ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليشع بن كيمون- المعركة على التلة في السامرة

بقلم  اليشع بن كيمون– يديعوت 13/6/2021

في غضون خمسة اسابيع استقر في بؤرة افيتار قرب مفترق تفوح نحو خمسين عائلة. توجد منذ الان منازل حجرية، مدرسة دينية، كهرباء ومجاري وحتى محطة باص الى اللامكان. الاجواء هي اجواء استيطان وليس اجواء اخلاء “.

باص وفيه عشرات من سكان بات يام صعد الى التلة. ضربت الشمس بشدة حين انتظر في المكان لاستقبال الزوار اناس نواة السامرة في حركة “نحلا” – عائلات تنتظر الاستيطان في يهودا والسامرة.

كان هنال ايضا اسحق مئير هأيتان مع زوجته آييلت وثلاثة ابنائه. وروى اسحق مئير فقال: “سألوني ماذا نفعل هنا، هل يوجد هنا حقا احتمال في أن تقام بلدة؟” واضاف: “اجبت بان هذا تطلع اؤمن انه سيحصل في غضون بضع سنوات. لم اؤمن باننا سنعود هنا بعد يومين، وبعد نحو شهر ستقوم افيتار”. اقوال اسحق مئير قبل نحو خمسة أسابيع، عندما عرض المكان على الزوار، تجسد كم أنه حتى المستوطنين تفاجأوا من السرعة التي أقيمت بها بؤرة افيتار في السامرة، على مسافة مئات الأمتار عن مفترق تفوح. أما اليوم فقد بات يبلغ عدد العائلات في المكان نحو 50. توجد فيه منازل حجرية، مدرسة دينية، شبكات كهرباء ومجاري، ساحة خضراء من العشب المصنع، يافطات شوارع، ميدان دخول بل وحتى محطة باص الى اللامكان. مشهد نادر لا يشبه أي سيناريو تحقق في الاستيطان في السنوات الأخيرة. وبالفعل جرى هنا عمل تمهيدي دقيق – ولكن أحدا لم يتوقع القوة والوتيرة للاستيطان.  

لقد أصبحت البؤرة حبة بطاطا ساخنة تتدحرج الى اعتاب حكومة بينيت – لبيد – بعد أن تسببت بخلاف بين نتنياهو وغانتس. المستوطنون يدعون الى عدم اخلاء البلدة التي أقيمت بالطبع بشكل غير قانوني، ولكن إجراءات الاخلاء انطلقت منذ الان الى الدرب.

بدأ هذا بعد بضع ساعات من عملية اطلاق النار التي قتل فيها يهودا غواتا في مفترق تفوح. في واتس اب النواة كتبوا باننا هذه الليلة سنصعد”، تروي آييلت هأيتان، “لم يكن سؤال على الاطلاق. أخذنا الأولاد، المعدات وخيمة وصعدنا الى التلة”.

لفانييلا فايس، العقل الذي وراء “نحلا” يوجد مخزن مليء بأنوية الاستيطان المرشحة لكل أراضي يهودا والسامرة. هم يعرفون الى أن سيصعدون ومستعدون لنداء سريع. افيتار يحاولون استيطانها منذ سنين. وقد اسميت البؤرة على اسم الراحل افيتار بوروبسكي الذي قتل في العملية في مفترح تفوح في 2013.

في الوقت الذي دافعت الدولة عن نفسها من الصواريخ التي اطلقت من غزة، جلب المستوطنون الى المكان كرافانات وتحدوا الدولة في أنهم بنوا مبان مع طوب واسمنت، بخلاف الخيام التي يمكن اخلاؤها دون أوامر عسكرية خاصة.  

“لا توجد هنا مسألة قانوني او غير قانوني، دولة إسرائيل هي وطن الشعب اليهودي، ولكن اليهود لا يبنون”، يقول تسفي سوكوت، رجل مجلس السامرة وساكن جديد في افيتار، “لا يسمحون لنا بان نقيم بلدات، والفلسطينيون يسيطرون على كل مناطق ج. افيتار هي قصة دولة إسرائيل. لا يوجد أي فرق بينها وبين تل أبيب. والقرار اذا كان سيهدم هنا ام لا هو حزبي صرف. يوجد في الحكومة الجديدة سياسيون هم يمين صاف يرتبطون بالاستيطان، ونحن نتوقع منهم الا يخلون.

يبذل مجلس السامرة اليوم جهودا عظيمة في استنفاد مكانة الأرض. فقد حصل رجال المجلس على صور جوية للتلة من العام 1976 كي يثبتوا بانه لا توجد فلاحة في الأرض. ويروي اسحق مئير: “اعتقدنا ان هذا حدث صغير، سينتهي في غضون أيام، ولكن فجأة بدأ يصل  الى المكان مئات من الأشخاص من المستوطنات من المحيط. نظرنا حولنا ولم نصدق”.

قبل  لحظة من السبت، الأجواء في افيتار هي أجواء استيطان متماسك. في بيت عائلة هأيتان الطناجر على الغاز المتنقل.  “اعددنا مرقة دجاج مع خضار، هذا ما نحب”، تقول آييلت. كما أن كيس من فتات الذرة موضوع على الشايش الجاهز. ويضيف اسحق مئير: “الأطفال مصدومون قليلا، ولكن رويدا رويدا سيعتادون. يلعبون بالخارج مع الجميع، ويشعرون بالحرية”.

في الطريق الى الخارج نلتقي افيتار كوهن من سكان عاليه. “عرائش، اين يمكنني ان انزل البطيخ”، يسأل تسفي. تساءلتلماذا جاء الى هنا. “زوجتي في الشهر السابع، قلت لها اننا ملزمون بان نزور افيتار”، يشرح ويضيف: “اخذت الأولاد، مررت على رامي ليفي، حملت بضع بطيخات وها أنا هنا”.

في النزول من البؤرة، في طريق مشقوق، نشأت منذ الان ازمة سير. على جانب الطريق،  قرب حاجز للشرطة، توقف باص، نزل منه عشرات الفتيان، من بنين وبنات. مع حقائب على الظهر بدأوا يتسلقون الى البؤرة. أجواء استيطان، وليس أجواء اخلاء.

ولكن بالتوازي نشأ توتر مع الجيران الفلسطينيين. اول امس قتل محمد حمايل، فتى ابن 15 في  اثناء مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى