ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم بن – درور يميني- شكرا لك يا ترامب

يديعوت– بقلم بندرور يميني– 9/11/2020

الاعلام في اسرائيل تجاهل تماما تقريبا الامور الطيبة التي فعلها الرجل. هكذا بحيث انه مسموح أن نذكر انه رغم كل شيء وبعد كل شيء لم يكن ترامب فقط صديقا شخصيا لنتنياهو، فقد فعل بضعة امور طيبة.  صديق عظيم لاسرائيل ينزل عن المسرح. مسموح بل ويجب ان يقال له شكرا “.

شيء ما مخروق عندنا، وعفوا على التعبير.

صحيح أنه رجل فظ. صحيح أنه غير مؤدب. صحيح كانت له تعابير مثيرة للحفيظة. ولا يزال، قرابة 50 في المئة من الامريكيين يؤيدونه، ونسبة أكبر من الاسرائيليين يمتنون لجميله. ليس مؤكدا انهم محقون. لو كنت امريكيا، لكان مشكوكا ان اصوت له. ولكن يخيل ان الان، الان بالذات، عندما ينزل عن المسرح، ينبغي أن تقال له كلمة اخرى: شكرا.

وهذا مغيظ، لانه من اللحظة التي علم فيها أن جو بايدن هو الفائز، فان الانطباع الناشيء في استديوهات التلفزيون ومعظم قنوات وسائل الاعلام في اسرائيل هو أن عدو الشعب اليهودي نزل عن المسرح. على مدى ساعات طويلة بالكاد سمع صوت يمثل موقف آخر. نحن نعرف ان وسائل الاعلام بعيدة عن التوازن، ولكنها انجرفت قليلا. لانه بدون ترامب ما كنا سنصل الى السلام مع ثلاث دول عربية، وبدون ترامب ما كان سيكون اعتراف بالقدس كعاصمة دولة اسرائيل، وبدون ترامب ما كان يمكن أن يكون اعتراف بسيادة اسرائيل في الجولان. ولاولئك بيننا ممن يوجدون في الطرف  الاكثر حمائمي من الخريطة السياسية: بدون ترامب كانتحكومة نتنياهو ستقودنا الى مصيبة الضم. وبفضل مبادرة ترامب للسلام، غير كاملة الاوصاف، فان اليمين الاسرائيلي ايضا اضطر لان يهضم حقيقة أن الفلسطينيين جديرون بدولة على الاقل على 70 في المئة من مناطق يهودا والسامرة، وكذا لعلاوة اراضٍ من اسرائيل. إذن نعم، بفضل ترامب يفترض باليمين أن يفهم بان الصديق الاكبر لاسرائيل في العالم ايضا لا يشتري حلم المستوطنات بلا توقف والذي سيؤدي الى دولة واحدة.

ولكن حسب ما انعكس في وسائل الاعلام اصبحنا ناكرين للجميل. فالاتفاق النووي الذي اعده جون كيري وفدريكا موغريني منح ايران الاذن بمواصلة التآمر الاقليمي، تسليح حزب الله، تطوير صواريخ باليستية، وبالاساس – مواصلة تهديد مجرد وجود دولة اسرائيل. وبالمقابل، ميل عدد لا يحصى من التسهيلات والامتيازات. يمكن الجدال في الطريق السليم لمواجهة التهديد الايراني، ولكن واضح ان نزعة المصالحة التي ابداها الغرب، على جانبي المحيط الاطلسي، كانت سيئة للعالم العربي، سيئة لاسرائيل وسيئة للسلام العالمي. فهل ترامب هو المشكلة إذن؟

لقد حظي بايدن بـ 75 مليون صوت. ولا يزال، حصل ترامب على 70 مليون، ولكنها لا تحتسب. حتى نشوب وباء الكورونا قاد ترامب سياسة اقتصادية ساهمت بالذات بتقديس الفوارق. صحيح أنه كذب لا توقف، ولكنه لم يختلق اي شيء. الدوائر التقدمية بالذات، التي اصبح ترامب عدوا لها، اختلقت ثقافة الاكاذيب قبله بكثير. فمعظم فترة ولاية ترامب في البيت الابيض جرت تحت ظلها تحقيقات، وبالاساس ذاك الذي بدأ مع جيمز كومي وتواصل في التحقيق الرسمي لروبرت مولر بشأن النبش الروسي حين كان الهدف محدد مسبقا. وتمخض الجبل فولد فأرا. هكذا بحيث أن الرئيس الامريكي المنصرف انضم بالاجمال الى ثقافة الاكاذيب، ولم يختلقها.

مسموح ويجب انتقاد ترامب الذي احتقر النساء، ومن الصعب بعض الشيء الحديث ثناء عن زعيم يرفض احترام نتائج الانتخابات. يخيل أن معظم قنوات وسائل الاعلام اهتمت بان تذكر المرة تلو الاخرى مساويء هذا الرجل. ولكن الاعلام في اسرائيل تجاهل تماما تقريبا الامور الطيبة التي فعلها الرجل. هكذا بحيث انه مسموح أن نذكر انه رغم كل شيء وبعد كل شيء لم يكن ترامب فقط صديقا شخصيا لنتنياهو، فقد فعل بضعة امور طيبة.  صديق عظيم لاسرائيل ينزل عن المسرح. مسموح بل ويجب ان يقال له شكرا.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى