ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان- التلاعب والغرور، أكاذيب يرووها لنا عن الامن

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان  -20/2/2020

” نتنياهو يأتي بمعطيات عن استطلاع يفحص صورة الدول في نظر الناس. ما يتعلق فقط بصورة القوة العسكرية – تأتي اسرائيل في المرتبة الثانية في العالم. ولكن رئيس الوزراء لا يستخدم هذا المعطى كي لا يجعل من نفسه اضحوكة “.

المعقل الايراني في سوريا يتفكك،  واسرائيل هي القوة العظمى العسكرية الثامنة في العالم، وحماس تتطلع الى التسوية مع اسرائيل ولم يتبقَ لها غير أن تحرر لحماس طرف خيط اقتصادي كي تتمكن من البدء بتفكيك الملاجيء في غلاف غزة. هذه فقط حفنة من الترهات التي تخرج على لسان القيادة السياسية الامنية في الاسابيع الاخيرة، كجزء من الدعاية الانتخابية. يخلقون احساسا زائفا بالقوة: نحن امبراطورية. هذه بالضبط هي اعراض ذاك الغرور الذي  شهدناه عشية حرب يوم الغفران وعشية حرب لبنان.

فاستنادا الى ماذا، مثلا، يقول وزير الدفاع نفتالي بينيت بان المعقل الايراني في سوريا يتفكك؟ فهل صورة استخبارية لشهر بعد تصفية سليماني بات يمكنها أن تدل على انعطافة استراتيجية كهذه لدى الايرانيين؟ في اسرائيل يستخفون بخليفة قاسم سليماني، اسماعيل كآني، تماما مثلما لم يقدروا على نحو صحيح السادات ونصرالله في بداية طريقهما. فبالذات قيود القوة السياسية لكآني من شأنها ان توجهه نحو قرارات أكثر تغامرية بكثير في المجال العسكري. لا شك أن قوة القدس تجتاز هذه الايام شدا لاوضاعها. وكتلميح للمستقبل، عين في منصب نائب كآني محمد حجازي، قائد فيلق لبنان في قوة القدس والذي هو الشخصية المركزية في مشروع دقة الصواريخ لحزب الله. ولكن بينيت، في غضون شهر، غير بهراء لسانه الوضع في سوريا، تماما مثلما هدأ غزة.

ان التسهيلات التي اعطيت لحماس في الاونة الاخيرة هي وليدة خيال اخترعته دولة اسرائيل لنفسها، وبموجبه حشرت حماس في الزاوية ونشأت نافذة فرص لفرض  الهدوء عليها. هذا الخيال هو الذي يقف خلف القول الهاذي لوزير الدفاع عن الارهاب الاخذ في الافول، مما يبرر اصدار آلاف تصاريح العمل للعاملين من غزة في اسرائيل – تحت غطاء التراخيص للتجار – بلا مقابل. يومان بلا بالونات لا يعنيان  ان الارهاب ينطفىء. فمنذ سنتين وهم يروون لنا بان التسوية تقبع خلف الزاوية، غير ان حماس لا تتعاون مع هذه القصة، لا توقف حقا الارهاب من القطاع، تواصل ابتزاز اسرائيل بنار صاروخية وترفض الحديث عن الاسرى والمفقودين. حماس تضغط بنجاح على اسرائيل – وليس العكس. والدليل:  في اليوم الذي منحت فيه اسرائيل الاف تصاريح العمل ووسعت مجال الصيد – احتفل امس قناصو الجهاد الاسلامي باطلاق النار نحو قوات الجيش الاسرائيلي.

ولكن الخدعة الاكبر هي من مدرسة نتنياهو والتي تقول ان اسرائيل هي القوة العظمى الثامنة في العالم. لقد باتت هذه جولة الانتخابات الثانية التي يستخدم بها هذا التلاعب. وهو يستخدم معطى مأخوذ من استطلاع سنوي يجريه معهد غالوب بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا برعاية مجلة

US NEWS AND WORLD REPORT“. فتحت عنوان “الدولة الممتازة” يُسأل نحو عشرين الف شخص في بضع عشرات من الدول عن رأسهم في نحو ستين دولة في العالم. وذلك دون أن يزوروها أو أن يتعرفوا عليها. بحيث أن الاستطلاع يفحص عمليا صورة هذه الدول في نظر المستطلعين، في سلسلة طويلة من المواضيع، بما فيها الامن، الذي هو الاخر ينقسم الى بضعة تصنيفات مثل العلاقات الدولية، القوة العسكرية، الزعامة وغيرها.

وفيما يتعلق فقط بصورة القوة العسكرية لاسرائيل –صنفها المستطلعون في المكان الثاني في العالم بعد روسيا وقبل الولايات المتحدة والصين. رئيس الوزراء لا يستخدم هذا المعطى كي لا يجعل من نفسه اضحوكة. فعندما توزن الى جانب القوة العسكرية معطيات اخرى من القدرات مثل التأثير الدولي، الاستقرار السياسي وما شابه – تهبط اسرائيل الى المكان الثاني. ولكن عندما يفحص ماذا يفكر مواطنو العالم عن دولة اسرائيل في كل مقاييس الاستطلاع – مثل جودة الحياة، الاقتصاد، الحركة، التأثير الثقافي وغيره – نهبط الى المكان الـ 29. هبوط بخمس مراتب مقارنة ببدء ولاية نتنياهو. تجدر الاشارة الى أن معاهد بحث رائدة في العالم في مجال الامن – والتي تستند الى مواد استخبارية ومعطيات علنية – تشير الى انخفاض تدريجي في قدرة اسرائيل العسكرية في العقد الاخير، بما في ذلك في موضوع النووي.

صحيح أن المعطيات الكاذبة تخدم الدعاية الانتخابية، ولكنها أرضية لعدم الاكتراث، للاستخفاف بالعدو وللجاهزية المتردية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى