ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم أوري هايتنر – التطبيع والسيادة ، لنحطم المعادلة

يديعوت – بقلم  أوري هايتنر – 20/8/2020

آمل جدا الا يكون بسط السيادة ازيل عن جدول الاعمال، ولكن اذا كان علق في هذه اللحظة فينبغي أن يستبدل بخطة وطنية لتنمية استيطانية مكثفة لغور الاردن “.

 “التطبيع أم السيادة” – هذه هي المعادلة الشعبية في الايام الاخيرة في وسائل الاعلام وفي الساحة السياسية. وها نحن تخلينا عن بسط السيادة، فنلنا تطبيع علاقاتنا مع دول عربية. ومن هنا ينبع الاستنتاج باننا اذا عدنا الى مخطط السيادة فسنعقد مخطط التطبيع. يقول هذا من ادعوا على مدى السنين بان السكة الى الدول العربية لا تمر الا عبر اتفاق مع الفلسطينيين وقبول مطالبهم. وعندما دحضت حجتهم الاستراتيجية طويلة السنين تماما، تجدهم يتمسكون بالمعادلة الجديدة كغنيمة عظيمة.

 اما الحقيقة فهي ان الاتفاق الهام مع اتحاد الامارات لا يخلق التطبيع بين الدولتين بل يخرجه من الخزانة. فقد نشأ التطبيع على مدى السنين، ونضج بالذات بالتوازي مع صعود مسألة السيادة الى الطاولة. كان مريحا لاتحاد الامارات ان تطرح على العالم العربي انجاز تعليق السيادة مقابل الاتفاق. كما أن هذا مريح ايضا لنتنياهو الذي ترتعد فرائصه كلما اقترب موعد السيادة، عقب التهديد من جانب الفلسطينيين والاوروبيين، وربما ايضا في اعقاب الامتعاض غير المسؤول الذي استقبل فيه مجلس “يشع” خطة ترامب، وكان الاتفاق بالنسبة له السلم لتبرير تراجعه. ان هذه العلاقة المصطنعة بين التطبيع والسيادة هي قصور نتنياهو، الذي لاعتبارات تكتيكية حزبية الحق ضررا سياسيا استراتيجيا.

اسرائيل بحاجة الى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، ولكنها بحاجة لذلك بقدر لا يقل عنا. وعليه، فعلى المبدأ ان يكون التطبيع مقابل التطبيع. يجب كسر المعادلة التي تقول ان السلام والتطبيع هما منتجان يوجدان لدى العرب، واسرائيل بحاجة لهما، ويتعين عليها أن تدفع مقابلهما. ان التطبيع هو مصلحة الطرفين، ولا توجد اي حاجة لدفع ثمن مقابله بذخائر سياسية.

ان بسط السيادة الاسرائيلية على غور الاردن وعلى الكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة هو مصلحة اسرائيلية صهيونية واضحة لا ينبغي التنازل عنها. ففي بسط السيادة تثبت اسرائيل حدودها الشرقية وتوضح لنفسها، لجيرانها وللعالم بان هذه المناطق لم تعد خاضعة للمفاوضات. وهكذا تتمكن اسرائيل من ان تسمح لنفسها بحل اقليمي واقعي مع دولة اردنية فلسطينية، يكون موقعها في يهودا والسامرة مجردة من السلاح، واعادة تأهيل “اللاجئين” يتم في الاردن. وهكذا تحبط الفكرة الرعناء لدولة ارهاب من نهرب الاردن حتى طريق 6 والتي ستعرض للخطر اسرائيل والاردن، تؤدي في اقرب وقت ممكن الى انهيار اتفاق السلام مع الاردن، وتحول غوش دان الى “غلاف يهودا والسامرة” مثل غلاف غزة في الجنوب وآجلا أم عاجلا تتسبب بحرب شاملة مضرجة بالدماء.

آمل جدا الا يكون بسط السيادة ازيل عن جدول الاعمال، ولكن اذا كان علق في هذه اللحظة فينبغي أن يستبدل بخطة وطنية لتنمية استيطانية مكثفة لغور الاردن – تحويل معاليه افرايم الى مدينة، اقامة مستوطنات جديدة في غور الاردن باستثمار حكومي عظيم، تنمية فروع الزراعة، السياحة والتكنولوجيا العليا في الغور، وتحويل طريق 90 الى اوتوسترات – الموازي الشرقي لطريق 6، من الجليل الشرقي والجولان، عبر غور الاردن والعربا انتهاء بايلات. وحسب التوقعات ففي 2048 – السنة المئة لدولة اسرائيل – سيبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. واكتظاظهم في الجادة الغربية لاسرائيل،  السهل الساحلي، من شأنه أن يؤدي الى مصيبة ديمغرافية وبيئية، وعليه فمنذ الان يجب الاستعداد لتنمية الجادة الشرقية لاسرائيل وغور الاردن في قلبها. هذا الخطوات حيوية جدا حتى لو بسطت السيادة – فما بالك اذا ما تأجل بسطها.

ان صيغة “إما التطبيع أو السيادة” هي صيغة كاذبة. الصيغة الصهيونية المناسبة هي التطبيع والسيادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى