ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – بعد ترامب ندخل في الشفاء

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 21/1/2021

ستمر العلاقات مع الادارة الجديدة في عملية إشفاء لا بد ستترافق مع الالام ولكن توجد في العلاقة بين الطرفين منظومة مرتبة من التنسيق والتفاعل لا يجب تخريبها وان كانت التوافقات على المستوى السياسي العالي التي كانت في عهد ترامب لن تعود مرة اخرى “.

بدأت المؤسسة السياسية – الحزبية – الامنية الاسرائيلية مساء أمس في عملية اشفاء أليمة. فواشنطن تعود للعمل حسب الكتاب، بدون آلاعيب وبدون أحابيل. إنتهى الدلال. وللرئيس الامريكي، مهما كان عاطفا على اسرائيل لن يكون الوقت لاجراء مكالمات هاتفية عابرة للاطلسي، من الان الى الان، مع معجبين في شارع بلفور. القدس ورام الله بعيدتان عن سلم أولوياته – وهو سيدخل شخصيا الى صورة الشرق الاوسط فقط في لحظات حرجة. حتى ذلك الحين، سيتعين على الامور أن تحسم، مثلما كانت ذات مرة، في مستويات أدنى.

ان الانتقال الى العمل المرتب لا يتضمن فقط الغرفة البيضوية للرئيس، بل وأيضا مجلس الامن القومي. وعندما يرغب رئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط في أن يبحث مع البيت الابيض في مسألة شرق أوسطية ما، فانه لن يبدأ لدى رئيس هيئة الامن القومي الجديد جاك سليبان، بل مع مستوى أدنى بكثير، مثل برات ماكجراك، المسؤول عن الشرق الاوسط في هيئة الامن القومي الامريكية. تقليديا، رئيس هيئة الامن القومي الامريكية هو الجهة التي تنسق كل اعمال الهيئة لتصبح توصيات لقرار الرئيس. هكذا كان في عهد اوباما واسلافه. لدى ترامب تحطمت كل الاطر: فسواء كانت دراسة أم لا – السياسة الامريكية كانت تتقرر على التويتر. وعندنا احتفلنا بهذا. وزيرا الدفاع والخارجية، مثل بومبيو، اتخذا قرارات مستقلة، ونشأت ثغرات استغلتها اسرائيل.

معقول الافتراض بان لدى بايدن فان الادارة الامريكية ستغني، تجاه الخارج، بصوت واحد. فقد اختار بايدن بعناية الاشخاص الذين لديهم اجندة متبلورة جدا تشبه أجندته. وعندما تبدأ اسرائيل للتصدي مع الادارة، منذ الاسابيع القريبة القادمة، لموضوع استئناف المفاوضات مع ايران فانها ستصطدم مع كثير جدا من المعارف القدماء الذين يعرفون الشرق الاوسط بكل ثقوبه. كلهم خريجو هيئة الامن القومي أو السلك الدبلوماسي. بل ان بعضهم خدم في المنطقة. معظمهم ان لم يكونوا كلهم خبراء في مواضيع ايران، دول الخليج، العراق، سوريا وافغانستان، وزاروا هنا عشرات المرات. كل طاقم اسرائيلي يعمل معهم سيتعين عليه أن يعد الكثير جدا من الفروض البيتية: فهذه المجموعة تؤمن بالدبلوماسية وبالتساويات، واسرائيل لن تتمكن من التلاعب معهم. كما أن لوزير الدفاع الجديد، الجنرال لويد اوستن عدد لا يحصى من ساعات المحادثات مع زعماء العالم العربي وهو يعرف المنطقة ككف يده.

ما سيسهل على عذابات الشفاء للسياسيين والجمهور هم مستويات العمل على جانبي المحيط المرتبطين الواحد بالاخر كالتوائم السيامية. ابتداء بمنظومة العلاقات الشخصية، عبر اللقاءات في محافل دائمة للتعاون الاستراتيجي في مستويات عسكرية ومستويات وظيفية عليا لوزارتي الدفاع والخارجية، الى جانب قنوات عمل مباشرة بين رئيسي الاركان الاسرائيلي والامريكي، ولجنة الطاقة الذرية مع نظيرتها، الموساد مع السي.اي.ايه وما شابه. كل هؤلاء هم الذين سيقررون في نهاية المطاف النبرة في منظومة العلاقات مع ادارة بايدن. وفي المستويات السياسية العليا لا بد ستكون أزمات، احساسات بالاهانة واحساسات بالهجر – ولكن ينبغي دوما أن نتذكر بان للمحفل المشترك والدائم لهيئتي الاركان الاسرائيلية وقيادة المنطقة الوسطى الاوروبية – الامريكية يوجد تأثير أكثر على ما يجري في الشرق الاوسط من صراخات النجدة للسياسيين. شبكة الامان هذه محظور تخريبها، حتى لو كانت آلام الشفاء قاسية على الاحتمال لدرجة الاغراء لمحاولة افشال خطوات الادارة الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى