ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم أليشع بن كيمون – لقاحات للفلسطينيين عن هذا لا يتحدثون في لاهاي

يديعوت– بقلم  أليشع بن كيمون – 11/3/2021

نحو 120 الف فلسطيني سيتلقون اللقاح في اسرائيل، ولكن محظور التوقف عندهم. على اسرائيل أن تعمل على أن يتلقى كل الفلسطينيين في الضفة اللقاح “.

مشروع تطعيم العمال الفلسطينيين هو حملة ذات اهمية عليا. وهذه هي احدى المرات القليلة التي  تقدم فيها اسرائيل للفلسطينيين المساعدة من المصدر الاول: ليست اموال الرواتب عبر السلطة الفلسطينية، ليس من خلال بادرة انسانية عبر وسطاء من دول عربية، بل “بلدي”، مباشرة الى الذراع – الفلسطيني يكشف الكتف، ويد اسرائيلية تطعمه. ولكن الان محظور التوقف عند العمال: اسرائيل ملزمة بان تعمل كي يتلقى كل الفلسطينيين في الضفة اللقاح. في ساعة صباحية متأخرة من يوم الثلاثاء وصل الاف العمال الفلسطينيين الى محل مصنع “ديبو باد” في برقان، الذي تحول ليصبح  مكان لتلقي اللقاح. ومن خلال لوحات كرتونية تحمل شعار نجمة داود الحمراء وزع الفضاء الى غرف للتطعيم يجلس فيها اسرائيليون وعرب معا ليطعموا العمال الذين يسكنون في منطقة نابلس.

عند مدخل الموقع وضعت ضابطتان من الجيش الاسرائيلي طاولة، وبلوحة الكترونية بدأتا تفحصان تصاريح العمل. جاء الفلسطينيون بجموعهم. قسم قليل منهم تردد ولكنهم وقفوا جميعا في الطابور ينتظرون. بعضهم كما يروي اصحاب المصانع، طلبوا اللقاحات لابناء عائلاتهم ايضا ممن هم في مجموعات الخطر. ولكن حسب السياسة في اسرائيل فان العمال الذين يحملون تصاريح عمل سارية المفعول هم وحدهم من يمكنهم ان يتلقوا اللقاح. وحتى التجار الذين ينقلون بضائعهم من الضفة لا يمكنهم ذلك.

وبالاجمال سيتلقى اللقاح في 12 موقع مختلف تمت اقامتها نحو 120 الف فلسطيني – نحو 85 الف منهم يعملون في داخل اراضي اسرائيل، في حدود 67 ونحو 35 الف آخرين في المستوطنات.

الحملة مباركة. ولكن توجد فيها الكثير من الثقوب. اولا، كمية اللقاحات هي قطرة من بحر، غير كبيرة، وليس هكذا يمكن تخفيض الاصابة. في الضفة يعيش اليوم نحو 2.8 مليون فلسطيني. فما هو رقم 120 الف؟ وما هو ايضا حسب معطيات الجيش 20 في المئة من العمال الذين يدخلون الى اسرائيل هم اجمالا متواجدون غير قانونيين لا يمكنهم ان يتلقوا اللقاح. اضافة الى ذلك، فان العامل الذي تلقى اللقاح  يعود في نهاية الاسبوع الى بيته، حيث يختلط مع الاخرين الذين لم يتلقوه، وبعد ذلك يعود للعمل في اسرائيل. وبالتالي فان على اسرائيل أن  تعمل على أن يتلقى كل الفلسطينيين في الضفة اللقاح. فهذه مصلحة اسرائيلية صرفة،  بخلاف الوضع في غزة، الذي هو مختلف جوهريا.

المعنى الانساني واضح، ولكن الواقع ايضا. الفلسطينيون يعملون في اسرائيل ويعيشون هنا. هم جزء من المشهد. والتجاهل الوبائي لهم يخطيء الحقيقة، يزيد الخطر في أن نتضرر جميعنا. اضافة الى ذلك، لا غرو أن اسرائيل تتوقف عند العمال: هذا الواقع في الضفة اعتدنا عليه في أنه خارج حدود 67 كل شيء ينشأ عن قرارات لحظية – من قيادة سياسية متلعثمة تحاول التوسط في سياسة غير موجودة وحتى آخر مقاتل الذي اطلق ذات مرة النار على مخرب مستلقى على الارض ومرة اخرى امتنع عن اطلاق النار من مسافة صفر على راشق زجاجة حارقة، نتيجة سير طويل جدا في صحراء التيه. وهكذا في مسألة اللقاحات ايضا  اسرائيل تريد وتفعل – ولكن عليها أن تواصل فعل المزيد.

وفقط على شيء واحد يمكن الندم: مع كل هذا النشاط من أجل حقوق الانسان، والذي يتطلب من الدولة ان تقلب انظمة العالم حتى في منطقة الصمت في الضفة، فان الامر لا يبعث على الكثير من الاصداء في العالم. الميدانيتحدث، اسرائيل تطعم العمال الفلسطينيين، ولكن صوتهم لا يسمع عند اولئك الذين يجلسون في مكان ما في غرب هولندا تحت الاضواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى