ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – درس في الردع

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان  – 8/12/2019

تبني القوى العظمى لنفسها قدرات ردع ورد متطرفة على نحو خاص، تعتمد على ثلاثة أقدام: قدم تحت بحرية من خلال الغواصات، قدم جوية وقدم برية في شكل صواريخ أرض – أرض بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس متفجرة كبيرة. هذه بوليصة تأمين  تستهدف منع كل عدو من الانتصار عليك وربما ايضا ابادتك. وفقا لمنشورات أجنبية  تحوز اسرائيل قريبا من الصدر بوليصة التأمين الثلاثية هذه. عندما قال رئيس الاركان الاسبق غادي آيزنكوت مؤخرا لـ “يديعوت احرونوت” ان دولة اسرائيل هي دولة لا يمكن الانتصار عليها، فانه قصد على ما يبدو هذه القدرات. وحتى عندما  تبكي وزارة المالية ميزانية الدفاع فانها لا تقصد تمويل الجنود. وهي تعرف الى اين يذهب المال الكبير.

يوم الجمعة اعلنت وزارة الدفاع عن “تجربة اطلاق منظومة تحريك صاروخية“. هذه  التجارب يخطط لها مسبقا كجزء من خطة عمل عادية تستهدف تعزيز القدرات او فحص تطويرات جديدة. ولكن على الطريق تخدم ايضا موضوع الردع. والرسالة بالتأكيد تستوعب بسرعة.

لا يحتاج الايرانيون الى بيانات الناطق بلسان وزارة الدفاع. إذ ان بوسعهم ان يكتشفوا بقواهم الذاتية اطلاق صواريخ باليستية من اسرائيل أو الحصول على معلومات من جهات اخرى – الروس مثلا– الذين يتابعون تجارب من هذا النوع.

وزير الخارجية الايراني، ظريف، استغل الحدث على الفور في صالح الدعاية الايرانية، فاعلن بان اسرائيل تهدد ايران بصواريخ باليستية تحمل رؤوسا متفجرة نووية  وهاجم الطلب الاوروبي من ايران نزع صواريخها بعيدة المدى. وسواء كان محقا بالنسبة للقدرات الاسرائيلية أم لا، فان هذا القول هو جزء من لعبة الردع المتبادل الذي يجري بين اسرائيل وايران، ولا يزال في الملعب التقليدي. في الاشهر الاخيرة احتدمت هذه اللعبة في ضوء الخوف من نوايا ايرانية لتنفيذ هجوم صاروخي ضد اهداف في اسرائيل لردعها عن  مواصلة ما يرونه كتخريب على بناء البنية التحتية الايرانية في سوريا وفي العراق.

يمكن لظريف بالتأكيد ان يفترض بان اطلاق الصاروخ في نهاية الاسبوع جاء للاشارة له بان لاسرائيل قدرة – وربما نية ايضا – للرد على كل هجوم ايراني بالهجوم على اهداف أليمة على اراضي ايران نفسها، بالصواريخ ايضا.

كل العالم يخرج من نقطة افتراض بانه ابتداء من ايلول 1988، حين اطلقت اسرائيل صاروخ  التجسس “اوفك 1” الى الفضاء من خلال وسيلة اطلاق تتحرك بالوقود الصلبة – فان لاسرائيل قدرات على انتاج صاروخ عابر للقارات يصل الى مدى بضعة الاف كيلو متر. وعلى مدى السنين نشرت معطيات عن صاروخ اسرائيلي يصل الى مدى 4000 – 7000 كيلو متر (هذا منوط باي فترة ومن كان الناشر). واستخدمت المنشورات الاسم السري التاريخي “مشروع يريحو” الذي ولد في الستينيات في فرنسا في مصانع “باسو” التي انتجت في حينه الصواريخ لاسرائيل. لا بد أن الاسماء تغيرت منذئذ، تمام مثلما لم تعد اسرائيل منذ زمن بعيد بحاجة لفرنسا كي تنتج الصواريخ.

فضلا  عن ذلك، وحسب منشورات اجنبية، فان اسرائيل هي واحدة من اصل عشر دولة في العالم تنتج وحدها صواريخ عابرة للقارات بما في ذلك المحركات الصاروخية الثقيلة لها. المقاول الرئيس للمشروع آنف الذكر، وفقا لتلك المنشورات هي الصناعية الجوية ومصنع المحركات هو مصنع حكومي يسمى “تومر”.

الايرانيون يفعلون الامر ذات. المرحلة الاولى في وسيلة اطلاق الاقمار الصناعية الايرانية “سفير” هو عمليا الصاروخ الباليستي “شهاب 3” الذي يهدد اسرائيل. يوم الجمعة استعرضت اسرائيل العضلات، الى الخارج والى الداخل.  ويمكن للقيادة السياسية أن تبث الان ثقة اكبر بكثير في ضوء نجاح التجربة. فنحن قوة عظمى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى