يديعوت – بقلم بن – درور يميني – كيف يدور الدولاب

يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 18/1/2022
” ذات مرة كان العالم متعلقا بالنفط العربي. اما اليوم فلاجل اشعال ضوء في مدن عربية توجد حاجة للطاقة من انتاج إسرائيل. عجبا كيف يدور الدولاب “.
في مزيد ومزيد من اجزاء في لبنان تنفذ الكهرباء. في نصف مدينة بيروت، كما افيد أمس، لا توجد انترنت. اين الدول المجاورة؟ اين الاخوة العربية والاسلامية؟ تركيا تواجه مشاكل خاصة بها. اما عن سوريا فلا مجال للحديث. السيدة الكبرى، ايران، تواصل استثمار الاموال، نحو 700 مليون دولار في السنة بشكل مباشر، ولكن فقط في صناعة الموت لدى حزب الله. باقي دول النفط في علاقات متدهورة مع لبنان. واساسا بسبب حزب الله. بقيت جارة واحدة اخرى، اسرائيل. في اخبار 12 علم عن صفقة لتزويد الغاز من اسرائيل الى لبنان بوساطة امريكية. وقد نشرت وزارة الخارجية الامريكية نفيا انها توسطت في الصفقة. وفي لبنان ايضا اعلنوا ان لا اساس لهذا من الصحة. فهل كان ام لم يكن؟ مصريون، قالت لي محافل رفيعة المستوى في فرع الطاقة، يستوردون الغاز من اسرائيل. وبالتأكيد يحتمل أن يكون الغاز المصري يصل الى لبنان. صفقة دائرية. السير مع والشعور الى. ايهود يعاري، بالمناسبة، كشف الاتجاه قبل اربعة اشهر.
قبل سنوات ادعى د. يوفال شتاينتس الذي كان في حينه وزير الطاقة بان الغاز الاسرائيلي لا بد سيباع للدول العربية. ضحكوا عليه. فدولة مثل قطر هي قوة عظمى للغاز. يتبين أن الواقع اقوى بكثير حتى من توقعات شتاينتس. لان اليوم، كما ينبغي الانتباه، قسم كبير من الكهرباء في الاردن ينتجه غاز يصل من اسرائيل. ومصر، رغم انها منتجة غاز هي نفسها، تحتاج الى اضافات كبيرة من الغاز الاسرائيلي. ولبنان، الذي لا يريد أن يشتري الغاز الاسرائيلي بشكل مباشر، يضطر الان لان يشتريه عبر مصر. وبدون تصدر الغاز الاسرائيلي الى مصر، ما كان هناك اي احتمال لان يكون الغاز المصري، الذي يحتمل أن يكون هو في واقع الامر غاز اسرائيلي، سيصل الى لبنان. كما توجد ايضا درجات مختلفة من الجودة. الغاز الاسرائيلي هو في جودة عالية جدا.
ها هو امامنا دهاء التاريخ بكامل بهائه: في 1973 بدأت أزمة عالمية، بسبب النقص في النفط. وتفاقمت الازمة عندما قلصت الدول العربية توريد الطاقة للغرب، في ظل رفع ساحق للاسعار، كوسيلة ضغط ضد اسرائيل. وكانت احدى النتائج – انتاج سيارات اكثر توفيرا، وبحث عن طاقات بديلة. من النقمة تخرج نعمة. اما اليوم فاسرائيل هي مصدرة طاقة انظف قليلا الى الدول المجاورة. صحيح أنه في الاردن توجد مظاهرات ضد صفقة الغاز مع اسرائيل، لكن عمليا، اذا ما خضعت حكومة الاردن للمتظاهرين، او قررت اسرائيل وقف التوريد، فانه في حينه لن يكون للاردنيين انارة وفي الشتاء البارد سيتجمدون من البرد. وفي كل الاحوال، حسب استطلاع معهد زغبي في 2019، فان 72 في المئة من الاردنيين يؤيدون التطبيع مع اسرائيل حتى دون الاتفاق مع الفلسطينيين. ويمكن الافتراض بان القصر الملكي يعرف أن المظاهرات في جهة والواقع في جهة اخرى.
ادعى يعاري وعن حق بان النتيجة هي انه من خلال الطاقة التي تصدر من اسرائيل – سيتلقى حزب الله الطاقة لمشاريعه للصواريخ التي يفترض ان تضرب اسرائيل. عمليا، هذا بالضبط ما يحصل للطاقة التي توفرها اسرائيل لقطاع غزة. فهي لا تصل فقط الى المستشفيات والى تدفئة العجائز، فهي تستخدم ايضا في المخارط لانتاج الصواريخ التي تطلق الى اسرائيل. هذه معضلة غير بسيطة.
لبنان ينهار لانه رهينة حزب الله. المهم أن يكون لحزب الله مخزون سلاح يساوي مليارات كثيرة. اليمن اصبح منذ الان جزر خرائب. من انتاج متدن للفرد، 1.674 دولار في 2014 هبطت الدولة الى 758 دولار في 2018، على اي حال، يتواصل الهبوط. لكن للحوثيين، فروع ايران، الذين سيطروا على اليمن، المسيرات الاكثر تطورا وثمنا. امس، امس فقط، اطلق الحوثيون مسيرات كهذه نحو ابوظبي. تفجرت احداها قرب المطار في عاصمة الامارات. الميليشيات الشيعية الايرانية مسؤولة عن ضعضعة الحكم المنتخب في العراق. واذا ما اتيح لها فقط، فانها ستفعل للعراق ما فعلته لليمن. هكذا الجهاد الشيعي. هكذا ا لجهاد السُني. هذه قصة العقود الاخيرة: كل مكان في العالم الاسلامي يرفع فيه الاسلاميون الرأس او يسيطرون، النتيجة هي الدمار والخراب.
وبالمقابل، فان إسرائيل فقط جزيرة استقرار بل وأيضا مصدر طاقة. اتفاقات ابراهيم رفعت التجارة مع مصر والأردن. فهما لا تريدان ان تبقيا في الخلف. من السلام مع إسرائيل يوجد فقط مكاسب. من تدخل ايران والجهاد يوجد فقط خراب وسفك دماء. في لحظة ما، انشاء الله، سيفهم الفلسطينيون أيضا. ذات مرة كان العالم متعلقا بالنفط العربي. اما اليوم فلاجل اشعال ضوء في مدن عربية توجد حاجة للطاقة من انتاج إسرائيل. عجبا كيف يدور الدولاب.



