ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم البروفيسور امنون شعشوع – مطلوب : تغيير الاتجاه

يديعوت – بقلم  البروفيسور امنون شعشوع – 12/10/2020

الأدوات التي تبنتها اسرائيل في مكافحة الكورونا لم تثبت نفسها. والبديل هو تبني استراتيجية تسمح للاقتصاد بأن يؤدي مهامه وتحظى بالتعاون من الجمهور “.

في العالم العلمي والتكنولوجي معروف أن الحل الناجح يبدأ من التعريف الصحيح للمشكلة. وانعدام التوافق الذي نشهده بين العلماء والاطباء حول شكل ادارة الوباء ينبع اساسا من عدم البحث في ما هي المشكلة التي نريد أن نحلها.

فلنبدأ بتمرين فكري كي نوجه مسار التفكير. فلنقل أنه لن يكون لقاح لفيروس الكورونا، فماذا كنا سنفعل؟ هل سنواصل تسطيح المنحنى، مع اغلاقات بين الحين والآخر، حتى الآخِرة؟ يبدو أن لا. الآن، لنفترض أنه يقال لنا إن لقاحا بيولوجيا بالكميات اللازمة لعموم السكان سيتوفر بعد سنة ونصف. لقاح لن يكون ولقاح حتى سنة ونصف متوازيان في نظري من حيث التأثير على المرافق الاقتصادية، الاقتصاد والمجتمع.

يجلبنا هذا الى مفهوم اساس في نظرية الالعاب: الفارق بين لعبة نهائية ولعبة لانهائية. في اللعبة النهائية يكون الهدف الانتصار على الخصم وعندها تنتهي اللعبة، أما في اللعبة اللانهائية فالهدف هو “البقاء في اللعبة” – لا توجد صورة نصر في اللعبة اللانهائية.

اللعبة اللانهائية، في حالتنا، معناها “العيش في ظل الفيروس” الذي يحتمل أن يبقى معنا دوما. بمعنى استراتيجية لا تفترض مناعة بيولوجية، مناعة قطيع أو خطوات تصفي الفيروس.

اذا كنا نعترف بحقيقة أننا في لعبة لانهائية وأنه عندها لا يمكن تصفية الفيروس – فان ما سيتبقى هو أن نُعرف ما هي وتيرة العدوى التي يمكن التعايش معها وادارة اقتصاد يؤدي مهامه.

إن الاستراتيجية التي تم تبنيها في اسرائيل هي: وتيرة العدوى المرغوب فيها تنطبق على عموم السكان، ووسيلة التحكم بالوتيرة تتم من خلال قطع سلاسل العدوى عبر منظومة التحقيقات الوبائية والتحكم بالانفجارات من خلال اغلاقات محلية، أي طريقة الرمزور (الاشارة الضوئية).

صحيح حتى الآن لم تثبت هاتان الأداتان نفسيهما. فقطع السلاسل لم ينجح لأنه لم تكن منظومة كبيرة على ما يكفي كي تدعم وتيرة العدوى لمئات عديدة من المؤكدين في اليوم. لنفترض أن تنشأ منظومة كبيرة على ما يكفي تتمكن من معالجة مئات عديدة وربما بضعة آلاف من المؤكدين في اليوم. العنصر المجهول في نظرية قطع السلاسل هو مدى تعاون الجمهور في الفحص فور ظهور الاعراض والتعاون في التحقيق الوبائي الذي معناه التبليغ عن الاشخاص الذين اختلطوا مع مريض مؤكد كي يتم ادخالهم الى الحجر.

من التجربة المتراكمة حتى الآن، لا يتعاون الجمهور الاسرائيلي بالمستوى اللازم لقطع ناجع للسلاسل. نحو 46 في المئة من التحقيقات تنتهي بصفر اختلاط. والشباب لا يسارعون الى الفحص فور ظهور الاعراض كي لا يمسوا برزقهم وبرزق اولئك الذين كانوا قد اختلطوا بهم. واحتمال أن يمرض شاب بمرض صعب، ينتهي بالموت، قليل جدا – ولهذا فان انتظار ظهور الاعراض هو تكتيك مقبول في اوساط الشباب. اضافة الى ذلك لم تثبت الاغلاقات المحلية نفسها. لا يوجد ما يدعو الى الاعتقاد بأنه سيطرأ تغيير في التركيبة الديمغرافية وفي التمثيل السياسي للقطاعات في اسرائيل، بحيث أنه في الجولة التالية ستفرض الاغلاقات المحلية بنجاح أكبر.

وبالتالي، ما هو البديل؟ استراتيجية اللعبة اللانهائية التي هدفها هو الحفاظ على خدمة المستشفيات ستؤدي الى حل مختلف عما تبنيناه حتى الآن. اذا كانت المشكلة التي نريد حلها هي الحفاظ على خدمة المستشفيات، فان البحوث تظهر أنه يمكن الاكتفاء بوتيرة عدوى متفاوتة نريد أن نصل فيها الى وتيرة عدوى متدنية قدر الامكان في اوساط الفئات السكانية الضعيفة. أما لدى باقي السكان فسنرغب في وتيرة عدوى تسمح باقتصاد يؤدي مهامه. إن الاختلاف الكبير في الاستراتيجيتين هو أنه في هذه الحالة يمكن أن نتوقع التعاون من جانب السكان الضعفاء، والحفاظ على التعليمات الصحية من باقي السكان كي تتجه هذه التعليمات للحفاظ على اقتصاد يؤدي مهامه. يمكن أن نتوقع بأن يحظى وضع الكمامات في الاماكن المغلقة، بل وحتى بشكل جارف، ولكن ليس في المجال المفتوح، والحفاظ على التجمهر بكمية معقولة – بالتعاون من عموم السكان.

إن الاستمرار في الاستراتيجية الحالية من شأنه أن يؤدي الى توقعات غير واقعية لوتيرة العدوى لعموم السكان، الامر الذي سيبقى يمس بشدة بالاقتصاد ولن يحظى بالتعاون من عموم الجمهور.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى