ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان- حماس تندفع نحو المواجهة

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان– 10/5/2021

حماس قررت اخذ المخاطرة والخروج الى مواجهة مع اسرائيل. ليس لها الوقت للتردد، فتحت امامها نافذة فرص. هدفها ان تحظى بالصدارة ليس فقط في غزة بل وفي الضفة ايضا وتقود المجتمع الفلسطيني  “.

العناوين تجتذب  الى القدس: يوم القدس، مسيرة الاعلام، يوم النكبة، الشيخ جراح، ولكن هذه هي محطات في الطريق الى المواجهة. قلب القصة هو غزة: منظمة حماس قررت أخذ المخاطرة والخروج الى مواجهة مسلحة مع اسرائيل.ليس لها الكثير من الوقت للتردد، فتحت امامها نافذة فرص تاريخية، محدودة في الزمن، لان تنال الصدارة ليس فقط في غزة بل وايضا في الضفة ولقيادة المجتمع الفلسطيني.

المواجهة المسلحة مع اسرائيل هي وسيلة للارتفاع درجة في الوعي الفلسطيني كقوة رائدة. نحن نوجد اليوم في مرحلة حرجة من خطة حماس تنتج فيها أو تستغل احداثا كي تجر اسرائيل الى رد عنيف. فاطلاق عشرات الصواريخ الى عمق اسرائيل دون أن تتمكن من أن تعرض، قبل ذلك، للجمهور الفلسطيني وللعالم العربي صور عشرات القتلى في الضفة او دمار تسبب به قصف اسرائيلي في غزة – سيجعل من الصعب عليها تجنيد الرأي  العام. تجنيد سكان غزة هو حيوي من ناحيتها. إذ انهم هم الذين سيدفعون ثمن المواجهة. واجماع فلسطيني وتأييد عربي في اثناء جولة عنيفة اخرى مع اسرائيل لن يحسن فقط مكانة حماس بل وايضا سيسرع ضغوطا دولة لانهاء المعركة بينما حماس تقف على قدميها فتنشد اناشيد النصر، مثلما في الماضي.

في الجمعة وفي السبت الاخيرين – على خلفية الاضطرابات في القدس –  استعدت اسرائيل لنار الصواريخ من غزة. وأقرت شعبة العمليات لسلاح الجو الاستعداد لموجة واسعة من الهجمات في القطاع.  غير ان حماس فاجأت اسرائيل: لم تطلق النار – باستثناء صاروخ واحد. ربما لان هناك احدا ما يخشى من رد اسرائيلي بقوة غير متوقعة. وهم ينتظرون أن تكبو اسرائيل فترتكب خطوة تضعهم ظاهرا في وضع “اللامفر”.  تبني حماس على التصعيد بالتدريج: بالونات، حرائق،  مظاهرات على السياج، وحدات الارباك الليلية، أما اسرائيل، حاليا فلا تخدمها. لا يوجد تعزيز كبير للقوات حول غزة باستثناء القبة الحديدية وذلك كي لا ترفع التوتر. وعلى اي حال، فان سلاح الجو  هو الذي سيقوم بالمهمة.

وبالتوازي تنقل اسرائيل رسائل تهدئة من خلال العالم العربي الذي تحاول حماس تجنيده. مصدر عسكري رفيع المستوى اعلن بان الرد “الطفيف” لحماس حتى الان هو دليل على أن ليس لها نية لتصعيد الوضع. هذا بث للوعي يستهدف التهدئة.

ولكن لحماس  توجد كل الاسباب التي تجعها تضرم النار الان بالذات في شعلة كبرى. فاسرائيل توجد في فترة سلطوية انتقالية، وفي حماس يقدرون بان القادة في اسرائيل لا يوجدون في وضع من اعلان الحرب على القطاع. في السلطة الفلسطينية، منذ اعلان ابو مازن عن الغاء الانتخابات،يوجد الرئيس الفلسطيني وفصيل فتح الذي يقوده في اسفل الدرك. لا يوجد رب بيت في الضفة.

حماس تركز جهدين: في الساحة العسكرية تحاول اشعال انتفاضة في الضفة، فيما تدفع نحو موجة اعمال شغب وعمليات ضد اهداف اسرائيلية. في الجنوب تحاول أن تشعل الحدود بالتدريج، بحيث أن الصلية لعسقلان  امس تشكل محاولة اخرى لجر اسرائيل لرد دراماتيكي. وفي الساحة السياسية تخلق جبهة مشتركة مع كل القوى السياسية التي تضررت كنتيجة لالغاء الانتخابات وتبني تحالفا تقف على رأسه. وهذا منذ   اليوم  هو  اكبر  من ذاك الذي يمثله ابو مازن.

ان مواجهة مسلحة مع اسرائيل ستجعل حماس تقفز، بطرق قصيرة، الى الهدف. غير ان  نافذة فرصها محدودة الزمن:  في اسرائيل على ما يبدو ستقوم حكومة، السلطة في الضفة – على الاقل خلفاء ابو مازن – سيصحون لانهم يفهمون الخطر، ايام ما قبل العيد والعيد الفلسطينية ستنقضي، رمضان سينتهي، التوتر سيتبدد.  حماس تريد أن تضرب الحديد هو حامٍ. وسلوك اسرائيلي حكيم يمكن أن يصب ماء باردا عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى