حق العودة على الدولة”، قال في حينه المندوب الفلسطيني الكبير فاروق القدومي. وقد نجح. المبادرة السعودية ماتت. وبدلا منها اقرت “خطة السلام العربية” التي اضيف لها الاعتراف بقرار 194 للجمعية العمومية للامم المتحدة والذي يعترف بـ “حق العودة”. والان حانت لحظة الانعطافة، بل وربما الثأر. وكأن العالم العربي يقول للفلسطينيين: نجحتم في ان تفرضوا علينا في حينه كل ما اردتم. هذا انتهى. التطبيع هنا. فالسعودية، حتى بدون اي اتفاق، اتخذت منذ الان الخطوة الاولى. فهي لم تقر فقط لاتحاد الامارات والبحرين بان تتقدما، بل نفذت لنفسها خطوة هامة كلها وكليلها تطبيع، عندما فتحت مجالها الجوي للرحلات الجوية الاسرائيلية.

المس بالفكرة الفلسطينية

ولاغضاب الفلسطينيين بعض الشيء، فان الاتفاق يتضمن ذكرا لـ “رؤيا السلام” لدونالد ترامب. اي ان صفقة القرن دخلت. وخطة السلام العربية خرجت. وعندها يأتي الملح الذي ينثره الاتفاق على جراح الفلسطينيين: حسب الاتفاق فان الطرفين “ملتزمان بالعمل معا على تحقيق حل متفق عليه للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يستجيب للاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعبين، والدفع الى الامام لاتفاق سلام شامل في الشرق الاوسط، الاستقرار والازدهار”.

لم تعد هناك بعد اليوم “حقوق مشروعة” توجد “احتياجات مشروعة”. من الصعب ان نصدق بان واضعي الصياغات الخبراء ومنهم رجال قانون بارزون لا يعرفون ما الفرق. ان يعرفون. مسيرة الاهانات لم تنتهي. كلمة “لاجئين” لا تظهر ببساطة. فمسألة “اللاجئين” هي اساس أسس الفكرة الفلسطينية. المزيد فالمزيد من القرارات اتخذتها في قضيتهم كل مؤسسات الامم المتحدة والجامعة العربية. هذا انتهى. وهم حتى لا يذكرون.

هذه ليست صفعة للفلسطينيين، هذه هزيمة للقيادة الفلسطينية. المزيد فالمزيد من المحللين العرب يخرجون من الخزانة، وهم يشرحون الاتفاق لرؤساء السلطة وحماس. اعطيناكم، منحناكم، ملأنا جيوبكم. ولكن ماذا فعلتم؟ سرتم مع صدام حسين. واصلنا اعطاءكم العالم بكامله. وماذا تفعلون الان؟ تقفون الى جانب ايران. تركتم الشعب الفلسطيني لمصيره في صالح جيوبكم الخاصة. انتم مذنبون، تقول موجة جديدة من المقالات، ونحن مللنا دفع الثمن عن الفساد والرفض. توجد لنا مصالح. ويكاد يكون كل سطر في الاتفاق يعبر عن الشهية للتعاون.

البند الذي يرسخ الاتفاق

يعنى البند الاول باقامة علاقات دبلوماسية. يعنى البند الثاني بـ“الاعتراف المتبادل بالسيادة وبحق العيش بسلام وأمن”.  يعنى البندان 4 و 6  بمكافحة الارهاب وبخلق اجواء السلام بما في ذلك التوافق على أن “يعمل الطرفان معا لمكافحة التطرف الذي يدفع الى الامام بالكراهية والخلاف وكذا الارهاب وتعليلاته”.

مشكوك أن يكون مثل هذا البند يمر مع دولة غربية. فالتعليلات للارهاب هي موضوع اعتيادي. يمكن التقدير  بان اسرائيل ايضا ستجد صعوبة في تنفيذ هذا البند. فالتفهم للارهاب، وهنا وهناك ايضا التعليلات للارهاب، اصبحت جزءا من “حرية التعبير” في الاعلام والاكاديميا.

يعنى البند 7 من الاتفاق بالتعاون الاستراتيجي لتحقيق شرق الاوسط يعيش بسلام. ويوضح البند 9 بان الاتفاق يكون بذاته دون اي صلة بخطوات تقوم بها جهات اخرى. وبتعبير آخر لا يفترض باي عمل لحماس، السلطة الفلسطينية، حزب الله أو اي دولة أن يؤثر على تنفيذ الاتفاق. وأكثر من ذلك، بقدر ما يكون تضارب بين التعهدات الدولية الاخرى وبين اتفاق السلام، ينبغي احترام الاخير.

انتصار “نهج السلام  الاقليمي”

قبل أقل من عقد أملنا بالربيع العربي. تلقينا سفك دماء وتطرف. يعبر الاتفاق عن روح جديدة، ربيعية، تهب ليس فقط بين اسرائيل ودول الخليج. فالمثقفون من القوى التقدمية – الاسرائيليين، العرب، اليهود وغيرهم – سيواصلون مكافحة التطبيع في جبهة مشتركة مع السلطة الفلسطينية، حماس، تركيا وايران.

والسؤال الان هو أي نهج سينتصر؟ ذاك الذي يرغب في التقدم في السلام الاقليمي (مرغوب فيه مع الفلسطينيين) لانه توجد  لكل الاطراف مصالح مشتركة أم ذاك الذي يروج للشقاق، النفاق، الكراهية والتحريض باسم القلق الزائف على “حقوق الفلسطينيين”.

نلنا هذا الاسبوع انتصارا للنهج الاول.  ينبغي الامل في أن تكون اسرائيل على ما يكفي من الحكمة كي لا يكون هذا النصر قصير الامد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى