ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم آري شافيت – تحديات بينيت ، اعادة تعريفالهوية

يديعوت بقلم  آري شافيت – 28/6/2021

منحنا عهد نتنياهو قوة اقتصادية، استقطابا اجتماعيا وأزمة قيمية. اذاكان بينيت يريد ان يصمم هنا عهدا آخر فعليه أن يعرف نفسه كالزعيماليهوديالديمقراطي الذي يقود حزبا يهودياديمقراطيا سيؤدي الىمصالحة وطنية. هذه هي مهمته التاريخية. هذا هو أملنا “.

القافلة التي تقدمت نحوي في المسلك المقابل في احدى امسياتالاسبوع الماضي كانت القافلة المعروفة. سيارات الشرطة بصافراتها، سياراتجيب الحراسة المندفعة، المركبات الفاخرة المتماثلةوالتي في احداها يكونرئيس الوزراء. وكانت الفكرة الاولى التي مرت على رأسي هي الفكرة التياعتدنا عليها جميعا في دزينة السنوات الاخيرة: بيبي. ولكن فجأة فهمت انلا. لم يعد. ليس  نتنياهو هو الذي يجلس الان في السيارة الفاخرة المحروسةالمحوطة بالاضواء اللامعةبل نفتالي بينيت. المواطن بينيت. المستحدثبينيت. الاخ بينيت. إذ بدأ تعيينه في حزيران 2021. واحد منا يحكمنا.

ثمة غير قليل من النواقص في حقيقة أن رئيس الوزراء  ليس عالياوليس متعاليا بل واحد من الشعب. لا يوجد حوله ما يسميه الفرنسيون هالةالرئاسة. فلا توجد هالة كبيرة تحوم فوق رأسه. فهو ليس دقيقا وحادا بعدوليس واثقا تماما بنفسه. من شأن الاعداء أن يتحدوه. ومن شأن الاصدقاءان يستغلوا حقيقة أنه ليس لاعبا معروفا ومجربا في الساحة الدولية. كما أنالوضع المنفلت للسياسة الاسرائيلية قد لا يقبل بصلاحياته كالمرجعية العليا.

ولكن ثمة ايضا فضائل هامة لحقيقة أن رئيس الوزراء هو ببساطةانسان. شاب، انساني، موضوعي ومهني. ليس فيه عظمة وليس فيه جنونعظمة. لا يفرض نفسه ولا يشعر بالملاحقة. وعليهفان قيادته الجديدة هيقيادة على قياس الانسان. وفي مجرد حقيقة أنه رئيس الوزراء الذي ينقلالان في القافلة الفاخرة  تحولها من ملكية الى رسمية وتمنحنا فرصة ذهبيةلان نكف عن ان نكون عصبة البنين والبنات (لبيبي) ونعود لان نكون عصبةالاخوة والاخوان (بينيت، لبيد واسرائيليتنا جميعا).

غير ان للزعيم الوطني الجديد، توجد مشكلة. صحيح: في الاسبوعينالاخيرين ادى مهامه بشكل جيد جدا. صحيح: تعيينات مناسبة وتحريكلسياقات الادارة السليمة ادت بنا لان نبدأ بالتحرر من شلل سنتين  ومنسأم عقد. وثمة  نوع ما من الامل في الهواء. وعد حذر. ولكن رئيس الوزراء لايزال شخصا تلقى في الانتخابات الاخيرة 6.2 في المئة فقط من الاصوات،بحيث أنه اذا كانت بينيت يريد ان يثبت حكومته وان يطيل مدى عمرهافانعليه أن يخترع نفسه من جديد. وبينما يجلس في مركز الحكم عليه أن يقيمحزبا حاكما وعليه أن يصمم هوية الحكم التي يقف على رأسها.

لا توجد لرئيس يمينا قاعدة يمكنه أن يعود اليها. فقد احرق الجسورالذي ربطته باليمين العميق. اغرق السفن التي كان يمكنها ان تبحر به الىقمة الليكود. بينما معظم مؤيده الحاليين (في الوسطاليسار) لم يكونواابدا ناخبيه. بالنسبة لهم هو ليس اكثر من اليميني الاستعمالي الذي سمحلهم بان يطردوا نتنياهو. في اليوم الذي يختفي فيه بيبي سيعودون للتعاطيمع بينيت كخصم ايديولوجي وكعدو قبلي.  وقلة المجد الذي سقط عليه فجأةسيستبدل بين ليلة وضحاها الى عداء وكراهية.  

هكذا، بحيث ان ما يتوجب على رئيس الوزراء الحالي ان يفعله الان هو أنيعيد تصميم هويته. عليه أن يستغل الذخائر الخاصة التي تحت تصرفه كييوضح بانه بينيت جديد. ومن هو بينيت الجديد؟ الزعيم اليهوديالديمقراطي لاسرائيل. الاكثر يهودية من بين  الديمقراطيين. وهو  الاكثرديمقراطية من بين اليهود. هو يمثل نوع من  المحافظة المتنورة. والقوميةالمعتدلة. والرأسمالية المنصتة. والتي تخلق كلها معا نوعا من الفكر الجديدوالمتصالح، الذي جذوره تقليدية والذي جاء ليشفي جراح المجتمع الاسرائيلي. ويرأب الصدوع التي تمزقنا إربا.

لقد منحنا عهد نتنياهو قوة اقتصادية، استقطابا اجتماعيا وأزمة قيمية. اذاكان بينيت يريد ان يصمم هنا عهدا آخر فعليه أن يعرف نفسه كالزعيماليهوديالديمقراطي الذي يقود حزبا يهودياديمقراطيا سيؤدي الىمصالحة وطنية. هذه هي مهمته التاريخية. هذا هو أملنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى