ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – فيلم رعب تركي ..!!

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 14/11/2021

” تركيا هي الدولة غير آمنة للسائح الاسرائيلي. ليس بسبب التركي في الشارع بل بسبب النظام التهكمي والمعادي الذي جعل اسرائيل عدوا فقط كي يحافظ على كرسي السلطان. اسرائيل على اي حال لا يمكنها أن تفرض عليه عقوبات – وبالتالي فهي ايضا عدو مريح “.

زوجان من سواقي  الباصات الاسرائيليين علقا في  فيلم رعب تركي في قلبه حرب بقاء سياسية لسلطان مريض. وبذات القدر كان يمكن لهما أن يكونان زوجين هولنديين أو أمريكيين. ولكن الاسرائيليين هم دوما جذابين بسبب العلاقة بالموساد مما يسمح بخلق عناوين رئيسة. وهذا بالضبط ما يريده الرئيس اردوغان. الكثير من العناوين الرئيسة التي تصرف الانتباه عن النقد الجماهيري القاسي الموجه ضده وضد الحزب الحاكم في تركيا وتعزز شعبيته المتآكلة. فخلق أزمات دولية مع دول اخرى – ومرغوب فيه الا تكون  اسلامية، هو نمط عمل متكرر لديه، هدفه تعزيز مكانته في الاستطلاعات. فقد خلق اردوغان في السنوات الاخية ازمات كهذه حيال المانيا، روسيا، هولندا، الولايات المتحدة، وحتى حيال الصين. وكان مستعدا لان يتعرض لعقوبات امريكية وتهديدات اوروبية على أن يوحد الشعب حوله ويعزز كرسيه. والان، حين يكون خطر ان تفوز المعارضة بالحكم في الانتخابات العامة في 2023، مثلما سبق أن حصل في الانتخابات لبلدية اسطنبول في 2019، تعود أيضا “قصص الموساد”. قبل نحو شهر فقط حاول اردوغان خلق أزمة حول 15 “عميل موساد” اعتقلوا بتهمة التجسس على حماس. وفي النهاية تبين أن هؤلاء مسلمون، معظمهم فلسطينيون من سكان غزة لم يكن لهم فكرة عمن يعملون لديه. القصة لم تتطور ولم تخلق الزخم الذي عول عليه الحكم. 

الزوجان السائقان وقعا في ايدي الاتراك كثمرة ناضجة. وللنظام الان يوجد ما لا يقل عن 20 يوما كي يخرج لدولة اسرائيل النفس وان يخلق عناوين وطنية – قومية داخل تركيا. فالى جانب الاجراءات القضائية ستبدأ محادثات بين الدولتين في الغرف المغلقة وسيطلب الاتراك بل وسيطلبون. سيحاولون مثلا تحسين مكانتهم في الحرم من خلال جمعيات لهم في المكان. وسيطالبون من اسرائيل أن تعتذر عن التجسس وسيهتمون بالتسهيلات لحماس في غزة. واذا لم تفعل هذه العناوين اللازمة فسيجدون احدا ما ممثلية اسرائيلية ما ويطردونه. 

بعد اكثر من 20 سنة حكم، اردوغان على حافة فقدان صوابه. في ايلول قفزت الاسعار للمستهلك في تركيا باكثر من 19 في المئة. وفي تشرين الاول بلغت هذه 29 في المئة. التضخم المالي يندفع. قيمة العملة تهبط، البطالة ترتفع، احتياطات العملية الاجنبية تنهار،  الاستثمارات الاجنبية لا تصل والسياحة – احد الفروع الهامة في تركيا – لم تنتعش بعد. التوقعات لتحسن الوضع الاقتصادي غير متفائلة. واردوغان يتخذ سياسة اقتصادية شعبوية. فهو يضغط مثلا لتخفيض سعر الفائدة قبل كل شيء كي يتزلف لقاعدته الاسلامية – التي ترى في الفائدة عملا يتنافى مع الاسلام. ولارضائهم نجده مستعدا لان يقضم من استقلالية البنك المركزي الذي يعارض سياسته، ويدفع الاقتصاد التركي الى مزيد من التدهور. 

كما أن اردوغان يواجه اليوم انتقادا على الفساد. فالاضرار الهائلة التي تسببت بها الحرائق التي المت بتركيا في الاشهر الاخيرة تعد في نظر الجمهور وليدة فساد خلقه الاهمال. وبالتالي فانه لاجل تغيير الرأي العام فانه يغير الدستور ايضا.  وتغيير الدستور سيسمح مثلا بتخفيض نسبة الحسم مما سيسمح لاحزاب صغيرة، شريكة في الحكم لان تدخل الى البرلمان في الانتخابات القادمة. وبالتوازي، يشدد على الرقابة وعلى الاعلام ويقضم من صلاحيات المؤسسات التي تشرف على الانتخابات. 

ينبغي أن نستوعب: تركيا هي الدولة غير آمنة للسائح الاسرائيل. ليس بسبب التركي في الشارع بل بسبب النظام التهكمي والمعادي الذي جعل اسرائيل عدوا فقط كي يحافظ على كرسي السلطان. اسرائيل على اي حال لا يمكنها أن تفرض عليه عقوبات – وبالتالي فهي ايضا عدو مريح. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى