ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  بن – درور يميني –  فشل اسرائيلي

يديعوت– بقلم  بن – درور يميني – 19/7/2021

” على فرض ان برنامج بيغاسوس استخدم ضد الصحافيين والنشطاء، فان المسؤولية هي على دولة إسرائيل أيضا”.

تكنولوجيا العليا هي فخرنا. امة الاستحداث. هذه هي القاطرة التي تقود الاقتصاد الاسرائيلي. المشكلة هي انه لا يوجد خير بلا شر. وافعال شركة NSO توفر، اغلب الظن، الجانب المظلم من التكنولوجيا العليا الإسرائيلية. برنامج تجسس لشركة إسرائيلية خاصة، كما قال العنوان الرئيس في “واشنطن بوست”، اقتحم هواتف صحافيين ونشطاء في ارجاء العالم. ويتعلق كشف امس بسلسلة طويلة من الصحافيين والنشطاء في دول مثل المكسيك، الهند، السعودية وغيرها. لقد سبق أن نشرت في الماضي انباء عن ان برنامج التجسس، بيغاسوس ساعد في تعقب الصحافي السعودي جمال خاشقجي المغدور.

يستوجب الكفاح ضد الإرهاب نزع القفازات. لا يوجد في هذا المجال حرص زائد على حقوق الانسان او لحماية الخصوصية. وطالما استخدم برنامج التجسس للكشف عن مشاركين في الإرهاب – فان شركة NSO، او أي شركة أخرى تمنع عملية إرهابية واحدة – جديرة بالتحية. المشكلة هي انه في اللحظة التي تشتري فيها دولة ما البرناج، فان بوسعها أن تجعل كل منشق هدفا.  وحسب ما  كشفه نشر أمس فان برنامج التجسس حاول الوصول الى عشرات الاف الاشخاص ممن ليس لهم أي صلة بالإرهاب أو حتى بمخالفات جنائية، في سلسلة طويلة من الدول. عشرات الاف الصحافيين والنشطاء كانوا اغلب الظن عرضة للملاحقة. ولكن لا حاجة لعشرات الالاف لطرح علامات استفهام على عمل الشركة. كل صحافية كانت تحت الملاحقة – هي واحدة اكثر مما ينبغي. 

ان المنتج الأساس لشركة NSOهو برنامج بيغاسوس الذي استخدم ويستخدم للتجسس. وبسبب طبيعته يعد البرنامج سلاحا. ولهذا فان كل صفقة بين الشركة وبين أي دولة تستوجب إذن وزارة الدفاع ووزارة الخارجية. وعلى فرض أن البرنامج استخدم بالفعل ضد صحافيين ونشطاء، فان المسؤولية هي أيضا على دولة إسرائيل. لقد فشلت آليات الرقابة لديها. وفي منشورات امس لا يزال لا يوجد اتهام مباشر لدولة إسرائيل، ولكن اسم إسرائيل يلعب منذ الان دور النجم في التغطية الإعلامية التي أعطيت لهذا الكشف. 

هذه ليست المرة الأولى التي  يرتبط فيها اسم NSO باقتحام هواتف صحافيين ونشطاء. شركة واتس اب رفعت دعوى ضد الشركة الإسرائيلية منذ 2019، في ولاية كاليفورنا، بادعاء انه كان اقتحام لمئة حساب. وفي سياق السنين تراكمت شكاوى أخرى. العنوان، بالتالي، كان على الحائط.  كثير من العناوين. احد ما في أجهزة الرقابة والترخيص، في وزارتي الدفاع والخارجية، كان يفترض أن  يفحص ما الذي يحصل مع الشركة الإسرائيلية التي ارتبط اسمها بهجمات سايبر ليس لها أي صلة بمكافحة الإرهاب. يحتمل أن يذوي أيضا الكشف الحالي بعد بضعة أيام، مثلما هو حال الكثير من الكشوفات. اما الشركة نفسها فتنفي الكشف بشأن ملاحقة صحافيين بل وتدعي بان لديها الوسائل لالغاء ملاحقة غير سليمة تمارسها دولة ما. الكشف ورد فعل الشركة على حد سواء جديران بالفحص. ولان حرية الصحافة هي على بؤرة الاستهداف. ما حصل في دول أخرى، ربما لا يزال يحصل. من شأنه أن يزحف الى دول إضافية، بما في ذلك إسرائيل نفسها. يجدر بنا أن نبقى مع عين مفتوحة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى