ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم  ايتان غلبوع –  بايدن وايران ، قنبلة موقوتة

يديعوت– بقلم  ايتان غلبوع ، خبير في الشؤون الامريكية وباحث كبير في مركز بيغن السادات – 4/2/2021

” سياسة نتنياهو فشلت، ايران قريبة اليوم من القنبلة اكثر من أي وقت مضى. وسياسة ترامب للعقوبات هي الأخرى فشلت. على إسرائيل اليوم ان تسعى بالتعاون مع الشركاء العرب ان تؤثر  على المفاوضات مع ايران “.

سيكون وقف القنبلة الايرانية الاختبار الاهم لبايدن في شؤون الخارجية والامن. فهو معني بان يبدأ في مفاوضات مع طهران على العودة مع تعديلات للاتفاق النووي الذي وقعه اوباما في تموز  2015 والغاه ترامب. المؤشرات الاولية للعودة الى الاتفاق غير مشجعة. 

الفريق الذي ادار المفاوضات هم الاشخاص اياهم الذين اداروا الدبلوماسية التي أدت الى اتفاق 2015. 

طوني بلنيكن هو وزير الخارجية؛ نائبته هي ويندي شيرمان، التي كانت الجهة المهنية التي صممت سواء الاتصالات الفاشلة لوقف السلاح النووي لكوريا الشمالية أم المفاوضات مع ايران؛ جيك سليبان، مستشار الامن القومي؛ بيل برنس، رئيس وكالة الاستخبارات السي.اي.اي وروبرت مالي، المبعوث الخاص لايران. اجريا المفاوضات التي ادت الى اتفاق 2015، بما في ذلك الاتصالات السرية. 

السؤال المركزي حول هذا الفريق هل سيرغب فقط في أن يثبت بان اتفاق اوباما كان جيدا والغاء ترامب له كان خطأ، ام انه سيستخلص الدروس من الاخطاء التي ارتكبت في الاتفاق ومن المعطيات في الميدان التي تغيرت منذ وقع؟ لقد كانت الاخطاء سواء في ادارة المفاوضات ام في الاتفاق. فقد اظهر اوباما حماسة زائدة للوصول الى اتفاق، ورغم أنه كرر عدة مرات القول ان “كل الخيارات مفتوحة”، كان واضحا انه لم يكن في نيته استخدام الخيار العسكري. وهذا شدد مواقف ايران وحقق لها اتفاقا مريحا. وهذه الامور تبدو واضحة اليوم ايضا. 

ان مساعي اوباما وترامب لوقف القنبلة استندت الى فرضة مغلوطة مشابهة. فقد اعتقد اوباما بان الاعتراف بمكانة ايران كقوة عظمى اقليمية، تحرير مئات مليارات الدولارات التي جمدت وفتح ايران للتجارة والاستثمار مع الغرب ستؤدي الى تعزيز المعتدلين واضعاف الحرس الثوري وفي النهاية حتى الى تغيير النظام في طهران. اما ترامب فافترض ان العقوبات المتشددة التي فرضها على ايران ستؤدي الى اضطرابات داخلية والى ضعضعة النظام. وقد تجاهلت الفرضيتان قدرة النظام على أن يقمع بعنف شديد كل محاولة للثورة. ولم يعزز الاتفاق المعتدلين. 

تتوقع ايران ان يغير بايدن سياسة ترامب المتشددة بالسياسة الرقيقة لاوباما. وقد عرضت مطالب قبل بدء المفاوضات وفي الاسابيع الاخيرة تخوض حربا نفسية من خلال المناورات والتجارب العسكرية كي تطلق اشارة عن تصميمها لان تطالب قبل بدء المفاوضات بالالغاء الفوري لعقوبات ترامب والعودة الى اتفاق 2015 كما هو. طلب بلينكن أن تنفذ ايران اولا دورها في اتفاق 2015. ولكن هذه ايضا مجرد خطوة موقف بداية قبيل المفاوضات. كما أن رئيس الاركان كوخافي شارك في تبادل الرسائل حين حذر من العودة الى الاتفاق، حتى مع تعديلات. منع مجلس الامن، الذي أقر اتفاق 2015 تطوير صواريخ باليستية ذات قدرة على حمل قنابل نووية. واصلت ايران تنفيذ التجارب على مثل هذه الصواريخ. لم يتطرق الاتفاق الى سلوك ايران العنيف في المنطقة وهو يفترض أن ينتهي بعد خمس سنوات. جمعت ايران كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب، اعلنت انها ستخصبه الى 20 في المئة وتبني المنشآت. معنى كل هذا هو فقط التسريع للقنبلة. وسيتعين على بايدن ان يصل الى اتفاق يشمل موقفا من كل هذه المواضيع  ويسري مفعوله لفترة طويلة.

سياسة نتنياهو فشلت. ايران قريبة اليوم من القنبلة اكثر من أي وقت مضى. اتفاق 2015 وقع رغم الصراع الشديد الذي خاضه نتنياهو ضد أوباما. استراتيجية ترامب للعقوبات، التي صممت بتشجيع من نتنياهو، فشلت هي الأخرى. فريق أوباما –بايدن مشحون برواسب ضد نتنياهو. رغم ذلك، مع حلفائها العربيات على إسرائيل ان تبذل جهدا لان تكون ضالعة في المفاوضات المتوقعة والتأثير عليها. 

*****

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى