ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم البروفيسور دانييل فريدمان – نتنياهو فشل وعليه أن يعتزل

يديعوت– بقلم  البروفيسور دانييل فريدمان وزير العدل الاسبق – 11/10/2020

من ناحية نتنياهو المصلحة الشخصية تسبق كل شيء. هو يعرف ذلك ويعرف ان الجمهور يعرف. ولما كان كذلك فبقيت المظاهرات هي السبيل شبه الوحيد للكفاح ضد حكمه “.

أنا من الاغلبية في الدولة التي تعتقد بانه حان الوقت لان ينهي بنيامين نتنياهو مهامه في رئاسة الوزراء. هذه الاغلبية لم تنجح، في ثلاث جولات انتخابية، في  بلورة  مرشح مضاد يقيم حكومة اخرى. ولكنها لا تزال اغلبية،  واداء نتنياهو الفاشل في مكافحة الكورونا يؤدي الى توسيعها.  

يقف نتنياهو على رأس الحكومة منذ اكثر من عشر سنوات، فترة زمنية طويلة جدا، والحكم برئاسته يبعث على المقت فقط. حكومته هي الاكثر  تضخما في تاريخ الدولة، وهي تهزأ بفكرة الرسمية. اسلوب الحديث في الكنيست تدهور الى مطارح لم نشهدها من قبل. وبين رجال نتنياهو ثمة من اكتشف بان  دور الحكم هو تدليل الفائزين به. في فترة حكمه  تآكل جهاز الصحة والتقى الكورونا وهو ضعيف وهزيل.  الصدوع في المجتمع اخذت في الاتساع، والحكم الذاتي للاصوليين، بفصائلهم المختلفة، ولجماعات اخرى، أخذ في التعزز. المنظومة القضائية بحاجة الى اصلاح  جذري، ولكن على مدى سنوات حكمه الطويلة، وطالما تعلقت الامور بالاخرين، حرص نتنياهو على الا يعالج ذلك. الان ليس الوقت.

لقد فشل نتنياهو فشلا تاما في ادارة ازمة الكورونا، التي تدار على اساس اعتبارات سياسية غير موضوعية. وهو يعرض ذلك ويعرف ان الجمهور يعرف. ولعل الاسوأ من كل شيء هو ما حصل لثقافة الحكم، التي اصبحتثقافة الفراغ، حيث فقدت الكلمة كل قيمة. يمكن القول ان رئيس الوزراء لا يمكنه ان يتولى مهامه وهو يخضع للتحقيقات وتجسيد العكس؛  يمكن الوعد باسقاط حكم حماس وبدلا من ذلك دفع الخاوة له؛ يمكن الترويج لمنع الاستسلام للمخربين وتحرير الف من بين أسوأهم في صفقة مهزوزة؛ يمكن التضحية بالمصالح للمدى البعيد في صالح ما يخيل كمكسب في المدى القصير.

لقد اختفى مبدأ القدوة الشخصية. ما هو مسموح للحكام محظور للرعايا (المثل في اللاتينية يقول     ما هو مسموح لجوبيتر محظور على الثور البري). ما ورد في سفر الاحاديث عن الملك “لغير العلي قلبه خلفه” – انتهى. وبدلا من ذلك يمكن فرض الاجراءات المتشددة على الجمهور والتصرف وكأن الحكم هو فوق القانون والمواطنون تحت القانون، وتحريض الشرطة عليهم. كما يمكن شراء طائرة خاصة للوجهاء بمئات الملايين.

لو كانت مصلحة الدولة أمام ناظري نتنياهو، لحررنا من حكمه. ولكن مشكوك أن يسلم نتنياهو طوعا بفقدان الحكم. من ناحية نتنياهو المصلحة الشخصية تسبق كل شيء. هو يعرف ذلك وهو يعرف ان الجمهور يعرف. ولما كان ذلك، تبقت المظاهرات السبيل شبه الوحيد للكفاح ضد حكمه. نتنياهو من جهته يكافح بكل قوته وفي هذا الكفاح مستعد لان يضحي بالاقتصاد وبرفاه سكان اسرائيل. قسم هام من القيود المفروضة علينا عديمة كل منطق ولا يمكن شرحها الا بالكفاح العنيد ضد المظاهرات. كما توجد قيود، مثل منع السفر الى الخارج، ليس لها على الاطلاق تفسير منطقي.

لقد منحت الحكومة ذات الرأسين نتنياهو فضائل كبيرة ولكن ثمة في غير قليل من العوائق امامه ايضا. لقد أبدى أزرق أبيض حتى اليوم ضعفا وتفكرا واهنا. ولكنه جدير على الاقل ان يستغل قوته لمنع الكفاح ضد المظاهرات. ويوجد شيء آخر ايضا. قانون رئيس الوزراء البديل يحرم نتنياهو من امكانية اقالة وزراء ازرق ابيض، حتى لو صوتوا في الكنيست بطريقة لا تروق له. فلماذا لا يصوتوا مثلا في صالح مشروع قانون خاص يجب أن يرفع ويضمن العفو عن ملزمي الغرامات على خرق انظمة الكورونا (العفو لا ينطبق على شخصية عامة او على من عمل وهو يعرف انه مريض على نشر المرض). مثل هذا القانون، الذي لعله يمكن أن يحظى باغلبية في الكنيست سيكون خطوة صحيحة في الاتجاه المناسب.

لقد كانت لنتنياهو ايام افضل، عاد فيها من الولايات المتحدة ليتجند لسييرتمتكال، وأدى بنجاح وبشجاعة دوره كضابط شاب. فهل نتذكر هذا؟ ام ربما سيبقي لنا نتنياهو إرث فشل مكافحة الكورونا، إرث الاعتبارات الشخصية، الشقاق والدمار لثقافة الحكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى