ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – الحرب تصعد الى سطح الماء

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 26/3/2021

ارتفاع درجة في المعركة البحرية: بعد تقارير أفادت بان إسرائيل ضربت ناقلات نفط إيرانية، ردت طهران بصاروخ ضرب سفينة شحن تعود لشركة “سيم” الإسرائيلية “.

تروي محافل على اطلاع جيد على تجارة النفط في العالم بانه طرأ في الاشهر الاخيرة انخفاض جوهري على حجم النفط الذي يمر من ايران الى ميناء اللاذقية في سوريا عبر البحر. هذه ليس صدفة. هذه على ما يبدو احدى نتائج الحرب البحرية بين اسرائيل وايران والتي تستهدف منع عبور النفط الايراني المخصص لتمويل النشاط العسكري لقوة القدس الايرانية وحزب الله في سوريا وفي لبنان. وكان السوريون طلبوا من روسيا مؤخرا زيادة كمية النفط التي تبيعها لسوريا بدلا من النفط الايراني الذي احد ما يعرقل ضخه.

هذا الاسبوع ارتفعت هذه الحرب درجة. فقد اصاب صاروخ ايراني في بحر العرب سفينة الشحن “لوري” التي تبحر تحت علم اجنبي. ليس لها طاقم اسرائيلي ولكنها تعود لشركة تسيم الاسرائيلية. وذلك بخلاف سفينة الشحن “هليوس ري” التي اصيبت في 26 شباط بعبوة الصقت فيجانبها في خليج عُمان، والتي هي سفينة أجنبية تشغلها شركة اجنبية توجد بملكية رجل اعمال اسرائيلي. في الحالتين لم تكن اصابات في الارواح وواصلت السفينتان الابحار بقواهما الذاتية.

تظهر متابعة للمنشورات الاجنبية بان هذه الحرب البحرية تتواصل، اغلب الظن، منذ  اكثر من سنتين  وهي تتركز – حسب المنشورات – على الناقلات التي تعود لشركات ايرانية ترتبط بالحرس الثوري. ولم تصعد مؤخرا الى العناوين الرئيس الا بعد أن بدأت تصاب سفن توجد لها علاقة بالاسرائيليين او باسرائيل، وذلك لانها مؤمنة في شركات دولية.

طالما تضررت سفن ايرانية فقط – ولا سيما ناقلات وقود – لم تحظى الامور بالعناوين الرئيسة، وذلك لان هذه السفن  مؤمنة في شركات تأمين ايرانية. واخفت الحكومة الايرانية الخسائر الهائلة جراء ضرب السفن والبضائع وليس لها مصلحة في ان تبلغ جمهورها باضرار بالملايين تتكبدها بسبب اصرارها على نقل النفط الى سوريا بخلاف العقوبات التي فرضت عليها.

هذه المعركة البحرية كمعركة منسوبة لاسرائيل هي جزء من حرب متعددة الاذرع تديرها اسرائيل ضد مصادر تمويل منظمات الارهاب العاملة ضدها. وكان نشر في الماضي بان قرابة نصف اعمال الجيش الاسرائيلي في اطار ما يسمى “الحرب بين الحروب” (والتي تتضمن فصلا اقتصاديا ايضا) تنفذها الذراع الاستراتيجية طويلة المدى لسلاح البحرية. يمكن الافتراض بان قسما كبيرا من هذا العبء يقع على كاهل رجال القوات الخاصة، مقاتلي الكوماندو البحرية، الذين توجد لهم قدرات للعمل بشكل مستقل وعلى مدى فترات زمنية طويلة، حتى على مسافة مئات الكيلومترات عن شواطيء  اسرائيل.

قبل نحو اسبوعين نشر في “وول ستريت جورنال” بانه في اطار هذه الحرب البحرية ضربت  اسرائيل 12 ناقلة نفط ايرانية. وتعتقد محافل دولية تعنى بالحراسة البحرية ان عدد السفن الايرانية المصابة هو ضعف هذا العدد. فبعض من الناقلات التي اصيبت عادت الى ايران، بعضها الاخر وصل الى الموانيء وتعطلت كنتيجة لضرر لا صلاح له. كل ناقلة كهذه  لا  تصل الى هدفها معناه خسارة دخل بمقدار 60 – 80 مليون دولار. وحاليا توجد قواعد في هذه الحرب والطرفان يلتزمان بها. ويتبين من التقارير انه لم يتم السيطرة على السفن، وكانت الاعمال بلا اصابات وقتلى ولم تغرق او تلوث البحر.

ان الضربات للناقلات والتي نسبت لاسرائيل تحملها الايرانيون، حتى وقت اخير مضى، بصمت. أما الان فيبدو ان الإيرانيين توصلوا الى الاستنتاج بانه يمكن ردع إسرائيل عن عرقلة ضخ النفط الى سوريا من خلال ضرب سفن تعمل في الخط التجاري بين إسرائيل والشرق الأقصى. اذا تواصلت هذه الضربان فسيلحق بإسرائيل ضرر اقتصادي جسيم إذ ان شركات السفن وشركات التأمين ستتردد في العمل في هذا الخط البحري.

يقترب الطرفان من نقطة الانفجار. لإسرائيل منسوب رد على الضربة لـ “هليوس ري” من خلال هجوم جوي في ضواحي دمشق واغلب الظن أيضا بضرب سفينة تجارية إيرانية امام شواطيء سوريا (وهذه فقط هي الأمور التي نشرت). معقول الافتراض بانه على الضربة لـ “لوري” سيأتي رد سري أو علني. تجري هنا مواجهة من شأنها أن تتدهور الى اتجاهات غير مرتقبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى