ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – تحذير عالي المستوى

يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان – 2/7/2021

زيارة كوخافي لواشنطن شكلت حوارا مع الادارة الامريكية حول المفاوضات المتجددة مع ايران وطرح اسئلة كثيرة ليست لها اجابات الان. اسرائيل من ناحيتها تستعد للرد العسكري وتترك لنفسها حرية الحركة “.

في قاعة المحاضرات في  فندق فيلرد في  واشنطن صاد صمت وحالة من الاهتمام.  رئيس  هيئة الاركان  الفريق  افيف  كوخافي وقف على المنصة بينما يقف  امامه حول الطاولة حوالي عشرين من الادمغة الرفيعة في الولايات المتحدة في مجال الامن القومي. كان هناك وزراء دفاع سابقين، رؤساء هيئات اركان مدمجة، متقاعدين ورؤساء مراكز ابحاث ريادية. مصدر دبلوماسي اسرائيلي في واشنطن كان قد شارك في اللقاء انتبه للتفاصيل في خطاب رئيس  هيئة الاركان. كوخافي  أكد امام  سامعيه بان قرار اسرائيل  باحباط المشروع النووي العسكري الايراني كان قد اتخذ قبل الانتخابات الامريكية بعام تقريبا. ومن قبل  أن يبدأ الحديث حول العودة للاتفاق النووي. رئيس هيئة الاركان اوضح ان الجيش اعد على الاقل ثلاث خطط عملياتية لتحقيق هذا الغرض.  حكومة نتنياهو اتاحت الميزانية للمشروع وحكومة بينيت تعهدت باضافة مبالغ غير قليلة لاستكمال الفجوات في الجاهزية باسرع وقت ممكن.

كل واحدة من هذه الخطط قائمة بذاتها وتعكس  مستويات مختلفة  من الحاق الضرر  بالقدرات العسكرية النووية الايرانية. التحديات التي واجهت المستوى  العسكري في خضم ذلك تختلف كثيرا عما كان قد واجهه الجيش واعده قبل  عقد من الزمان في عهد باراك – اشكنازي. على سبيل المثال المنظومة الجوية الايرانية اليوم اكبر بستة اضعاف عما كانت عليه قبل عقد من الزمان. هذا ناهيك عن الصواريخ المتقدمة S-400 بنسختها الإيرانية. كما أن عدد المواقع النووية الموجودة في باطن الأردن قد ازداد. الخبراء الامريكيون كانوا مؤدبين بدرجة دفعتهم لعدم إعطاء تفصيلات إضافية من رئيس هيئة الأركان.

هذه الرسائل، حملها كوخافي في  كل جلسة من جلسات العمل التي عقدها في واشنطن الأسبوع الماضي: مع وزير الدفاع لويد اوستن، مع رئيس الهيئات المشتركة الجنرال مارك ميلي، مستشار الامن القومي جيك سليفان،  رئيس السي.اي.ايه وليم بيرنز،  نائبة رئيس وكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع سوزان فايت. المشاركون في دائرة رئيس  هيئة  الأركان قالوا ضاحكين: ليس واضحا ما هو الأصعب لرئيس هيئة الأركان أن يقوم باعداد رباطة عنقه في الصباح ام من الأصعب عليه أن يقنع الزملاء الذين يرى بعضهم لأول مرة بان من المحظور العودة لاخطاء الاتفاق النووي الأول.

لا يطلبون تعويض

خلال هذه اللقاءات طرح رئيس هيئة الاركان امام الأمريكيين معضلات اسرائيلية. على سبيل المثال كان من المفترض حسب الاتفاق النووي الأول الذي  الغاه ترامب بان تحصل ايران في الأول من كانون الثاني 2026 على اذن بتطوير وانشاء أجهزة طرد مركزي متطورة قادرة على تخصيب اليورانيوم بوتيرة خمسة اضعاف مقارنة بالسرعة الحالية. وفي 2031 سيكون بمقدور ايران ان تفعل ما تشاء في المجال النووي. من المنظور  الاستراتيجي الإقليمي يمكن القول ان هذه التواريخ تبدو وكأنها يوم غد.

حسب وجهة نظر رئيس  هيئة  الأركان  لا  يتوجب تحديد موعد بالتقويم السنوي. ان اعتمدتم 2035 كغاية لانهاء  الاتفاق فما الذي سيغيره ذلك، سأل رئيس هيئة الأركان. هو يعتقد ان على الأمريكيين ان يحددوا موعد انتهاء وفقا للتطورات السياسية. مثل استبدال الحكم في طهران او على الأقل حدوث تغيير جوهري في نظرته للحكم.

أوساط جهاز الامن الإسرائيلي اغتبطت جدا لسماعها بايدن يتعهد علانية في هذا الأسبوع امام  روبي ريفلين بانه لن  تكون للايرانيين قدرات نووية عسكرية في عهده. ولكن في  الغرف المغلقة يتساءلون  هناك: ماذا سيحدث بعد حكم بايدن؟  رئيس  هيئة الاركان أيضا تساءل امام نظرائه الأمريكيين: عندما تتحدثون عن اتفاق أطول واقوى فما الذي تقصدونه؟ ما هو الأقوى وما هو الأطول؟ ذلك  لانكم في السابق اقترحتم علينا الرقابة على نتناز. وبعد فترة محددة عرضتم علينا المنشآت التي اخفاها الإيرانيون في بوردو. هل تستطيعون التعهد بعدم وجود منشآت مخفية لا  تعرفون بأمرها اليوم أيضا؟ هذه الأسئلة بقيت  معلقة في الهواء. ذلك لان الأمريكيين يتخبطون أيضا في موضوع الرقابة على المشروع النووي الإيراني، وليست لديهم إجابات جيدة كافية.

رئيس  هيئة الأركان واصل طرح اسئلته الصعبة: ما  الذي سيدفع الإيرانيين للموافقة على احداث تغيير في الاتفاق؟ من وجهة نظرهم انتم الذين  خرقتم الاتفاق، وهم لن يكونوا مستعديم لتقديم تغييرات جوهرية ان لم تظهروا الجدية. بكلمات أخرى: ان لم يطرح على الإيرانيين خيار عسكري حقيقي  الى جانب استمرار العقوبات الاقتصادية الصعبة فليس لديهم سبب لابداء المرونة. ليس من الممكن خداع الإيرانيين وتوجيه تهديدات بلا رصي لهم، قال كوخافي للامريكيين. لدى الإيرانيين منظومة استخبارات جيدة وهم يعرفون متى يكون التهديد جديا ومتى لا يكون.

بالمناسبة إسرائيل وامريكا لم يتحدثوا في أي مرحلة من الاتصالات بينهما حول الخط الأحمر الذي سيدفعهما لاستخدام القوة العسكرية ضد ايران ان تجاوزته. كما أنه لم  يجرِ الحديث عن الزام بخط محدد لرد الفعل. إسرائيل تميل لعدم مطالبة الأمريكيين بتعويض    اذا ما تم توقيع اتفاق جديد مع ايران لان ذلك يعني  موافقة إسرائيلية ضمنية على اتفاق لا تقبله أصلا.

مصادر امنية رفيعة المستوى تتولى الاتصالات الجارية مع واشنطن في القضايا الإقليمية ومن بينها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان تفيد بان هناك اعتقاد أن إدارة بايدن نفسها ليست ناضجة تماما لتوقيع اتفاق مع ايران. المفاوضات في فيينا ما زالت عالقة. والامريكيين ينتظرون توجهات رئيسي بعد دخوله للمنصب الجديد. كما ان وكالة الطاقة النووية لم تحصل بعد على رد من ايران على الرسالة التي وجهتها لها بصدد مواصلة عمل  المفتشين الذين أوقف قبل اكثر من أسبوع.

كل شيء مشروع الان: بإمكان  الأمريكيين مواصلة التشاور مع إسرائيل واعلامها بما يحدث من تقدم في المفاوضات مع ايران وبامكانها ان لا تفعل إن ارادت. من الممكن أن تستطيل  المفاوضات لاشهر طوال وربما في مرحلة مبكرة اكثر. لن تتفاجأ إسرائيل ان اعلان الإدارة الامريكية خلال أسابيع عن التوقيع على الاتفاق. في المقابل تبدي إسرائيل موقفا شفافا وواضحا تماما. هي لا تخفي تحضيراتها العسكرية عن الأمريكيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى