ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم بن درور يميني – الاعتذار لا يكفي

يديعوت– بقلم  بن  درور يميني – 9/9/2020

 اعتذار نتنياهو، دون صلة بدوافعه، ليس نهاية مطلقة. هذه المرة، كما ينبغي الاعتراف، ثمة حق في المطالبة بالتحقيق، حتى لو جاءت من الاطراف السياسية القصوى “.

بقدر ما يتعلق الامر بافراد الشرطة الذين كانوا في الميدان، كانت هذه مأساة. فقد كانوا في مهمة حراسة لغرض اخلاء منازل عائلات بدوية. وكان هذا في الشتاء. ساعة صباحية مبكرة. سيارة يقودها واحد من سكان المكان صدم بشرطي، العريف أول ايرز عمادي – ليفي الراحل، الذي قتل على الفور. بعد بضع ساعات من ذلك، وفي اثنا ء الجنازة، قال المفتش العام للشرطة في حينه روني ألشيخ: “لاسفي ثمة من يستغلون كل وضعية لاجل خلق الارهاب، بمن فيهم مخرب نذل استغل لحظة مناسة، أسرع متجاهلا افراد الشرطة الذين كانوا منتشرين على جانبي الطريق واشاروا اليه بان يتوقف”. فتح تحقيق. ومنذ زمن بعيد بات معروفا انه لم تكن لحظة مناسبة، ولم يكن هذا عملا ارهابيا، والسائق لم يسرع في سيارته. ومشكوك أن يكون حتى لاحظ على الاطلاق احدا ما اشار له بوقف السيارة، وهو لم يكن مخربا. ولكن هذا ما اعتقده، اغلب الظن اولئك الذين اطلقوا النار على الفور على السائق الصادم، يعقوب ابو القيعان، وتسببوا بموته. لقد كان معلم رياضيات، نائب مدير مدرسة.

اعتذر رئيس الوزراء امس عن التصنيف المتسرع الذي جعل القيعان مخربا. المشكلة هي في التوقيت. فأول أمس نشر الصحافي عميت سيغال جزء من التصرفات من خلف الكواليس. فقد توصل تحقيق دائرة التحقيق مع الشرطة “ماحش” بسرعة شديدة الى الاستنتاج في قضية القيعان، ولكن ألشيخ اصر على أنه مخرب، في ظل مسه بالدائرة. وبدلا من التنديد بالمفتش العام، حظي باسناد من قمة النيابة العامة. حتى امس، رغم أن استنتاجات التحقيقات نشرت في وسائل الاعلام لم يجد مصدر رسمي من الصواب الاعتذار للعائلة. وبقيت الامور غامضة. فمتى تصبح الصورة لا ليس فيها اكثر بكثير؟ فقط حين ترتبط بصراع لا ينتهي بين محافل انفاذ القانون ونتنياهو. 

يمكن النزول باللائمة على نتنياهو. لماذا الان فقط؟ فقد كان يفترض بك ان تعرف. يمكن ان يعزى له استغلال للكشف الصحفي كي يتحاسب مع الشرطة. ولكن في ملابسات القضية نتنياهو ليس المشكلة. المشكلة هي ألشيخ واولئك الذين غطوا عليه وعلى رأسهم النائب العام للدولة السابق شاي نيتسان.  لقد اعتدنا تحقيقات تبقي ملفات مفتوحة على مدى السنين، ولا سيما عندما يدور الحديث عن شخصيات عامة. كما أن التسبب بالموت الزائد للقيعان بقي ملفا مفتوحا رغم أن كل المكتشفات شهدت على أن دهس الشرطي ايضا كان بالخطأ.

ان اعتذار نتنياهو، دون صلة بدوافعه، ليس نهاية مطلقة. هذه المرة، كما ينبغي الاعتراف، ثمة حق في المطالب بالتحقيق، حتى لو جاءت من الاطراف السياسية القصوى – النائب بتسلئيل سموتريتش من جهة والقائمة المشتركة من جهة اخرى. هم محقون، لان نيتسان اعترف بان سلوك الشيخ كان “فضائحيا”. ولكنه منح التغطية التي لا تقل فضائحية، بحيث أنه بقيت اسئلة مفتوحة. لماذا اصر الشيخ على أنه مخرب؟ لماذا صمت نيتسان؟ ماذا حصل هناك. انتهى العصر الذي يمكن لمثل هذا السلوك أن يبقى في الظلام. ثمة حاجة للكشف. حتى لو من خلال لجنة تحقيق. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى