ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم ألون بنكاس- صورة أمريكا

يديعوت– بقلم  ألون بنكاس– 3/11/2020

هذه انتخابات مصيرية تحسم بين ائتلاف التحول وائتلاف العودة، بين الليبرالية والانغلاق وستقرر شكل الدولة الاهم في التاريخ والتي تضطر لان تعيد تعريف نفسها “.

صحيح ودقيق وصف الانتخابات في الولايات المتحدة اليوم بالاستفتاء الشعبي على دونالد ترامب كرئيس، واكثر من ذلك – على دونالد ترامب كانسان. صحيح ودقيق بقدر لا يقل تأطير هذه الانتخابات كانتخابات حاسمة وتاريخية. ومع ذلك،  يخيل أن انتخابات 2020 حاسمة اكثر من كل سابقاتها. والسبب هو ان هذه حقا هي انتخابات على صورة امريكا والاتجاه الذي تسير نحوه. انتخابات آثارها كفيلة بان تعرف امريكا بحجم لم يكن قائما منذ الانتخابات التي سبقت الحرب الاهلية في القرن التاسع عشر.

في نظر احد الجانبين فان ترامب هو شخص منفر وحقير. رجل عديمالمسؤولية فشل، في ظل التنكر والاستخفاف الظاهرين والفظين في معالجة وباء الكورونا، ربما الفشل الاكبر في تاريخ الرئاسة.

يرون فيه كذاب مواظب، مزيف معطيات عضال، عنصري، مزاجي، فظ، جاهل، عديم المعرفة، يتنكر للعلم ويستخف بالمختصين في كل مجال، من الامن القومي، عبر علم الاوبئة وحتى المناخ.  نرجسي عديم كل العطف للغير، متهرب من الضريبة لفق حياة مهنية “ناجحة” في الاعمال التجارية، مناهض للديمقراطية في أساسه، متزلف للدكتاتوريين الذين يريد أن يتشبه بهم، مفكك للنظام العالمي الذي اقامته الولايات المتحدة، ادارته وحافظت عليه منذ العام 1945.

في نظر الجانب الاخر، الذي يشكل نحو 45 في المئة من امريكا، هذا رجل يقول ما في قلبه، يكافح ضد وسائل الاعلام المعادية وذات نزعة القوة، تعبر عن الغضب المتراكم في امريكا لعشرات السنين، غير مستعد لان يستقبل ملايين المهاجرين، لا يعطف على الافروامريكيين والهسبانيين، يمقت الموظفين العامين بنظر انفسهم و “الدولة العميقة” التي تقرر او توقف السياسة حسب قيمها. لا يتبطل امام الخبراء، يكره النخب المغرورة التي تعرف اكثر من الجميع. وهو يقاتل في سبيل قيم امريكية نووية، “قيمنا”، نحن الذين نسونا والقوا بنا الى قارعة الطريق. وهو ليس عبدا مطيعا لـ “السلامة السياسية”، لا ينحني امام الصين ويفهم بانه في الركض نحو التكامل الثقافي (نسونا ونسوا امريكا البيضاء).

تنير هذه الانتخابات بضوء قوي وبنظرة عمومية الصدع الكبير في امريكا، الصدع الذي يتشكل ويتسع منذ بضعة عقود. على طول وعرض امريكا يقف اليوم ائتلافان انتخابيان يعكسان امتين استقطابيتين.

من جهة “ائتلاف التحول” الذي يرى نفسه محدثا لتحولات ووكيلا بتغيير امريكا. هذا هو الاغلبية في امريكا 2020، وعليه فان جو بايدن سيحظى بنحو 10 مليون صوت اكثر دون صلة بمسألة “المجمع الانتخابي”.

هذا ائتلاف متعدد العروق  والثقافات، مع سيطرة للنساء المتعلمات. وهو يتشكل من البيض، السود، اللاتينيين، الاسيويين واليهود. معظمهم سكان مدن كبرى من 750 الف نسمة فأكثر. وهم يؤيدون الهجرة المنضبطة، حق المرأة في جسدها، متسامحون مع كل ميل في النوع الاجتماعي، حساسون لحقوق الانسان والمواطن، يريدون ان يروا بلادهم كمدينة منيرة على التلة ومنارة للعالم كله. بعضهم رجال وسط، بعضهم محافظون في مواضيع معينة، بعضهم يعرفون أنفسهم “تقدميين”، وكلهم ليبراليون بالمعنى العميق للكلمة.

امامه يقف “ائتلاف العودة”، ائتلاف الحفظ والاستعادة. النهج: يأخذون لنا “امريكا خاصتنا”، وسنعيدها. هذه امريكا البيضاء، المسيحية، من الطبقة الوسطى – الدنيا والدنيا، عمال بنى تحتية واقتصاد قديمة، تكره الحكم. بعضهم افنجيليون، بعضهم اعضاء في ميليشيات مسلحة، معظمهم امريكيون أخيار تتغير لهم امريكا امام عيونهم وهم يتبقون في الخلف. هم يسكنون في البلدات وفي القرى في ارجاء الولايات المتحدة ويشعرون بان العالم الحديث، متعدد الثقافات يهددهم ويغلق عليهم.

واحد من هذين الائتلافين سينتصر في المعركة اليوم، ولكن هذه مواجهة لن تنتهي مع احصاء الاصوات وتحليلها. هذا صراع طويل على الدولة الاهم في التاريخ والتي تضطر لان تعرف نفسها من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى